16 نوفمبر، 2024 10:55 ص
Search
Close this search box.

عالم أرجنتيني بعد فحص مخ “أينشتاين” : لا يوجد دليل مادي يكشف سر عبقريته !

عالم أرجنتيني بعد فحص مخ “أينشتاين” : لا يوجد دليل مادي يكشف سر عبقريته !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

يقول عالم الفيزياء، “ألبرت أينشتاين”: “نحن جميعًا عباقرة، ولكننا إذا حكمنا على عبقرية سمكة من خلال قدرتها على تسلق شجرة، فستظل السمكة طيلة حياتها معتقدة أنها غبية”.

عقب وفاة “أينشتاين”، عام 1955، تم تقسيم مخه إلى 240 جزءًا متساوية في الحجم وتم نقلها سرًا إلى المدن الأميركية التي عاش فيها عالم الفيزياء، وفي التسعينيات من القرن الماضي سمح الطبيب، “توماس هارفي”، للعلماء بالحصول على بعض هذه الأجزاء لدراستها وفحصها، وكان من بينهم العالم الأرجنتيني، “خورخي كولومبو”.

وقال “كولومبو”، خلال حوار مع صحيفة (إنفوباي) الأرجنتينية: “لا أنكر عبقرية أينشتاين، ومع ذلك لا يمكن إغفال مساهمات العلماء الآخرين السابقين له”، وذكر أن فريقه أجرى دراسة حول ما يعرف بـ”الصفائح الدبقية”، والتي توجد فقط في مخ الإنسان والقرد والشمبانزي، لمعرفة تأثر هذه الخلايا بالتفكير المكثف مثلما كان يفعل “أينشتاين”، ولهذا السبب قام بطلب الحصول على أجزاء من مخ عالم الفيزياء للدراسة.

د. خورخي كولومبو

ولفت إلى أن الفحص أوصلهم إلى أن “الصفائح الدبقية” في مخ “أينشتاين” كانت أكثر سماكة، لكن هذه السماكة تكون موجودة أيضًا عند مرضى “الزهايمر”؛ لذا فهي لا تعتبر دليلًا ماديًا يكشف سر عبقريته.

جميعًا عباقرة..

يرى “كولومبو” أنه يجب التوقف عن استخدام كلمة “عبقري”، لأنه لا يوجد أساس علمي لها، وأوضح أنها تشير إلى شخص قدم شيئًا يفيد المجتمع في حين أن هناك عباقرة آخرين لم يحصلوا على نفس الدرجة من الاهتمام فلم تخرج إختراعاتهم للنور، مشيرًا إلى أنه بات معروفًا أن بداخل كل واحد منا عبقرية، لكن لا نصادف جميعنًا الظروف التي تسمح بإظهارها.

وأضاف أن نبوغ كل شخص يعتمد على عدة عوامل منها؛ “الوراثة والتغذية والتربية” كذلك يتعلق بطريقة استقبال البيئة المحيطة لنبوغ الشخص، موضحًا أن المخ يعمل من خلال شبكة أعصاب تتفاعل مع البيئة، وهذا يختلف من شخص لشخص آخر وحتى من عرق إلى عرق آخر، وحذر من أن القواعد التي يضعها كل مجتمع من شأنها خنق بعض المواهب بدلًا من السماح لها بالظهور والتجلي.

وأشار العالم الأرجنتيني إلى أن كل شخص يمكنه أن يصبح عبقريًا في مجال ما، وهنا لا يهم فقر أو غنى، وإنما يرتبط الأمر إرتباطًا وثيقًا بالفرص التي يمنحها المجتمع لكل شخص بعيدًا عن التفرقة، لذا فعدم مساعدة الشخص الذي يعاني من ضعف الموارد تعد جريمة تعوق تطوره.

نتائج مثيرة للشكوك..

ذكر العالم الأرجنتيني أنه خلال القرن التاسع عشر برز توجه فحص مخ القادة السياسيين والكُتاب والعلماء بعد وفاتهم، بهدف البحث عن مؤشرات في الشكل والهيكل توضح أسباب عبقريتهم، لذا نشأت بنوك لحفظ هذه الأمخاخ في “فرنسا وروسيا والولايات المتحدة” ودول أخرى، لكن النتائج التي توصل إليها العلماء بعد الفحص كانت مثيرة للشكوك؛ لأن الفحص كان مبنيًا على أساس مباديء مسبقة بدون أدلة، إذ كانوا يعتقدون أن نبوغ الشخص يعتمد على علامة موجودة في مخه، وذلك بناءً على نظريات بدائية كانت معروفة في القرن التاسع عشر عن المخ.

وأوضح أن العلماء قاموا بفحص مخ “أينشتاين” على أمل الحصول على زيادة في “الخلايا النجمية”؛ وأجروا الدراسات حوله بهدف معرفة أسباب تمكن مخه من إجراء عمليات معقدة للغاية، لكن كل هذه الدراسات كانت مغرضة ومن السهل تفنيدها.

وأضاف أن “نظرية النسبية” لم تأتِ من العدم؛ وإنما اعتمدت على معارف إكتسبها “أينشتاين” من علماء آخرين، مشيرًا إلى أنه لا ينكر عبقرية “أينشتاين”، لكن يجب ذكر المساهمات العلمية التي أوصلته إلى نظريته.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة