17 نوفمبر، 2024 11:21 م
Search
Close this search box.

المال العام بين سماسرة الصفقات ولصوص الالف الثالث

المال العام بين سماسرة الصفقات ولصوص الالف الثالث

صحيح ان السرقة في الجاهلية وما تلاها من عصورغابرة كانت تمسي على اخاديد الغابة ، فلاتسرق الاشياء خلسة او مهادنة ، بل تستلب بتصاريح السيف ، وتقاويم الصوط 0
وصحيح انها محطة وقفت عندها جميع شرائع السماء  وتقاطعت بحدودها اعراف الارض ، وتفاوتت في صدها نواميس البشر،
وصحيح انها كانت ولاتزال خطيئة انسانية واخلاقية ومجتمعية تتمدد ابعادها بمساحات تتعدى افق الجيل السارق وتلاحق وصماتها الجيل الرابع من موروث الانساب او للاجيال الاخرى  
واكثر صحة ان قداس المال العام هو ابلغ من قداس التعبد باشواطها الخمس لان التعبد لاتتجاوز حدوده التكليف الشرعي والاخلاقي للذات !
وكذلك الحال في عصمت المال الخاص التي لاتتعدى مساحة التعرض عليه ،نفق التراضي او خواتيم القصاص 0
 بينما قداس المال العام وحرمة التعرض له هو انك لاتستطيع التمييز بين مداخله ومخارجه لان شيوعه عامة ولذلك يستحال التعامل معه بالتساطيح الشكلية
اما لانعدام فرضية التراضي المنعقدة عند المال الخاص بتبيان العائدية !! لان شيوع المال العام  تتجاوز سقف الاحياء اونظرية الاقربون اولى ؟  وكذلك لتشابه البقر على السراق بين الفاقع لونها او تلك التي تسر الناظرين؟      
فلست بصدد التعريف بالسرقة وبيان حلتها ولاحرمتها ، يكفيها صدا عند الله وكتبه ورسله والمُخْلَصون الذين تجافت قلوبهم زَيَغً الشياطين ولكنني بصدد البحث عن سبيل تتعكز عليه دهشتي لما اصبحت عليه تلك الخطيئة التي امست على مداخن العار
حتى كانت المجتمعات لاتتصاهر مع من تمر من جنباتهم شبهات السرقة باعتبارها شبهة اعتبارية تمس المنظومة الاجتماعية
 لتصبح اليوم على قداس الحرامية والخنازير البشرية ،
فبعد ان كانت موازين التفاضل عند البشر عفة الضمير ونظافة اليدين وطهارة القلوب يجمعها محراب الوطن وسمو التخلق
اما اليوم فاصبح معيار التفاضل والولاء فن السرقة ومهارة السارق وخبرة لاتقل عن خمس سنوات في مجال العمل تحت الانوار الكاشفة
صحيح ان الاماني كانت تلوح في افق العراق بعد العام 2003 ولكنها تبددت بعد همسات اليقضة وتبين انها حلم عابر او اطياف للحسرات المحبوسة
فاحزابنا التي ولدت من رحم المريخ الاقليمي والانابيب الاوربية اردناها محطة تتنامى من فيضها العقول وتراشد من حلمها الافكار اصبحت اوكارا للسرقة وملاذا للمفسدين فتجاوزت تسونامي (الحزب القائد ) في مدياتها التدميرية وسرقة المال العام بمشاريعها الافتراضية وصفقاتها الوهمية التي لاتتعدى تحابير الورق ،
وختاما
تحياتي للحرامي
الباك اموال اليتامى او صار بالصف الامامي

  

أحدث المقالات