5 نوفمبر، 2024 9:41 ص
Search
Close this search box.

هل ننتخب الجيد من قائمة سيئة؟

هل ننتخب الجيد من قائمة سيئة؟

من يعتقد إن بعض المرشحين أو المرشحات على القوائم التي نصحت في مقالتي السابقة «من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟» وجوب عدم انتخابها؛ أن بعض المرشحين من الوجوه الجديدة من تلك القوائم هم مدنيون ووطنيون، فليسأل نفسه، ما الذي دعاهم أن يرشحوا أنفسهم على تحالفات سيئة، إما إسلاموية، أو طائفية، أو فاسدة؟ فلو قيل أنهم سيتحولون إلى نواب مستقلين غير ملتزمين بلوازم القائمة التي ترشحوا عليها، فهذا يعني أنهم يبدأون بداية سيئة، من حيث عدم الصدق وعدم الالتزام بالعهود، وإما لأنهم يعتقدون إن هذا السلوك طبيعي ومنسجم مع التقاليد الديمقراطية، وهذا يعني أنهم لا يستوعبون تقاليد ومبادئ الديمقراطية، وإما أنهم لا يعلمون بسوء القائمة أو سوء رئيسها أو الحزب المهيمن عليها، وهذا يعني أنهم لا يتمتعون بمستوى كاف من الوعي السياسي.

كما يجب ألا نكتفي بالعكس بالنظر إلى القائمة التي نراها الأصلح، دون التدقيق في نفس المرشح، لنتأكد من كونه كفوءً ونزيها وغير طائفي، سواء كان شيعيا أو سنيا، وليس من الذين يقحمون الدين في السياسة. أما إذا سئل لماذا لا نسلم أن يكون كل مرشح في قائمة جيدة جيدا أيضا، فالسبب، أن هناك قوائم صحيح تعتبر على النحو العام جيدة، لكن ليس كل من ترشح عليها جيد أيضا، إذ تحصل أحيانا بعض الأخطاء في قبول المرشحين، لذا وجب فحص سيرة وكفاءة ونزاهة المرشح وتوجهاته السياسية.

أيتها العراقيات وأيها العراقيون الحريصات والحريصون على عراقكم:

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين دمروا العراق.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين فوتوا الفرصة التاريخية الذهبية للعراق بعد سقوط الديكتاتورية.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين أسسوا للإسلام السياسي.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين تاجروا بالدين والمذهب والمرجعية الدينية والمقدسات.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين أسسوا للطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية والقومية والحزبية.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين سرقوا أو هدروا المال العام وتحاصصوا السرقات وقوت الفقراء.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الشيعة المتخندقين طائفيا.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا السنة المتخندقين طائفيا.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يريدون وضع العراق تحت الوصاية الإيرانية.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين تعاونوا مع السعودية وقطر وتركيا في الإضرار بمصالح العراق.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يطرحون أنفسهم ممثلين للأكثرية الشيعية.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يطرحون أنفسهم ممثلين للمكون السني واستحقاقات المكون.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يتبنون أن الصراع بين أتباع الحسين وأتباع يزيد ما زال قائما.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يريدون التشريع لزواج الصغيرة.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يحملون الولاء لولاية الفقيه الإيراني.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يحاربون البعث الصدامي ويوالون بعث آل الأسد.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يعادون البعث في سوريا ويحنون للبعث الصدامي.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين أشعلوا نار الفتنة الطائفية من الشيعة والسنة.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا أي حزب أو تحالف منغلق على الشيعة فقط، حتى لو تظاهر بالاعتدال.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا أي حزب أو تحالف منغلق على السنة فقط، حتى لو تظاهر بالاعتدال.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين لا يساوون المرأة بالرجل في الحقوق والمواطنة.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين لا يساوون غير المسلم بالمسلم في الحقوق والمواطنة.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين لا يساوون السني بالشيعي في الحقوق والمواطنة.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين لا يساوون غير العربي بالعربي في الحقوق والمواطنة.

بالعراق عليكم لا تنتخبوا الذين يكفّرون المدنيين والعلمانيين واليساريين والليبراليين.

سواء حققنا تطلعاتنا عاجلا أو آجلا، معا إلى عراق ديمقراطي ديمقراطية حقيقية، تقوم دولته على مبدأ المواطنة، وتقوده قوى سياسية وسياسيون يتمتعون بالنزاهة والكفاءة والوطنية، ويجري فيه الفصل بين الدين والسياسة، ويوضع فيه حد للتخندق الطائفي والطائفية السياسية والمحاصصة الطائفية والقومية والحزبية والمناطقية، وتتحقق فيه التنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية، وتحفظ فيه حقوق الأقليات الدينية والقومية، وتتساوى فيه حقوق المرأة مع الرجل، وحقوق غير المسلم مع المسلم، ويشرع فيه دستور عصري إنساني عقلاني علماني ديمقراطي.

لا نكون واقعيين، إذا توقعنا حصول كل ذلك بعد هذه الانتخابات، ولكن دعونا نحقق خطوة تقربنا من تحقيق ذلك، سواء قصر الطريق إليه أكثر مما نتوقع، أو طال أكثر مما نخشى. فإذا لم يكتب لنا أن يسعد مثلي وأنا في الثالثة والسبعين برؤية ما نتطلع إليه، فلنعمل على أن يسعد به الذين سيبقون أو سيأتون بعدنا.

هل بلغت؟ أرجو أن أكون قد بلغت، وأرجو أني أصبتُ الصواب فيما ابتغيتُه من مقالاتي الأربع بخصوص الانتخابات، وحسبي حب العراق وإيماني بالإنسان وبمبادئ الديمقراطية.

انظر المقالتين السابقتين «هل نقاطع؟ هل ننتخب؟»، و«من ننتخب؟ من أي قائمة ننتخب؟»

أحدث المقالات

أحدث المقالات