يشعر الكثيرون من طلبتنا الأعزاء، وفي كل المراحل الدراسية.. بحالة من القلق، أيام الامتحانات الدراسية. وهي حالة انفعـالية مؤقتة، يصاحبها توتر، وهواجس عقلية سالبة، تتداخل مــع التركيز المطلوب من الطالب ، أثناء تأدية الامتحان، وهو مـا يؤثر سلباً علـى مزاج الطالب، ويربك قدراته المعرفيـة. وقد تنعكس هذه الظاهرة على تصرفه اليومي، بشكل سلبي، بحيث يكون متوترا، وسريع الاستفزاز .
ولعل من بين أهم أسباب القلق من الامتحانات، تلك التي تتعلق بالطالب نفسه، كاسباب ذاتية، ومنها، عدم الاستعداد الكافي للامتحانات خلال العام،ولاسيما عندما يكون الطالب غير جاد في سعيه الدراسي، ويعمد إلى إهمال التحضير اليومي لمادة دروسه،فيتراكم مع مرور الأيام، عبء استرجاعها، وبالتالي يصعب عليه متابعتها، وتحضيرها عند حلول موعد الامتحان .
كما يكون خوف الطالب من الرسوب، والتهيب من رد فعل الأهل،الذين اعتادوا الضغط على أبنائهم لتحقيق النجاح بتفوق، من واقع حرصهم على مستقبل واعد لأبنائهم، من دون مراعاة واعية منهم لقدراتهم وإمكاناتهم، من بين الأسباب الأخرى لهذا القلق .
ولأن ظاهرة القلق من الامتحانات، ظاهرة طبيعية، وهي حالة قد مرت بها الغالبية العظمى من أجيال الطلاب السابقين،فإنه لا داعي ان يقلق الطالب بشكل حاد، من مواجهة هذه الظاهرة ، بحيث تكون انعكاساتها عليه سلبية، إلى الحد الذي يثبط عزيمته، ويحول دون تحقيق النجاح .
ولذلك فإن بإمكان الطالب التغلب على قلق الامتحانات بسهولة، وذلك من خلال الثقة العالية بالنفس، والحرص على التحضير الجيد للمواد يوماً بيوم، وعدم تأخير التحضير إلى الغد، والاستغلال الأمثل للوقت، حيث( الوقت كالسيف، ان لم تقطعه، قطعك)، كما يقال، وذلك من دون أن يرهق الطالب نفسه أكثر من اللازم. ولا شك أن الاهتمام بقراءة الأسئلة بتمعن، وبهدوء تام،والبدء باجابة السؤال الأسهل أولاً، تمنح الطالب فرصة كبيرة للنجاح الأكيد، وتجاوز قلق الامتحانات.