خاص : ترجمة – بوسي محمد :
قالت “ليو شيا”، زوجة الناشط الصيني في مجال حقوق الإنسان الراحل، “ليو شياوبو”، الحائز على جائزة “نوبل للسلام” في العام 2010، إنه ليس لديها ما تبقى تعيش من أجله، وجاء ذلك في مكالمة هاتفية مع صديق لها في المنفى.
وقالت “شيا”، إنها مستعدة للموت احتجاجًا على إحتجازها قيد الإقامة الجبرية في الصين لأكثر من سبع سنوات.
استخدام الموت للتحدي..
نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية؛ تفاصيل المكالمة، قائلة: “الآن، ليس لدي أي شيء لأخاف منه.. إذا لم أستطع المغادرة، سأموت في منزلي.. فقد ذهب زوجي “شياوبو”، وليس هناك شيء في العالم بالنسبة لي الآن.. الموت أسهل لي من العيش”.
وقالت، وفقًا لمكالمة هاتفية في 30 نيسان/أبريل 2018، سجلها صديقها والكاتب المنفي، “لياو ييوو”، ونشرت على الإنترنت: “إن استخدام الموت للتحدي لا يمكن أن يكون أبسط بالنسبة لي”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن “ليو”، البالغة من العمر 50 عاماً، تخضع للإقامة الجبرية منذ عام 2010، بعد أن مُنح زوجها، “ليو شياو بو”، جائزة نوبل للسلام، غيابياً، بسبب نشاطه في الصين. وكان زوجها هو أحد نشطاء الحقوق المدنية، قد سجن في عام 2009 بتهمة التخريب؛ وتوفي في العام الماضي بسبب سرطان الكبد، وسجنته السلطات الصينية في العام 2009 لمدة 11 عامًا بعد نشره عريضة تطالب بإصلاحات في بلاده، وأفرجت الصين عنه عام 2010؛ بعد أن تم تشخيص إصابته في 23 أيار/مايو بالسرطان في مراحله النهائية.
“دونا.. دونا”..
في منتصف المكالمة هاتفية، التي استغرقت 16 دقيقة مع “لياو”، سمع “ليو” تصرخ وتبكي متمتمة: “أنا غاضبة للغاية لدرجة أنني على استعداد للموت هنا”.
وبعدها تسمع “ليو” تبكي لعدة دقائق في التسجيل، وتمتمت بأغنية “دونا.. دونا”، من أغنية “اليديشية” التي تم إصدارها خلال الحرب العالمية الثانية.
وكتب “لياو”، عبر صفحته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي: “من فضلكم، دعوني استخدم كلمات “ليو شيا” كأغانيها الجديدة “دونا.. دونا”، أعطوها الحرية”.
وكان قد دعا المدافعون مرارًا وتكرارًا لإطلاق سراح “ليو”، وهي موظفة مدنية سابقة وشاعرة لم يكن لديها أي نشاطات سياسية، تفسر سر إصرار السلطات الصينية على إحتجازها. فهي “تتمتع بجميع الحريات وفقاً للقانون”، لكن الأصدقاء والدعاة يقولون إن تحركاتها كانت مقيدة بشدة وتعيش تحت رقابة مستمرة.
خلال هذا الوقت توفي والدا “ليو” وتم نقلها إلى المستشفى مرتين على الأقل بسبب الإصابة بأحد أمراض القلب. وفقًا للنشطاء الحقوقيين، وقدأخبرت “ليو” محاميها عن معاناتها من الإكتئاب الحاد.
وبعد وفاة زوجها، أعرب مؤيدو “ليو” عن أملهم في أن يُسمح لها بمغادرة البلاد.
تدخلات ألمانية أميركية..
وقد دعت ألمانيا والولايات المتحدة، الصين، إلى إزالة القيود المفروضة على “ليو” والسماح لها بمغادرة البلاد. ولكن رفضت السلطات الصينية الإستجابة لهم لمنعها من أن تصبح رمزًا أو حشدًا لمنشقين آخرين.
وأكدت الصحيفة البريطانية، على أن القسوة التي أظهرتها الحكومة الصينية تجاه “ليو شيا” هي إشارة مروعة للمدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء البلاد.
وقالت “فرانسيس إيف”، وهي باحثة في مجموعة الدفاع عن المدافعين الصينيين عن حقوق الإنسان، إن “ليو” لم يشتبه أو تتهم أو تُدان على الإطلاق بأي جريمة، لكنها عاشت في السجن لمدة ثماني سنوات، “وأطالب “شي غين بينغ”، رئيس جمهورية الصين الشعبية، أن يطلق سراحها”.