19 نوفمبر، 2024 7:33 م
Search
Close this search box.

النجيفي يدعو للتجاوب مع الاحتجاجات قبل ان يفلت زمامها ‏

النجيفي يدعو للتجاوب مع الاحتجاجات قبل ان يفلت زمامها ‏

‎‏ قال رئيس مجلس النواب العراقي أسامة النجيفي إنه ينبغي لرئيس الوزراء نوري المالكي العمل على ‏إصلاح القوانين التي يرى السنة أنها تهمش وضعهم بشكل جائر وإلا أفلت زمام الاحتجاجات الحاشدة ‏التي تشهدها البلاد.‏ ويتظاهر الآلاف يوميا منذ ثلاثة أسابيع في المحافظات ذات الأغلبية السنية في أصعب اختبار حتى ‏الآن لحكومة المالكي الهشة التي تتألف من شيعة وسنة وأكراد.‏

وقال النجيفي إنه ينبغي إقرار مشروع قانون للعفو عن المسجونين في قضايا الإرهاب وتعديل القوانين ‏التي يقول كثير من السنة إنها تستغل في استهدافهم بصورة جائرة.‏
ويريد المحتجون أيضا وضع نهاية للحملة على أعضاء حزب البعث المحظور التي يرى السنة أنها ‏تستغل في مضايقة زعمائهم وإخراجهم من الساحة السياسية.‏
وقال النجيفي لرويترز “لا يوجد خطاب لإسقاط كل النظام لأنهم يقولون نريد العدالة ونريد أن نعامل ‏كمواطنين بنفس المستوى مع المواطنين في المحافظات الأخرى. وإذا لم تلب هذه المطالب التي ‏حددوها بنقاط.. بالتأكيد سيطالبون بإسقاط الحكومة.” وأضاف “نحن نخشى أن القادة وممثلي ‏التظاهرات الآن يفقدون سيطرتهم على المتظاهرين بعد فترة إذا عجزوا عن إقناع شركائهم في العمل ‏السياسي أن يغيروا سياستهم.”‏
واندلعت الاحتجاجات الاخيرة بعد أن اعتقلت قوات الأمن أفراد الحرس الشخصي لوزير المالية السني ‏رافع العيساوي بتهم تتعلق بالإرهاب في خطوة اعتبرها كثير من السنة استفزازا.‏
وينتمي النجيفي إلى الجناح الأكثر اعتدالا في قائمة العراقية غير أن هناك انقساما في صفوف السنة ‏حيث يطرح القادة الأكثر راديكالية مطالب تزداد تشددا. ويطالب الإسلاميون السنة المتشددون بإقالة ‏المالكي بل وإقامة منطقة ذات أغلبية سنية تتمتع بالحكم الذاتي بمحاذاة الحدود مع سوريا على غرار ‏إقليم كردستان شبه المستقل في الشمال.‏
وتزيد الاحتجاجات السلمية الحاشدة المخاوف من اندلاع مواجهة طائفية في العراق تؤدي مع الصراع ‏في سوريا إلى تعميق مواجهة إقليمية بين إيران ودول خليجية سنية. ويعتبر بعض الزعماء السنة في ‏العراق الحرب بين المعارضين السوريين وأغلبهم من السنة والرئيس السوري بشار الأسد حليف ‏إيران فرصة لتعزيز مركزهم اذا سقط الأسد وتولت حكومة سنية.‏
وما زال التوتر شديدا بين الشيعة والسنة في العراق بعد مرور عام على اكتمال انسحاب القوات ‏الأمريكية. وقتل الآلاف على مدى عدة سنوات في العنف الطائفي الذي بدأ في أعقاب الغزو عام ‏‏2003.‏
وأيا كان الدافع وراء الاحتجاجات فسخط السنة حقيقي. فمنذ سقوط صدام حسين وكثير منهم يشعرون ‏بأنهم مهمشون في حكومة توزع المناصب على أسس طائفية وعرقية.‏
وتسببت الخلافات في عدم وجود وزيري دفاع وداخلية دائمين في العراق منذ تشكيل الحكومة عام ‏‏2010. ويلقي الزعماء الشيعة المسؤولية على النواب السنة بشأن عرقلة العملية السياسية غير أن ‏معارضي المالكي يتهمونه بالاستئثار بالسلطة.‏
وقال النجيفي “قناعتنا أن البلد غير متوازن.. كل السلطات محصورة بيد جهات محددة والمشاركة ‏هامشية بالنسبة للمكونات الأخرى.”‏
ويتهم المالكي شركاءه السنة بعرقلة تقدم الحكومة في مسعى لإضعاف موقفه. ولمح رئيس الوزراء ‏وبعض حلفائه الى إمكان الدعوة إلى انتخابات مبكرة قبل الموعد المحدد في عام 2014 كسبيل لكسر ‏الجمود الذي عرقل صدور تشريعات مهمة.‏
وأثبت المالكي براعة في ايحاد سبيله على خارطة التحالفات السياسية المتغيرة في البلاد للحفاظ على ‏استمرار إدارته وسلامتها. ويريد منه كثير من السنة أن يضع حدا للحملة على أعضاء حزب البعث ‏السابقين غير أن ذلك يمكن أن يفقده دعم بعض مؤيديه الشيعة قبل انتخابات مجالس المحافظات ‏المقررة في أبريل نيسان.‏
وترى الأحزاب السنية أن التحالف الوطني الشيعي الذي ينتمي إليه المالكي يبعث إشارات تفيد بوجود ‏مجال للتفاوض غير أن النجيفي قال إن هذه مجرد بوادر أولية للغاية.‏ وأضاف “بدأت تصل رسائل (تقترح) فلنفكر في طي صفحة الماضي بالكامل ونبذ الخلافات وتبعات ‏المرحلة المضطربة ونبدأ من جديد.” وتابع “إذا لم نتفق يمكن أن يذهب البلد إلى مشاكل كثيرة.. يعني ‏يمكن أن تكون هناك تطورات في عدم السيطرة على المتظاهرين.” ‏

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة