ما حدث في ملعب النجف أمس، خير دليل على حاجة الشعب واشتياقه لشخص مخلص وصادق معه، لكي يصفق له ويطلق له الشعارات المعبرة عن الحب، وفي نفس الوقت امتعاض الشعب ممن خذله وخان ثقته، لقد رسم شعب النجف صورة لشعب واعي، اخذ يشخص الأمور ولا يشخصنها، ويكون بذلك طبق كلام المرجع بحذافيره.
ان إطلاق نفس الجمهور لشعارين متعاكسين، واحد بالضد من ممثل رئيس الوزراء، عبروا به عن عدم ترحيبهم به، واخر لوزير الرياضة والشباب، يبينون امتنانهم له، ولما قدمه من عمل وإنجاز خلال السنوات الأربعة الماضية، يدل ان الشعب لا يريد من يرفع الشعارات، انما يريد من يعمل، ويجعل عمله يتكلم.
وزير الشباب والرياضة لم يدفع شيء من جيبه، ولم يكن خارق للعادة، هو فقط كان مخلص في عمله، ومعطاء لبلده، استطاع ان يوظف أموال الشعب بالصورة الصحيحة، ويذل كل العقبات التي تقف بطريق عمله، وهذا كله يحدث بصمت دون ضوضاء او تهجم على الأخرين
ما ميز وزير الشباب والرياضة أنه طيلة الأربع سنوات الماضية، لم نشاهده على الأعلام، أنما ما نشاهده هي أعماله، بعكس باقي الوزراء الذين كثيرا ما نشاهدهم، ولا نشاهد أعمالهم
ان ما يحدث في العراق هو ضوضاء واصوات عالية جدا، لكنها لا تحمل أنغام او الحان تطرب من يسمعها، انما مجرد صخب وكلام غير مفهوم، جعلت اغلبنا يصم أذنيه عن الجميع، وبذلك قد تفوتنا الأصوات والالحان الجميلة، التي نطرب لسماعها وتتفاعل معها احاسيسنا
ربما يكون عبطان اللحن الذي يحتاجه العراقيين في ضل هذا الصخب، لكن حتما لا يريده خصوم عبطان، لذلك نراهم يعملون بكل قواهم من اجل اعلاء صوت الضجيج حول هذه الشخصية، التي اخذت تكتسح الشارع العراقي، وتدغدغ مشاعر كل فئات الشعب.
تراهم مرة يحاولون حجب اعماله عن الاعلام، وأخرى يشغلون الشعب كعادتهم باتهام الجميع بالفشل من خلال رفع شعارات الفساد، ويشملون بذلك حتى أنفسهم، تحت شعار (علي وعلى اعدائي)
لقد أصاب عبطان الفاسدين بالذعر، وجعلهم يسلكون كل السبل التي تضلل الشعب عن الحقيقة، وحتى الشيطانية منها، ولغاية الان هم فاشلون في النيل منه، وكلما زادت محاولاتهم، كلما التف الشعب حوله
هذه حالة جديدة لم نرها من قبل، وربما البعض يقول لقد أحب الشعب فلان، والدليل حصوله على سبعمائة ألف صوت
نعم ربما حصل عليها، لكنه حصل عليها بالمال والسلطة، وهذا لم يعد يرغب به الشعب
الشعب اخذ يطرب ويحن لسماع الأنغام الوطنية الحماسية، التي تتحدث عن البناء والاعمار
وما مطلوب منا الان ان أردنا صوت لحن عبطان يعلوا، تحويل هذا الحب الى أصوات في صناديق الاقتراع.