لا اعلم لماذا عندما اتطلع الى الوضع السياسي بالعراق اتذكر فلما لرعاة البقر المشهور ،وهو عن ثلاثة يتسابقون من اجل مال حكومي مسروق مخبأ بشكل جيد.
ربما لأن اكثر مواجهات الفلم بين شخصيتين منهم ويقف الثالث متفرج او يتدخل في النهاية آملا الاستفادة من الوضع. وهذه حال كل الازمات في العراق ففي كل مرة يفاجئ المواطن العراقي بحدث غير متوقع يفجر ازمة بين كتلتين تلعب احدهما دور الهجوم والثانية الدفاع، وينقسم المواطنين بين مؤيد ومعارض وحسب براعة الجهات الاعلامية التابعة لتلك الكتل.
وبعد ان ياخذ الموضوع فترة من التصعيد المتبادل تتوقف التصريحات النارية فجأة من الجانبين ومن دون اي حل للمشكلة بينهما،لتتفجر ازمة اخرى مع كتلة جديدة ويعاد نفس السيناريو القديم.
طبعا هذه الازمات تتطلب مجهود استثنائي من هذه الكتل وموارد مالية وبشرية ضخمة وحتى في بعض الاحيان تتم الاستعانة بشركات اعلامية متخصصة وخبراء لأدارة الازمة والخروج باقل الخسائر وكسب المزيد من اصوات الناخبين.
ومن المؤكد ان هذا الجهد ينعكس سلبا على المواطن العراقي من خلال اهمال حقوقه و احتياجاته والنقص المتزايد بالخدمات، ولكن هذا غير مهم فالمواطن يتسلى بمشاهدة فلم رعاة البقر المستمر وتراشق الكلمات المتبادل بين ابطاله، طبعا هذه وجهة نظر الكتل وهي فيها الكثير من المصداقية الى وقتنا هذا، فالازمة الاخيرة انست الكثير من المواطنين غرق اكثر المناطق ودخول مياه المجاري الى بيوتهم من رشقات مطر قليلة!!
وفي النهاية اترك لكم توزيع الادوار في الفلم من هو الطيب ومن الشرير ومن هو القبيح مع التذكير ان الطيب هنا مصطلح مجازي غير حقيقي فكل مفتعلي الازمات يسعون الى السلطة ومال الحكومة..