24 سبتمبر، 2024 9:34 م
Search
Close this search box.

“داعش الحقيقي” .. محاولة تلمس الملامح الحقيقية لتنظيم يعتمد على الحرب النفسية !

“داعش الحقيقي” .. محاولة تلمس الملامح الحقيقية لتنظيم يعتمد على الحرب النفسية !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

كتاب (داعش الحقيقي.. وحقيقة داعش)؛ هو ثمرة نشاط متميز لعدد من الباحثين، قام بإعداده الباحث الإيراني، “محمد حسن حبيبيان”، من إصدارات “مركز أبحاث قلم للدراسات التطبيقية”، وهو في ثلاثة فصول وثمانية عشر مقالة تشمل معتقدات ومباديء وأساليب وسلوكيات ودوافع وإستراتيجيات وأهداف وأداء تنظيم (داعش) الإرهابي أو المقاتلين ضد (داعش).

وكان الهدف هو إلقاء نظرة علمية على هذه الظاهرة، غير المباركة، وتهيئة المجال للتعرف الصحيح على أهم تطورات القرن الجاري، سعياً للهرب من الإنحياز التقليدي المعروف بـ”الفخ الإعلامي”.

ظواهر عجيبة سمة النظام العالمي الجديد..

أحد أهم ملامح النظام الدولي في العصر الراهن؛ ظهور العوامل المثيرة للعجب والدهشة التي يختلف تأثيرها بشدة على هيكل وأداء المحيط الدولي عن تأثير الظواهر القديمة. من جملة هذه الظواهر، ظهور الدولة الإسلامية بالعراق والشام، (داعش)، أو الخلافة الإسلامية الإرهابية.

وكان المرشد الإيراني قد خاطب، في ثاني رسالته إلى الشباب في أميركا وأوروبا، قائلاً: “للأسف يجب أن نعترف أن التنظيمات الدينية مثل (داعش) هي نتاج الاتصال الفاشل أو الثقافات المستوردة… والوثائق التاريخية توضح بجلاء كيف التقى الاستعمار مع الفكر الإرهابي والمنبوذ، في قلب القبيلة البدوية، وزرع بذور التشدد في المنطقة”.

أسباب الظهور..

(داعش) ظاهرة سيئة؛ حصلت على فرصة الظهور حالياً بسبب الإستكبار العالمي والصهيونية الدولية وانتشار الفكر السلفي الوهابي في أجزاء من العالم الإسلامي، فضلاً عن الضعف السائد في بعض الدول الإسلامية الأخرى، وأستحالت سريعاً قضية عالمية بسبب أداءها وسلوكها الخاص مع الإستفادة الإحترافية من الوسائل الإعلامية الجديدة، لا سيما الشبكات الاجتماعية؛ وهي مسألة يجدر الإحاطة بها وتبين هذه الظاهرة وتحللها بشكل جيد.

وأول خطوة للتحليل؛ هي المعرفة الصحيحة بالجذور الفكرية لتكلم الظاهرة. واليوم فالخطر الذي يتعلق بمعرفة هذه الظاهرة هو النظرة العابرة وإنعدام الرؤية الشاملة. ولعل التذكير بقصة “مولوي بالمثنوي” في وصف أفراد لم يروا الفيل قبلاً وصادفوه في الظلمة. وكل من لمس الفيل في الظلام، يظل وصفه ناقصاً وإن كان الوصف للجزء الذي لمسه صحيحاً تماماً لأنه يختلف عن الفيل الأصلي.

نقص المعلومات يؤدي إلى تحليل منقوص..

اليوم فإن تقديم تحليلات بخصوص (داعش) هو أيضاً منقوص. وبالتأكيد فسوف تختلف رؤى المحاربون الذين يقاتلون في مشهد العمليات ضد (داعش)، مع من يتواصلون مع رجال الصف الثاني للتنظيم، أو من لديهم رؤية إستراتيجية لتحركات هذه الجماعة. والسؤال: أيها صحيح ؟.. للإجابة لابد من دراسة الجوانب المختلفة والخصائص في بعض الحالات.

فالمعروفة الموضوعية؛ كالمباديء الفقية لسلوكيات (داعش)، لا سيما في مجال العنف، والشرعية، وبناء القدرات الاجتماعية للجذب، والأداء العسكري بالتوازي مع ضعف من جهة وكيفية الأداء في المجالين المجازي والواقعي، قد تشكل جزءً من المعرفة العملية.

إن الإحاطة بأداء (داعش) في الحرب النفسية، تحت مسمى “الجهاد الإعلامي”، بمثابة جزء آخر من هذا الواقع القابل للإحصاء. على سبيل المثال؛ يستند الباحثون في معظم المقالات إلى الموضوعات المنشورة في مجلة (دابق)؛ لأنهم يصنفونها تحت بند مجلة تعكس الأسس العقائدية وخطب قيادات (داعش). بينما يمكن تقديم نشر المجلة ضمن إطار الحرب النفسية للتنظيم.

لذا المطلب الأساس في قلب هذه الأجواء هو المعرفة الحقيقية والشاملة. وهذه الرؤية الجامعة قد تنطوي على عناصر المشهد القتالي، والقيادات وواضعي السياسة، والأنصار والأجزاء المنتفعة من عمليات (داعش). ولا شك، أن هذه المعرفة، (كلما كثر عدد المستفدين)، هي أحد المحاور الأساسية في إزالة الغموض عن هذه الظاهرة.

بعض الملامح من بعض المهام..

يشتمل جدول أعمال هذا التيار المنحرف على بذل الجهد لإضعاف محور المقاومة والتقسيم المحتمل لدول هذا المحور، والقضاء على البنية التحتية لتلكم الدول، وتشريد شعوب هذه الدول، ونقل مكان اللاجئين الفلسطينيين إلى منطقة أبعد عن حدود الكيان الصهيوني الغاصب، وإضعاف الطاقة القتالية لـ”حزب الله”، وتقديم صورة قبيحة عن الإسلام، وتشويه القيم الأساسية كالشهادة وغيرها داخل العالم الإسلامي؛ بالتوازي مع التباري للحد من التأثير الحقيقي لتلكم القيم في المجتمع الإسلامي، أو على الأقل هكذا كانت النتيجة.

علاوة على ذلك، هيأ تنظيم (داعش)، ضمن مساعيه لتفريغ الطاقة المتراكمة للشباب المتعطش للعدالة والحرية في العالم أجمع، بشكل عملي أجواء الصدام العنيف مع أي تحرك للإسلام النقي. واستمرار هكذا وضع قد يؤسس للفرقة بين المذاهب الإسلامية إبعاد الصهاينة عن مرمى المسلمين عبر دالة العدو البعيد والقريب… ومن ثم توفير هامش أمني للصهاينة وكلها جزء من مجموع الحالات التي قلما تُطرح في الإعلام.

بينما تروج في الوقت نفسه، (عبر الإستفادة من أحدث الإمكانيات في استديوهات مجهزة، وعرض أفلام قطع رؤس البشر)، للعنف وبلورة مفهوم باسم، “صناعة العنف”، في العالم الإسلامي؛ القائم على بث الألم والاضطرابات في المجتمعات العالمية، لا سيما شعوب الدول الإسلامية وبالأخص شعوب العراق وسوريا. في غضون ذلك؛ يبدو أن أفضل الحلول لتلكم المعضلة العالمية؛ هو العمل بالتوصيات النهائية.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة