18 نوفمبر، 2024 10:27 ص
Search
Close this search box.

حكومة بغداد تعتزم تصعيد المواجهة مع أقليم كردستان  ‏

حكومة بغداد تعتزم تصعيد المواجهة مع أقليم كردستان  ‏

 قال وزير النفط العراقي عبد الكريم لعيبي في مقابلة اليوم إن العراق يعتزم اتخاذ اجراءات قوية ضد ‏اقليم كردستان وشركات النفط الأجنبية العاملة هناك لوقف صادرات الخام “غير القانونية” وذلك في ‏تصعيد للمواجهة مع الإقليم شبه المستقل.‏

وصادرات النفط وعقوده محور صراع أوسع نطاقا بشأن الأراضي وحقول النفط والاستقلال السياسي ‏بين حكومة بغداد التي يقودها العرب واقليم كردستان. ‏
وقال لعيبي إن بغداد تعتزم مقاضاة جينل انرجي أول شركة تصدر النفط الخام مباشرة من كردستان ‏وربما تخفض مخصصات كردستان في الميزانية العراقية ما لم يتوقف الاقليم عما وصفه بالتهريب.‏
وأضاف لعيبي في مقابلة بمكتبه بوزارة النفط في بغداد إن “الوقت قد حان” لأن تتوقف حكومة ‏كردستان الاقليمية عن “هذا السلوك شديد الخطورة”.‏
وكشف لعيبي أيضا عن اتفاق مبدئي مع شركة بي.بي النفطية لتحديث حقل كركوك النفطي شمال ‏البلاد وهو حقل ضخم لكنه متقادم يعاني من تراجع كبير في الانتاج. ويدور حول هذا الحقل نزاع بين ‏بغداد وكردستان. وقال إن ذلك قد يدفع الحكومة المركزية لخفض نسبة 17 بالمئة التي تخصصها ‏بالميزانية الاتحادية لاقليم كردستان مقابل حصتها من انتاج النفط الوطني ما لم تستأنف كردستان ‏الصادرات عبر خط الأنابيب الاتحادي. وأضاف أن حكومة كردستان تهرب كميات كبيرة من النفط ‏من خلال تركيا وإيران واصفا ذلك بأنه “سلوك شديد الخطورة” يخالف نصوص الدستور.‏
ومضى يقول إن بغداد مستمرة في دفع حصة الاقليم من الميزانية برغم استمرار ذلك السلوك.‏
ودفعت صفقات وقعتها كردستان مع شركات مثل اكسون الحكومة المركزية لتحذير الشركات من أنها ‏قد تفقد أصولها في جنوب البلاد.‏
وتصر الحكومة العراقية على أنها وحدها لها حق تصدير النفط الخام وتوقيع الصفقات بينما تقول ‏كردستان إن الدستور يتيح لها توقيع عقود النفط وتصديره بمنأى عن بغداد. وأغضبت كردستان بغداد ‏بتوقيع صفقات بشكل مباشر مع شركات نفطية كبيرة مثل اكسون موبيل وشيفرون حيث طرحت ‏عقود تقاسم انتاج مربحة بشروط تشغيل أفضل مما تعرضه بغداد.‏
وسمحت الحكومة الكردية لجينل الأسبوع الماضي بتصدير الخام بالشاحنات من حقل طق طق الكردي ‏مباشرة إلى تركيا بدون استخدام خط الأنابيب الاتحادي الذي يربط كركوك بميناء جيهان التركي على ‏البحر المتوسط. والصفقة صغيرة لكن لها دلالاتها.‏
وجاء رد بغداد سريعا حيث أصدرت شركة تسويق النفط العراقية (سومو) بيانا تقول فيه إنها تحتفظ ‏بحق اتخاذ اجراء قانوني ضد الشركات التي تصدر الخام بشكل مستقل عن الحكومة المركزية.‏
وقال لعيبي إن بغداد ستمضي قدما في الاجراءات القضائية ضد جينل وكل الشركات الأخرى التي ‏تتعامل في نفط “مهرب” مضيفا أن من حق بغداد أن تمنع مثل هذه المعاملات.‏
وأضاف أن الوزارة ممثلة في سومو أرسلت خطابا لجينل وهي شركة تنقيب انجليزية تركية بتفاصيل ‏موقفها. وأحجمت جينل عن التعليق.‏
وجاء نقل الخام بالشاحنات مباشرة إلى تركيا بعدما تم تعليق الصادرات الكردية عبر خط الأنابيب الذي ‏تسيطر عليه بغداد بين العراق وتركيا نتيجة خلاف بسبب مدفوعات الحكومة المركزية لشركات النفط ‏العاملة في كردستان.‏
