يكثر الحديث هذه الأيام بين الناس والمرشحين والأحزاب والإتلافات والتحالفات حول رأي المرجعية (المجرب لا يجرب) بين مؤيد ومعارض. وقبل أيام في زيارة عائلية سمعت بتوصيف وضح لي شعار المرجعية حول الإنتخابات أردت نشره. قال لي زميلي بأن الحِصْرِمُ عندما يقطف من شجره لا يتغير الى عنب مهما مر عليه الزمن، فيبقى على حالته الأولى. فمعنى الحرصم لغويا هو الثمر قبل نضوجه أو الذي لَمْ يَنْضُجْ بعد، وعادة ما يطلق على العِنَبِ في أوله ويكون عادة أخضراَ حامضاً.
كذلك المرشح المُجَرَب والذي كان حصرماً في السابق، فمهما مرت عليه الأيام والسنوات فأنه يبقى على طبيعته، فلا تنفعه التجربة بطول دوراته السابقة التي خدم فيها البرلمان أو الدولة. فكما أن الحصرم عندما نقطفه ونضعه على المائدة لا يمكن أن نتوقع أن ينمو ويصبح عنباً جَنيا، أو نعصره فيصبح خمراً أو نجففه فيصبح كشمشاً أو زبيباً. كذلك لا يمكن أن نتوقع من المرشح والنائب أو المسؤول السابق أن تتغير حالته بطول الفترة التي خدمها، ولسبب بسيط فإن الغبي لا يمكن أن يصبح عالماً بطول الأعوام التي (داوم) فيها في المدرسة، ولا الفاشل في الإدارة أن يصبح وزيراً أو مسؤولاً ناجحاً بطول خدمته في الدولة، أو المنافق بكثرة صلاته وحجه وزياراته وصومه، أو المرتشي … أو المنحل أخلاقياً… أو… أو !!!
فالحصرم (المجرب) لا يمكن أن نتوقع أو نتمنى أو نفترض أن هنالك من معجزة سوف تُحوّل هذا الحصرم الى عنباً يمكن بمرور الوقت أن يصبح عنباً فنأكله، أو نعصره فيكون خمراً، أو نجففه فيكون كشمشاً. فالتجربة وطول الممارسة لا تنفع أو ستُفيد في تحول الحصرم (المجرب) الى شيء نافع يخدمنا. فأعتبروا يا أولي الألباب…