نعود للوراء قليلا .. فقد أعلن جناب فريد آيار ان من قالوا نعم في الأستفتاء على الدستور بلغ تعدادهم 7 ملايين و742 ألف 796 صوتا وهو ما يمثل النسبة المطلوبة لتمريره … سبعة ملايين من 33 مليون نسمة ، أي أقل من ربع العراقيين … في وقت كان الجميع ومن ضمنهم حكومة برايمر و ( قواته ) الصديقة يعلمون علم اليقين ان التزوير فيها قد وصل حتى الى ملابس مفوضية الأنتخابات الداخلية … بعد ان رفض مكون اصيل كامل بالأشتراك في مهزلة الأستفتاء تلك ومن ثم تبرع ( المظنون ) طارق الهاشمي لكي يوقع بدلا عنهم في مسودته … والجميع يعلم ( حوبة ) هدا المكون بطارقهم حاليا ومصيره الأسود .
بربكم أي دستور وفي أي دولة ، لا يمكن مجلس النواب من حل الحكومة ؟ ويعطي افضلية لرئيس الوزراء للبقاء في منصبه الى يوم يبعثون … ويسمح له بادارة البلاد بالوكالة بعد أن منح نفسه وأزلامه مناصب وصلاحيات مهولة لم يملكها حتى المقوقس عظيم القبط .
وأي دستور لا يمكن الشعب والبرلمان والحكومة من تغيير رئيس الجمهورية رغم أنه ( مجلوط ) ومشلول والبلاد واقفة على برميل بارود … ألم يسأل المعارضون لتغييره كيف سيدير البلاد ويوقع على المراسيم الجمهورية وهو في حالة شلل كامل … أم ان قدرته الخارقة تسمح له بتمشية البريد والتوقيع على الأوامر الرئاسية بـ ( خصـ …… ) .
وأي دستور يسمح لرئيس السلطة القضائية بتكييف القانون حسب رغبة ( الحجي ) شئنا أم أبينا … ويعطي فرمان لمعاليه بأنه سيبقى يترأس القضاء ما دام هناك عراق .
وأي دستور يعطي صلاحيات لمدير بسيط في الدولة لكي يكون له ( سرب ) من الحمايات له اول وليس له آخر وبرواتب واجور كبيرة يقتطعها النظام الدستوري من أموال نفط الشعب .
وأي دستور يعطي الحق للجيش بترك الحدود وينزل للشارع لكي يداهم ويعتقل ويحقق ويسجن ويقطع الشوارع ويعزل مناطق مدننا الصابرة ويحكمها رغم أنف النظام المدني الديموقراطي تحت مسميات قيادات العمليات ، ويهين السواد الأعظم من شعب مسكين ما زال ينتظر فرج الله عز وجل .
وأي دستور … أي دستور … أي دستور تصبح كلماته مقدسة كالكتب السماوية لا يستطيع أحد التقرب منها وكأنه التقرير السياسي للمؤتمر القطري الثامن لحزب البعث العربي الأشتراكي … اضافة الى ان الكثيرين لم يستطيعوا لحد الآن من فك طلاسمه وتحديد معاني كلماته التي تؤول وتفسر بألف تفسير … كيف لا وقد وضعه شلة من المشعودين والمتعاطي السحر والدجل والأيمان بالخرز والجعاب وعظام الهدهد .
علمتنا جداتنا رحمهن الله وبشبش التربة التي تحتهن أن خير علاج لكتب السحر وطلاسمه هو التبول عليها … من هنا هي دعوة صادقة لشعب العراق الصابر المبتلى أن يرفع وفي عجل لفظ الجلالة المبارك من تلك الطلاسم ثم ( يشخ ) عليها بقوة وبشموخ وعز وكبرياء … لكي يرتاح الضمير والعقل وترتاح المثانة وملحقاتها .