اخوتي المتظاهرون في عراقنا العظيم
ان محاربة النظم الفاسدة والديكتاتوريات المتخمة وتقديم التضحيات من اجل اقتلاعها امر لابد منه، لكنه يبقى بحاجة ضرورية الى ستراتيجية واضحة المعالم لمحاربة بعض النزعات المتخبطة هنا وهناك، مثل الطائفية المقيتة.
بلداننا العربية والعراق بطبيعة الحال احدها، لم تعرف هذه الظاهرة البائسة خلال القرن العشرين، حيث كانت مجتمعاتنا محصنة من شيوخ التحريض الطائفي، وكان من الصعب التمييز بين العراقي الشيعي ونظيره السني، بل لم نكن مطلقا نتنبه الى هذا التصنيف او نسعى لمعرفته، اما الآن فإن السؤال الاول الذي يواجه المواطن العراقي اينما حلّ هو عن طائفته او دينه، سواء بصورة مباشرة او غير مباشرة.
الأزمة الطائفية في عراقنا الحبيب مستفحلة، وعميقة الجذور للأسف الشديد بفعل الخونة امثال الجعفري والمالكي وصولاغ والاعور هادي والمتخاذلين امثال الهاشمي والمطلك والعيساوي والقائمة تطول وتطول، لذلك نحتاج الى عقود من العمل ومن الجهد الصادق والمضني لاجتثاثها حتى ننهض بمجتمعاتنا ونضعها على بداية سلم التقدم الحضاري والانساني. والخطوة الاولى تبدأ بالوعي بخطورة هذه الآفة، والبدء في مواجهتها من خلال إعلام وطني حقيقي وليس مزيف، ومناهج تعليمية متطورة، وحكومات تنويرية. وللأسف لا نرى اي تطبيق حقيقي وجدّي لكل ما تقدم.
اخوتي ابناء العراق الاماجد
دعني اصارحكم بحقيقة مفادها ان العراق لم يشهد فترة مظلمة ودامية ومخزية كالتي مرت عليه تحت حكم الجعفري المقيت وزميله ابو اسراء المالكي. لا اريد الرجوع الى الخلف بل دعني اتكلم عما جرى ودار في الاونة الاخيرة من ازمة خطيرة نتيجة لشعور ابناء المجتمع في محافظات الغربية بالظلم والتهميش، ذلك الشعور الذي قد يُحيل العراق اثراً بعد عين، سيما مع غياب الحلول، حتى ان دعوات مايسمى بالمرجعية كانت مجرد دعوات لا تغني ولا تسمن من جوع لانها وبصراحة كانت ذر للرماد في العيون ولم تنطل حتى على البسطاء والقشامر.
أن إخفاق المالكي مؤخراً في تحقيق الاصطفاف السني العربي معه في مواجهته مع الأكراد جعله ينقل الصراع إلى ساحة أخرى تمثلت هذه المرة في اقتحام قوة أمنية مقر وزارة الداخلية وإلقاء القبض على رئيس حماية وزير المالية رافع العيساوي وعدد من حراسه بتهم التورط في عمليات اغتيال وتصفية وهجمات على مؤسسات عراقية بشكل أعاد للأذهان الاتهامات التي وجهت لنائب الرئيس العراقي السابق طارق الهاشمي وأفضت في النهاية ونتيجة سيطرة المالكي على القضاء العراقي المسيس للحكم بالإعدام غيابيًا على الهاشمي، وهو ما قد يتكرر مع العيساوي في إطار مساعي المالكي لشن حملة تطهير عرقي في صفوف المسؤولين السنة العرب باعتبارهم منافسين محتملين في الانتخابات المحلية القادمة المقررة في 2013م والتشريعية المعتزم انعقادها خلال عام 2014م.
ان الصراعات ذات البعد الطائفي تصاعدت بشكل ملفت وغير مسبوق بدءًا من اشتعال المواجهات بين حكومة المالكي في بغداد والأكراد في المناطق النفطية المتنازع عليها، وهو الصراع الذي أوشك على التحول لصراع عسكري لدى تدخل قوات دجلة في الأزمة ومحاولتها فرض الأمر الواقع، لولا تدخل بعض الوسطاء وتطويق صراع المالكي المفتعل الذي حاول من خلاله خلق نوع من الاصطفاف العربي السني لصالحه في الصراع مع الأكراد، وهو ما لم يجد آذانًا صاغية من جانب السنة العرب الذين اعتبروا الأمر مجرد مناورة واطئة للظهور في مظهر من يحاول الحفاظ على وحدة البلاد.
ان المظاهرات المليونية التي شهدتها الانبار وسامراء وتكريت والموصل وديالى والشرقاط والعلم والطارمية والتاجي والاعظمية لن تكن كسابقاتها، لان هذا العصر يا ابو اسراء هو عصر الجماهير الصادقة المظلومة والمنكوبة التي ابتلاها الله بظلمكم وجوركم على البلاد والعباد، ان حلولكم الترقيعية ومناوراتكم وتخبطكم هنا وهناك لن تنفع هذه المرة، لو وقفت معكم كل شياطين فارس وعمائمها الزائفة.
لقد ادركت الجماهير ان موعد حسابكم قد حان وان دغدغة مشاعر الناس بكلمات واهية واكاذيب رخيصة لن تفلح هذه المرة، سيما بعد محاولاتكم البائسة باخراج حفنة من جلاوزة نظامكم النتن بمظاهرات مضحكة، تدرون لماذا لان ابناء العراق في الزركة والبصرة والفلوجة وعين كاوه لم يروا منكم الا الاباطيل والكذب، ان موعد حسابكم قد ازف، ولن تكن نهايتكم المحتومة افضل حال من القذافي، وان غداً لناظره قريب.
عاش العراق ….. عاش العراق …. عاش العراق… والخزي والعار لاعداء الجماهير.