19 نوفمبر، 2024 5:32 ص
Search
Close this search box.

الجبال المتآكلة .. مبنى زها حديد الجديد للبرلمان العراقي   ‏

الجبال المتآكلة .. مبنى زها حديد الجديد للبرلمان العراقي   ‏

تحتدم مسابقة كبيرة بين كبار المعماريين العالميين للفوز بتصميم مبنى البرلمان العراقي الجديد والذي ‏يتوقع أن يكلف مليار دولار وأن يحتل قلب العاصمة العراقية على مساحة خمسين هكتاراً، في الأرض ‏التي كانت تضم مطار المثنى حيث ينتظر أن يتم الاختيار بين ثلاثة تصاميم فازت في المسابقة التي ‏أعلن عنها عام 2011. ‏

ورغم أن شركة “اسيمبليدج” حصلت على جائزة التصميم الخاصة بالمبنى والبالغة 250 ألف دولار ‏في آب/ أغسطس الماضي، إلا أن الهيئة المشرفة لا تزال تتفاوض مع شركة المعمارية البريطانية من ‏أصول عراقية زها حديد للعمارة التي حصلت على المركز الثالث في المسابقة. ‏
ويمثل التصميم الفائز قرصا دائريا أبيض لبث علاقة بين الجمهور وممثلي الحكومة، عبر إشكال ‏هندسية مبسطة تجمع الإدارات وتحيط بها مصفوفة من الشوارع والساحات لابتكار مساحة ‏للاجتماعات مع فرصة التدفق الحر، في دلالة تاريخية للبلاد والتحولات التي طرأت عليها، فيما أطلقت ‏شركة زها حديد أسم “الجبال المتآكلة” على تصميمها والذي لم تنشر أي صوراً له. ‏
وكانت شروط المسابقة قد طالبت أن يراعي التصميم المقدم بجدية ورصانة، التاريخ الحضاري للعراق ‏ودوره في صناعة مستقبل الإنسانية. ‏
وفي الاجتماع الأولي مع شركة زها حديد المعمارية، تم إبلاغها بأن قواعد المسابقة تعني أن أيا من ‏المشاركات الثلاث الفائزة بالمسابقة يمكن أن يقع عليها الاختيار للتنفيذ بغض النظر عن ترتيبها في ‏منح الجائزة. وتعمل شركة زها حديد المعمارية على هذا الأساس بالرد على استفسارات اللجنة ‏المتواصلة، حيث لم يتخذ بعد القرار النهائي بخصوص التصميم الذي يجد طريقه إلى التنفيذ. ‏
وتعد زها حديد التي ترتبط بذكريات ضئيلة عن بلدها العراق، المرشحة الأكثر قبولا بوصفها رمز ‏الدولة التي تنهض من ركام الحروب، وهو الأمر الذي سيكون كتحقيق الحلم للمعمارية العراقية التي ‏تبلغ من العمر 62 عامة، لتجد لها تصميما في بلدها العراق بعد أن انتشرت تصاميمها في بلدان ‏العالم. ‏
وإذا غيرت الهيئة المشرفة رأيها وقررت اختيار تصميم زها حديد المسمى “الجبال المتآكلة”، فأن ‏الهيئة – حسب المحرر المعماري في صحيفة الغارديان- ستخسر تصميما جميلا وثوريا لمبنى برلماني ‏معاصر بأجواء مفتوحة تعبر عن الحس الديمقراطي في بناء المدن الكبرى. ‏
وقامت الهيئة المشرفة على المسابقة بدعوة المعمارية البريطانية من أصول عراقية زها حديد، التي ‏كان ولدها من أعضاء الحزب الديمقراطي الوطني في العراق خلال عقد الخمسينيات، للنظر في بعض ‏المواصفات الفنية الخاصة بالتصميم.‏
وزها حديد المولودة في بغداد 31 تشرين الثاني- أكتوبر 1950، لها شهرة واسعة في الأوساط ‏المعمارية الغربية، وحاصلة على وسام التقدير من الملكة البريطانية، انتظمت كأستاذة زائرة أو أستاذة ‏كرسي في عدة جامعات، وتسنى لها أن تحصل على شهادات تقديرية من أساطين العمارة مثل الياباني ‏كانزو تانك، وقفز اسمها إلى مصاف فحول العمارة العالمية. ‏
ومن أهم أعمالها نادي الذروة “كولون”، وتنفيذها لنادي مونسون بار في سابورو في اليابان 1988 ‏وكذلك محطّة اطفاء “فيترا ويل أم رين” 1991. وأكثر مشاريعها الجديدة غرابة وإثارة للجدل مرسى ‏السفن في باليرمو في صقلية 1999، والمسجد الكبير في عاصمة اوروبا ستراسبورغ، 2000 ومتحف ‏الفنون الإسلامية في الدوحة وجسر في أبوظبي. تخرجت زها حديد من الجامعة الأميركية في بيروت ‏في مادة الرياضيات قبل الالتحاق بكلية الهندسة المعمارية في لندن، وهي تحمل الجنسية البريطانية. ‏
وتعد زها حديد التي أكملت دراستها الثانوية في مدرسة “الراهبات” وسط العاصمة العراقية بغداد من ‏بين أشهر معماري العالم اليوم وواجهت بثقة النقد القاسي الذي يصف تصاميمها “بمهندسة قرطاس” ‏غير قابلة للتنفيذ لصعوبتها. ‏
وجاءت نجاحاتها المتصاعدة وحصولها على جوائز عالمية لتهمش النقد الأمر الذي دفع ملكة بريطانيا ‏إلى منحها وسام التقدير الملكي. ‏
ولا تحفل ذاكرة زها وهي ابنة وزير المالية العراقي محمد حديد أبان عقد الخمسينيات، بالكثير من ‏المشاهد المعمارية العراقية لكنها تحب كثيراً نصب الحرية للفنان جواد سليم. وباستثناء تصميم متحف ‏الفنون الإسلامية في الدوحة وجسر في أبوظبي وبرج في القاهرة فليس لزها حديد تصاميم أخرى في ‏بلدها العراق والدول العربية الأخرى.‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة