كثير من أبناء الشعب العراقي، ينتظر ويترقب الساعات الأولى من يوم الجُمعة الرابع من أيار، وما سيصدر عن المرجعية الدينية العليا في النجف الاشرف، من توجيهات ونصائح حول العملية الأنتخابية المزمع أجرائها في الثاني عشر من شهر آيار الجاري، بما يخص القوائم الأنتخابية والكتل المنظوية تحت الويتها.
العجب كُل العجب ممن أصم أذنيه من سماع الحقيقة وأغمض عينيه من مشاهدة الواقع، الذين يترقبون بماذا ستتحدث المرجعية بهذه الجمعة، وما هي التوصيات التي ستخرج بها للشارع العراقي، كأن المرجعية تتغير مواقفها بين جمعة وأخرى أو بين عملية أنتخاب سابقة ولاحقة، لا يعلمون أن المرجعية العليا لديها ثوابت ومقاييس لا تحيد عنها ابدا ولا تجامل هذا وذاك على حِساب الحق والشعب منذ الوهلة الأولى، لكن أصحاب الهوى والأجندات الخارجية يمنون انفسهم، في أنتظارهم هذه الساعة بفارغ الصبر، كي يفسروا ما يصدر عن المرجعية لصالحهم، يوظفوها لكسب الأصوات لعلمهم المسبق، بان نسبة ليست بالقليلة من الشارع العراقي لا يكلف نفسه بالتفكير ولا يمييز بين الصالح والطالح، انما يتبع ما تملي عليه العاطفة والهوى، بمجرد ان يرى عنواناً براقا،ً يحمل صفةً دينية وطنية جهادية وأصلاحية!
قال تبارك وتعالى { لِنَجْعَلَهَا لَكُمْ تَذْكِرَةً وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ }، خِطاب المرجعية العليا على لسان وكيلها الشيخ عبدالمهدي الكربلائي من الصحن الحُسيني، كان واضحاً جداً لا غموض فيه، لا يحتاج إلى تفسير وتأويل وانما يحتاج إلى بصيرة ومصداقية مع النفس والأبتعاد عن الهوى، بينت من خلال كلمتها، أعطاء دلائل إلى المواطن من القوائم المشاركة بالأنتخابات التشريعة والأشخاص المنظوين تحت عناوين تلك القوائم، أشارات واضحة لتلك الأسماء، عدم تمكينها مجدداً؛ ممن هدر المال العام ووضفه لمنافعه الشخصية ومن لديه ارتباطات وأجندات خارجية على حِساب الوطن، ومن يحمل صفة مقدسة لإيهام الناس لأنتخابه، كصفة من يحمل شِعار؛ المرجعية في دعايته الأنتخابية والصفة الجهادية والوطنية والأصلاحية، وبينت كل نقطة لا سيما مدعي الاصلاح ومن هم المصلحون الحقيقيون التي ذكرتهم المرجعية الدينية بالوصف والإسم؛ الأنبياء والأئمة المعصومين والمراجع المصلحين السائرين بهدي النبي وآله “عليهم افضل الصلاة والسلام”.
دعت المرجعية المواطنين للمشاركة في الانتخابات من أجل تغيير الوجوه التي لم تجلُب الخير للعراق، من المُجرب المتصدي للمسؤولية من عدم تسنمه للمسؤولية من الفاسدين، وأعطت الحرية بذلك للمواطن للأختيار، بعد الفحص والتمحيص الدقيق لكل مرشح،، لكي لا يعود بعدها بالويل والثبور خصوصاً بعد أعلانها المتكرر بوقوفها على مسافة واحدة من الجميع ليس من الفاسدين وأنما المخلصين المحبين للعراق.
اصبح الآن الامر متعلق بحسن أختيار المواطن فيما يختاره، في رسم مستقبل بلاده والأجيال القادمة، هل سيتبع هواه وعاطفته؟ ام يتبع ما يملي عليه دينه وضميره ووطنه، لا عذر بعد اليوم لمن يقول لا اعلم من أنتخب.. وضغت النقاط على الحروف وأن كان في الاصل قد وضعتها من اول يوم في بداية مشوار العملية السياسية الفتية بالعراق بعد حرب 2003، لكن المرجعية جددت دعوتها من باب التذكير وتحميل المواطن المسؤولية فيما يختاره.