هي واحدة من المحافظات الرئيسة والمهمة على الخارطة الجيوسياسية العراقية ، في استقراراها استقرار للعراق وتعزيز للوحدة الوطنية، واهلها يحتلون مكانة ومواقع ومناصب مؤثرة في تشكيل الدولة .
المتابع لاوضاع الانبار على الصعد كافة يلمس بشكل جلي ان اكبر مشاكلها ما بعد التغيير باهلها الذين يتصارعون على السلطة والنفوذ والمكاسب الضيقة فيها ، فلم تكن المقاومة بالمستوى المطلوب عندما دخلت “داعش “المحافظة بداية الامر ، واختلفوا على كيفية اخراجهم ، ولم يرتق العمل على اعادة الاعماروالتاهيل والنازحين الى مستوى الكارثة ، فقد بقى الدمار هو السائد للعيان وعشرات الالاف لم يتمكنوا من العودة الى منازلهم ، وارتضى سياسيهم شظف العيش لاخوتهم اللذين ظلوا يتسقطون اخبار المغيبين منهم بجهودهم الذاتية من دون طائل وهناك الكثير مما يقال لسنا بصدده في هذه الاسطر ..
ما اثارنا عدم الاتعاظ من التجربة والحرب الشعواءالقائمة بين قوائمها الانتخابية ولايلوح في الافق النهوض السياسي والعمراني بالمحافظة اذا ما بقي الحال على هذا المنوال ..ونظرة فاحصة تؤكد ماذهبنا اليه اعلاه ،فالوجوه الانبارية تمتلك قنوات تلفزيونية اكتر من اي جهة اجتماعية او سياسية في البلد ، وهي ليست مكرسة للمساعدة على الخروج من المحنة التي يعاني منها عموم الانباريون والعراقيون عامة ، وانما تخصص ساعات طوال للتصارع فيما بينها ، وكل واحدة تشنع على الاخرى وتغذي الموقد حطبا ، ولا تسعى لاطفاء مشكلة ، وتتهم معارضي مالكيها بشتى التهم ونست ما للناس من حق عليها في اعلام ينبه ويقترح الحلول لمشاكلهم ويعمل على تبصيرهم ورفع وعيهم وثقافتهم كي لايضحك عليهم الفاسون مرة اخرى …
ربما هناك قائل يقول دع سياسيهم احدهم ياكل وينهش لحم الاخر ما دام لا ينتصح ولا يتعض من تجربة عقد ونصف من السنين ،ولكن هذا يحز بالنفس
فهم ينتهكون القانون ويخرقونه علنا ونخشى ان تصاب مناطق البلاد الاخرى بهذا البلاء ان لم نقل ان بعضه اصابها ، وفي ذلك خواء داخلي قد يسهم مرة اخرى في عودة” داعش” اواخواتها عندما لايكون القانون فاعلا .
الشيء الاخر الملفت ، في بداية الاسبوع الحالي بث فديو لمديرتربية المحافظة يجبر المعلمين والمعلمات على ترديد قسم انتخابه الى مجلس النواب هم وعوائلهم ، ورغم انه قسم غير ملزم من الناحية الدينية لانه تحت اكراه الخوف من عواقب الرفض ، الا انه يشكل حالة ابتزاز والدرجة التي وصل اليها الانحطاط والسعي الى المسؤولية ليس على اساس الكفاءة والمقدرة وانما بطرق غير شرعية ، وهنا نتساءل من يصل بهذه الوسيلة الى المنصب فاي نزاهة يتحلى بها واي برنامج يؤديه ..وللاسف مفوضية الانتخابات في الانبار والاتحادية لاتحرك ساكنا لايقاف هذا الخرق الاحمر .
ومن الانبار تتوارد الانباء عن بيع بطاقات الناخبين والاستيلاء على قسم اخر مستغلين حاجة الناس ولاسيما العائدين الى الديار المدمرة ، والى الان لم نسمع نتيجة التحقيق في فقدان الالاف البطاقات الانتخابية وهي مسؤولية مشتركة للحكومة المحلية والاتحادية .. الى جانب ذلك بعض المرشحين لا تتيح له الظروف اقامة دعاية منظمة وفعالة ، فهي مقفلة لعشائر بعينها .
ان خرق القانون قائم على قدم وساق يشعرنا بالقلق على ان تجري عملية انتخابية نزيهة في الانبار وربما غيرها لا تصلنا المعلومات عنها لان الصراعات فيها تتم في الخفاء ولم تخرج الى العلن .
ان القوى المتطرفة والارهابية والفاسدة تشجع على هذه الخروقات وغيرها ، ولا تريد ان تتم الانتخابات في اجواء التنافس الشريف والمتساوي للجميع ، فهي تنتعش فقط في الاجواء الملوثة لتعود تتحكم باهل الانبار وتبقي على المساوىء وتمنع الاصلاح والتنمية التي توفر العيش الكريم للمواطنين .