وسددت بغداد دفعة واحدة في 2012 للشركات لكن مسؤولين عراقيين قالوا الشهر الماضي إنهم لن ‏يسددوا دفعة ثانية لشركات النفط لأن كردستان لم تصل لمستوى الانتاج المتفق عليه في سبتمبر أيلول.‏
وخيرت بغداد اكسون العام الماضي بين العمل في كردستان أو الاستمرار في الحقول الجنوبية ‏فاختارت الشركة الأمريكية بيع حصتها البالغة 60 بالمئة في حقل غرب القرنة-1 بجنوب البلاد ‏وشركة النفط الوطنية الصينية هي المرشح الأقرب لشرائها.‏
وقال لعيبي إن اكسون لم تبلغ وزارة النفط بعد إن كانت قد عثرت على مشتر. وأضاف أن الوزارة لن ‏تتراجع عن موقفها الواضح وهو أنه سيسرها أن تستمر اكسون في حقل غرب القرنة-1 شريطة أن ‏تلغي جميع عقودها مع كردستان. ومضى يقول إن نمو الانتاج من حقل غرب القرنة-1 استمر بالرغم ‏من التوتر. ورويال داتش شل شريك بنسبة صغيرة في الحقل.‏
وقال الوزير إن العقد يمضي بسلاسة وهناك تقدما جيدا حيث يبلغ الانتاج نحو 400 ألف برميل يوميا.‏
وأضاف أنه يتوقع مزيدا من الاضطرابات في المناطق المتنازع عليها بين بغداد وكردستان حيث توجد ‏بعض حقول اكسون. وتابع إن اكسون ستواجه معارضة حقيقية من سكان تلك المناطق وإنه أبلغ ‏الشركة بذلك. واشار الى إن العمل في كردستان سيضر بسمعة اكسون على الأقل لأن المنطقة تسوق ‏خامها من خلال “التهريب” عبر تركيا وإيران.‏
ومن المتوقع أن تسهم كردستان بنحو 250 ألف برميل يوميا في الصادرات التي يستهدف العراق أن ‏تبلغ 2.9 مليون برميل يوميا في 2013. وقال لعيبي إن صادرات العراق وانتاجه سيتراجعان بدون ‏الخام الكردي.‏
وأضاف الوزير أنه كان من المقرر أن تسهم كردستان بنحو 175 ألف برميل يوميا في الميزانية ‏الاتحادية في 2012 لكنها سلمت متوسطا قدره 61 ألف برميل يوميا مما أدى لخسارة قدرها 4.5 ‏مليار دولار.‏
وقال الوزير إن العراق أسرع مصدري النفط نموا في العالم مازال يتوقع مكاسب كبيرة هذا العام إذ ‏من المقرر أن يبدأ الانتاج في حقلي مجنون الذي تديره شل وغراف الذي تديره بتروناس الماليزية في ‏جنوب البلاد.‏
وبعدما عانى قطاع النفط العراقي بسبب عقود من الحرب والعقوبات بدأ انتاج النفط يرتفع بشدة في ‏‏2010 بعدما وقعت بغداد عقود خدمات مع شركات مثل بي.بي وايني واكسون وشل.‏
وبلغ متوسط الانتاج 2.9 مليون برميل يوميا العام الماضي والصادرات 2.4 مليون برميل يوميا ‏بزيادة 600 ألف برميل منذ التوسع.‏
وخفض لعيبي وفريق من الوزارة معدلات الانتاج المستهدفة من الحقول الجنوبية الرئيسية تمشيا مع ‏هدف انتاج اجمالي أقل يبلغ تسعة ملايين برميل يوميا مقارنة مع هدف سابق قدره 12 مليونا.‏
وقال لعيبي إن المستوى المستهدف لحقل غرب القرنة-2 الذي تتولى تشغيله لوك أويل تم خفضه إلى ‏‏1.2 مليون برميل يوميا من 1.8 مليون برميل يوميا في السابق. وسيتم توقيع العقد المعدل الذي تم مد ‏أجله إلى 25 عاما غدا الخميس. واضاف إنه تم أيضا الاتفاق على خفض مستويات الانتاج المستهدفة ‏لحقلي مجنون والزبير اللذين تديرهما ايني الايطالية مضيفا أنه سيجري توقيع العقود خلال أسابيع.‏
وتريد لوك أويل أن تحل شركة صينية ربما تكون سي.إن.بي.سي محل شتات أويل النرويجية كشريك ‏لها في غرب القرنة-2 وقال لعيبي إن الوزارة لا تمانع.‏
‏ ويتم التفاوض حاليا بشأن مستوى الانتاج المستهدف لحقل الرميلة وهو أكبر حقل في جنوب العراق ‏وتتولى بي.بي تشغيله.‏

 

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة