اكثر من مسؤول مطلع , بما فيهم رئيس الوزراء نوري المالكي تحدثوا عن مشروع فوضوي يستهدف العراق وان ما يجري في الانبار هو مقدمة له . قناة الجزيرة ومن خلفها الشرقية وعشرات القنوات الاصغر اضافة الى مئات المواقع الالكترونية , كلها صرحت والمحت الى ان تطورا ما سيحصل في العراق , والمدعو لقاء مكي مستشار مدير عام قناة الجزيرة القطرية قالها بالواضح والمفتوح عبر المحطة بان الامور ذاهبة الى العمل المسلح لان السنة ليس لديهم ما يخسرونه .!؟
لم اصعق من كلام لقاء مكي وذلك بحكم تجربتي في العمل التلفزيوني واعلم جيدا ان الرجل هو ناقل لتوجيهات مرسلة عبر الهواء مباشرة الى اشخاص محددين .
وكما قال احدهم فان قطر وتركية استعجلتا الامر في وقت لم تضع الفوضى في سورية اوزارها .
ما يجري , والمنطقة والداخل العراقي يخلو من الحكماء , والكل في حالة انعدام توازن , ولذلك ليس من باب التكهنات ان الامور ذاهبة الى الفوضى .
الكل في العراق فشلوا في بناء دولة مؤسسات على الرغم من انتاج الدستور واجراء انتخابات متعددة, فلم نكن كاليابانيين والالمان الذين شكروا الاميركيين لانهم وضعوا لهم الدستور والذي تحول الى عمود شاخص بنيت عليه الدولة المتقدمة .
الاميركيون وضعوا العراقيين امام واقع جديد , واهل البلد فشلوا .
الفشل مرده الى ان العراقيين لم يعتادوا الدساتير لان ولاءاتهم متوزعة يمينا وشمالا ,, عشائر , مرجعيات, زعامات سياسية , ودول جوار ..
على مر التاريخ لم يعلمنا احد الوطنية , فلم يؤمن احد من العراقيين بحدود بلاده التي تشكلت بموجب معاهدة سيفر .
التقيت ورافقت اناس من عشرات الجنسيات فوجدتهم جميعا وطنيون مخلصون لبلدهم , بل يناكفونني حينما انبز زعماءهم الديكتاتوريين .
طيلة عشرة اعوام , غابت وغيبت عن الحكومات وعن الاحزاب مناهج عمل لاعادة تنظيم المجتمع اخلاقيا ووطنيا وعلى اسس من التحضر كما فعل اليابانيون والالمان , ولكن ” لا نحن المانيون ولا نحن يابانيون “.
في المحصلة : شعب غير متحضر وغير وطني وطبقة سياسية فاشلة , والنتيجة , اكيد ستكون كارثية هذا اذا لم تنزل رحمة الله ولطفه .
احدهم هدد بان العراقيين السنة سيستقدمون الاف المقاتلين من سورية لمحاربة بغداد او لمقاتلة من اسماهم النائب – المحترم جدا – احمد العلواني باولاد الزنا والخنازير .
وكان الامير بندر بن سلطان قد ابلغ المالكي عام 2007 عبر طارق الهاشمي بانه سيستقدم مليون انتحاري من << الهمج الرعاع في افغانستان وباكستان >> بحسب وصفه .
بالمقابل , يراهن بعض الشيعه على تسعة ملايين هتفوا بالامس في حضرت الحسين الشهيد : ياليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما .
اما الاكراد والاخرين فهم ماهرون وسائرون وفق ستراتيجيتهم التي تقوم على ان بغداد يجب ان تبقى ضعيفه .ولكن يتوهمون انهم سيكونون بمنأى عن النار والحرب وهذا الوهم بالانتصار والفوز موجود ايضا لدى الشيعة والسنة وفي احسن الاحوال سيتمخض فوزهم عن تشطير العراق الى ثلاث دول متناحره وضعيفة وتابعة وذليلة .
قبل اربعة الاف عام رفض الزعيم العراقي سرجون الاكدي الدويلات المتناحره فوحد البلاد حتى وصل الى دلمون البحرين . وقبل 3700 عام كان يعتقد زعماء مملكة بابل ان مصر العليا – الاقصر حاليا – جزءا من مملكتم فوصلوا اليها .
وقبل 2800 عام كان اجدادنا الاشوريون يجلبون الماء العذب من مقاطعاتهم في منغوليا وجبال شمال الصين . وقبل 1250 عاما كان الخراج ياتي الى بغداد من جنوب اسبانيا الحاليه .
ومنذ سقوط بغداد والوطن يتقزم مع تقزم الاجيال التي لم تعد بمستوى الامانة , فتقزم وتقزم الوطن حتى بات البعض يحلم بان ياتيه خراج عانه وهيت واخر يحلم بخراج الشوملي والجبايش وثالث يحلم بخراج بدره وجصان وقوش تبه . انها الخيانة والغدر بالعراق .
دعاء : اللهم احفظ العراق واهله من شر الحافي والمتعافي