تنحدر الأمور في عراق اليوم الى منحدرات مؤسفة لاسيما في اوساط الطبقة الحاكمة من السياسيين والبرلمانيين الذين يفترض انهم قدوة للشعب وهم الذين وصل السباب فيما بينهم ولغة الحوار الهابطة الى مستوى لم يسبقهم اليها اي مسؤول في العالم .
لقد ضرب السادة البرلمانيين مثلا اعلى في التناحر ومخاطبة احدهم الآخر بأقذع العبارات واكثرها حدة ، ولا اظن احدا لم يشاهد على يوتيوب مثلا مافعله النائب بهاء الأعرجي من التيار الصدري بالنائب علي الشلاه من كتلة دولة القانون والشتائم المؤسفة التي القاها عليه على مرأى ومسمع من وسائل الأعلام وبلا ادنى تردد .
ولاادري ان كان السادة النواب يحسبون حسابا لجمهمورهم وللرأي العام عندما يتكلمون ؟ هل يفكرون في انتقاء كلامهم ويحسبون حسابا للذوق العام وللحد الأدنى من اللياقة ام يسوقون الكلام على عواهنه ؟
كل الدلائل تشير الى ان نواب البرلمان العراقي قد وصلوا الى مرحلة اللارجعة في علاقتهم ببعضهم ووصلوا الى نوع من الكراهية الشخصية وعدم الأحترام بحيث لم يعد يطيق احدهم الآخر والدليل على ذلك المشادات العنيفة التي تكررت فيما بينهم واما استخدام الكلمات الجارحة والعنيفة فقد اصبحت امرا طبيعيا في سلوكهم .
وآخر ماجادت به قريحة السادة البرلمانيين هو رد السيد اسامة النجيفي رئيس البرلمان على منتقدي زيارته الاخيرة الى قطر وحديثه في قناة الجزيرة التي قوبلت بهجوم حاد وسخط شعبي غير مسبوق خاصة بعد حديث الأستاذ النجيفي بتلك اللهجة الحادة للتعبير عن الصراع المذهبي الطائفي بين السنة والشيعة وهو مالاينبغي الحديث به من طرف اي عراقي بتلك الطريقة فكيف اذا صدر ممن يفترض انه يمثل جميع العراقيين من كل الطوائف والمذاهب وهو مااقسم عليه امام الله والشعب ؟.
نعم ان السيد النجيفي محاط بالطائفيين والشحن الطائفي من حوله بلغ اقصاه لكن ذلك لايعني ان ينحدر الى ذلك المنحدر فيجاري ابشع الطائفيين في طائفيتهم بل ان يرتقي بوزنه وينتقي كلامه بعناية ليبقي للشعب وكرامته ومكانته مساحة ما في نفسه ..لكن للأسف بدا انه قد تخلى عن ذلك وصار زعيما من زعماء التظاهرات وليس زعيما للعراقيين كلهم المتظاهر منهم وغير المتظاهر ..هذه هي الديموقراطية وتلك حقوق الأنسان فلكل رأيه فلا ضرر ولا ضرار ..اليس كذللك ياسيادة رئيس البرلمان ؟
المهم ان السيد النجيفي اصدر بيانا غاضبا ساخطا على كل منتقديه وهو من اغرب ما يمكن ان يصدر من رئيس برلمان بصرف النظر عن اتفاقنا او اختلافنا على شخص السيد النجيفي وسلوكه المهني وذلك بسبب المفردة الجديدة التي ادخلها الى قاموس السباب والشتائم في البرلمان العراقي وهي كلمة ( الجعير ) ومعلوم من الذي ( يجعر ) او (يجوعر) في قاموس اللهجة الشعبية العراقية اذ يقول البيان المنشور في موقع البرلمان الرسمي ووزعه مكتب النجيفي متفاخرا على جميع وسائل الأعلام العربية والعالمية اذ يقول نصا مايلي:
” عج البعض بجعير متواصل شاجبين زيارة السيد رئيس مجلس النواب الى دولة قطر,”
ويضيف ” وليس بالجعير وحده يسكت الشعب عن مطالبه المشروعة الحقة…”
السؤال هو : الم يجد السيد النجيفي في قاموس اللغة العربية الزاخرة مفردات افضل مما ساقه من مفردات ؟ الا يعتقد انها كلمات غير لائقة ليس بحق البرلمانيين لأنهم اعتادوا على شتم بعضهم ويمكن للنجيفي ان يقول فيهم ماشاء ولكن الا من احترام ولو بالحد الأدنى لكرامة الشعب ؟ الا يعلم السيد النجيفي ان هنالك عراقيون شرفاء مستقلون وغير حزبيين ولاعلاقة لهم بدولة القانون ولا غيرها استهجنوا زيارة السيد النجيفي وتصريحاته التي اججت الوضع الطائفي المتفجر اصلا في العراق اكثر واكثر ؟بل ان الكثيرين ان توقيتها وطريقتها كانت متسرعة وغير مقبولة شعبيا … اليس من حق هؤلاء المستقلين وغير الحزبيين من العراقيين ان يعبروا عن رأيهم ويشجبوا زيارة النجيفي او ينقدونها فهل انهم ان قاموا بذلك فكلامهم ( جعير ) وانهم يجعرون ؟ اليس عيبا ان تطلق هذه الكلمات على شعبك يااستاذ ؟
واين هي الديموقراطية والأختلاف في الرأي التي تريد تعليمها للشعب واحترام الرأي الآخ وانت توصم من يختلف معك بهذه الألفاظ ؟.انها حقا مقولة ( غلطة الشاطر بألف)….!
………………..
ختاما : اهمس في اذن الأستاذ اسامة النجيفي :
لااعتقد ان من الحكمة ان تخسر شعبك وجمهورك وتربح قطر وقناة الجزيرة…وفقط عليك ان تتذكر ان القاصفات التي قتلت مئات الوف العراقيين انطلقت من قاعدتي العديد والسليلية القطريتين وقطر مولت قتل العراقيين منذ العام 2003 والى اليوم فكيف تضع يدك في يد من قتل يقتل ابناء شعبك ؟
ولاتنسى ايضا الدور المريب والعدواني لقناة الجزيرة في تأجيج الصراع الطائفي في العراق .