لم تمض سوى بضعة أيام على ظهوره في الفضائية الشرقية بوسط ساحة الأحرار بالموصل ،إلا وقد استهدفته يد الغدر والخيانة والإرهاب الطائفي المقيت، لتصفية خصوم العملية السياسية الفاشلة في العراق ،لقد ظهر الشيخ الشهيد البطل محمد طاهر حمود العبد ربة رئيس قبائل الجبور في العراق في إطلالة نادرة، وهو يعدد مطالب المتظاهرين وسط حشود ساحة الأحرار لتسمعها الحكومة ، تلك المطالب التي خرج من اجلها ملايين المتظاهرين في عموم العراق بمحافظاته واقضيته وقصباته ،والتي قالت بصوت واحد مسموع كفى للطائفية وكفى للتهميش والإقصاء واغتصاب المعتقلات في السجون السرية والعلنية ،وكفى للتفرد الطائفي بالسلطة،ونعم للمصالحة الحقيقية، وإلغاء قرارات بريمر سيء الصيت في اجتثاث ملايين البعثيين وقطع أرزاق عوائلهم وحرمانهم من الحياة الكريمة والمواطنة الحقة ،ونعم لإطلاق مئات الألوف من المعتقلين الأبرياء ،ورفع الظلم عن فئات الشعب ،وإخراج الجيش من المدن وإلغاء قانون 4 إرهاب ،وإعادة التوازن في المناصب الحكومية وعدم إقصاء أية أقلية أو مذهب ،هذه الطلبات الشرعية والمشروعة التي تلاها الشيخ الشهيد أمام آلاف المتظاهرين وشاشات الفضائيات ،كانت كافية لان تخرج عليه عصابة مسلحة مأجورة جبانة مكونة من سبعة أشخاص ،لتوقف سيارته الشخصية التي لم يكن معه سوى شخصين فقط من أقاربه، وسط الطريق مابين الموصل وناحية بادوش شمال نينوى ، وهو عائد من قضية صلح عشائري في قبيلته ،هذا العمل الإجرامي البشع يدلل على إن التصفية الجسدية هي نهاية كل من يعترض العملية السياسية ويقف بالضد منها ،وكان قبله قد تعرض أكثر من مسؤول لمثل هذا الحادث (وزير المالية رافع العيساوي والنائب عيفان العيساوي وغيرهم كثر)،إذن هو مسلسل منظم تقوم به جهات تخدم أجندة معينة لإحداث الحرب الأهلية الطائفية في ظل أزمات حكومية مستعصية ومستديمة سببها فشل العملية السياسية وفقدان الثقة بين أطرافها التفرد الطائفي في السلطة وغياب القرار السياسي ،نحن هنا لا نحمل جهة بعينها ولكن نحمل الحكومة التي تمسك الملف الأمني في عموم العراق ،وتنشر ملايين السيطرات والجيش والأجهزة الأمنية والاستخبارية في كل حي ومنطقة ومحافظة وقضاء وناحية ،فكيف يعبر هؤلاء المسلحون السبعة بأسلحتهم عشرات السيطرات لتنفيذ مهمتهم القذرة دون أن تلقي عليهم القبض إحدى هذه السيطرات ، الحكومة مسئولة عن كل قطرة دم عراقية تسفك غدرا في شوارع العراق اغتيالا وتفجيرا وغيره ،أما وصف الحكومة للتظاهرات بالنتنة والفقاعة فهي غباء سياسي وعنجهية فارغة تنم عن قصر نظر وعدم تقدير خطورة الأزمة ومن ورائها ،لذلك عندما أدركت الحكومة مأزقها السياسي وإنها أدخلت نفسها في نفق آخر لا تخرج منه ،تراجعت بلا خجل وأخذت تطلق سراح بعض المعتقلين لذر الرماد في العيون وهذه الأكذوبة لم تنطلي على احد إذ سرعان ما انكشفت عورتها ،مع تصاعد سقف مطالب المتظاهرين في عموم ساحات التظاهر ،وهذا يؤكد أن الحكومة غير جادة بتلبية المطالب والجلوس على طاولة الحوار العراقي الجاد بعيدا عن تدخلات الآخرين ودول الجوار ،والتي السبب في عدم الاستقرار ونشر الفوضى لأهداف معروفة ،لم تدركها الحكومة لحد الآن، لذا كانت التظاهرات ضرورة عراقية لتعيد الى الواجهة إن الشعب هو السلطة المطلقة ،وان القوة لا يمكن أن تهزم الشعب مهما كانت قوتها العسكرية ،وما نشهده الآن هو انتصار للشعب على الدكتاتورية والتفرد بالسلطة ،لذلك كان من الطبيعي لهذه التظاهرات أن تقدم قرابينها على طريق الاستقلال والحرية ومقارعة الظلم والاستبداد ،والشهيد الشيخ محمد طاهر حمود العبد ربة شهيد التظاهرات العراقية هو فارس ترجل في عز التظاهرات، وقد روت دماه الطاهرة أرضية ساحة الأحرار بالموصل منذ أن أعلن من قلب الساحة أن الظلم والطغيان لابد أن ينتهي ويهزم الظالم ،فكانت تلك الصيحة هي الضريبة التي دفع ثمنها الشيخ الشهيد العبد ربة فداء للعراق ولشعب العراق المنتفض كله بوجه الدكتاتورية ،وهذه هي سجية الأبطال عبر التاريخ ، فلم يكن الأول ولن يكون الأخير في قافلة شهداء العراق ، رحم الله الشهيد البطل رئيس قبائل الجبور محمد طاهر العبد ربة ورحم شهداء العراق العظيم …………