19 ديسمبر، 2024 5:40 ص

المنتخب في المركز الثاني والسياسيون في المركز الاول !!!

المنتخب في المركز الثاني والسياسيون في المركز الاول !!!

على مدى الفترة التي استمر فيها المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم باللعب ضمن بطولة خليجي (21) ، استطاع بهمة وتفاني وحب وتلاحم لاعبيه بمختلف انتماءاتهم التي وحدتهم تحت راية الله اكبر ، ان يوحد العراقيين من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب من السنة والشيعة ، العرب والاكراد والتركمان والصابئة والايزيدين والاقليات الاخرى .. وجعلهم صوتا واحد وقلبا واحدا يرددون هتافات وادعية موحدة جمعتهم على حب المنتخب ، فيما عجز السياسيون وعلى مدى عشر سنوات من ان يتفقوا فيما بينهم ولم يستطيعوا ،ولن يتمكنوا يوما من توحيد الشعب لانهم انفسهم مختلفون ، تسيرهم نفوسهم المريضة ذات المصالح الضيقة الشخصية والفئوية والحزبية والطائفية والقومية .
نعم منتخبنا العراقي وحد الشعب ورسم على وجوه العراقيين بسمة لطالما سعى السياسيون الى طمسها دوما يساعدهم في ذلك الارهاب متصيدا الابرياء بين فينة واخرى لسلب فرحة العراقيين. ان الاهداف التي احرزها الاسود والسمعة الطيبة التي حازوا عليها لم يكن لاحد في العالم ان يتجرأ ويسأل عن الانتماء الطائفي او القومي لاي لاعب بل كانوا جميعهم عراقيون بحق على عكس السياسيين الذين لا ينفكون يتحيزون طائفيا وقوميا وعرقيا حتى اضحت الطائفية ديدنهم لا لشيء سوى ظنا منهم انها تبقيهم على كراسيهم المتهرئة التي لا تستند على ارضية صلبة فيما لو اصروا على ماهم عليه الان وبذلك تجاوزا المنتخب بانجازه ليحصلوا هم بدورهم على المركز الاول في تدمير البلاد والسعي الى تقسيمه .. فهنيئا للعراقيين منتخبهم الذي رسم على وجوههم الامل باشراقة شمس ليوم جديد قادم ملؤه الحب والتلاحم والوطنية في دولة عادلة يبحث عنها المواطن في خارطة تداخلت فيها المساحات واختلطت الوانها، ودعوة شعب مظلوم في ان تصفى القلوب وتتوحد الاصوات في الحفاظ على العراق ارضا وشعبا وسماءا وبحرا موحدا غير مقسم ولا متفرق ليعود رائدا في المنطقة والعالم ورقما صعبا ومحورا متميزا في المعادلة الدولية .

أحدث المقالات

أحدث المقالات