ينتظر المسلمون كافة في كل بقاع الارض قدوم شهر رمضان، شهر الطاعة والغفران شهر المحبة والعبادات، ففي هذا الشهر الكريم يعظم المسلمون عبادتهم بالصيام والالتزام الاخلاقي بكل المقاييس والمعايير التي تقرب العبد من ربه،،
ونحن في العراق كدولة عربية مسلمة لنا عادات وتقاليد خاصة بهذا الشهر الكريم اسوةً ببقية الدول الاسلامية فكل دولة لها طقوس خاصة بشهر رمضان والمعنى واحد وهو اداء فريضة من فرائض الاسلام الخمسة،،
ففي هذا الشهر المبارك يشعر المسلم بشعور ايماني خاص يرافقه تأديباً للنفس بالامتناع عن ملذات الحياة من مأكل ومشرب طوال النهار اضافة الى تهذيب النفس وابعادها عن المحرمات والفواحش وكلام السوء ،
وتواصل الناس لصلة ارحامهم مهما كانت خلافاتهم عائليةً اومجتمعية ،فنحن مجتمعات مبنية على التعصب القبلي واي خلاف يهدد العلاقات الاسرية بين الناس ،،،وخاصةً في هذه الايام عندما اصبحت السياسة تدخل في كل جانب من جوانب الحياة وفي كل مكان من البيوت والمجالس العامة والخاصة،وفي الجوامع وفي الشارع ماينتج عنها اختلافات في الرأي تؤدي احيانا الى خصومات شخصية وربما تصل الى مشاحنات داخل الاسرة الواحدة،،،،
وهنا تدخل سياسة ثقافة المجتمع الدينية فنرى ان اغلب شيوخنا وعلمائنا الافاضل يكون لهم الدور الاكبر والبارز لتثقيف المجتمع ونبذ هذه الخلافات مستندين بذلك الى آيات قرآنية كريمة واحاديث نبوية شريفة لحث الناس على صلة ارحامهم ،،،
وهذا مكسب كبير يحققه العراقيون خاصة والمسلمون عامة وان غبار رياح السياسة الملوث لايؤثر على صلة الارحام الطاهرة النقية ،،،وان احاديث السياسة والسياسيين اوقاتها قصيرة جداً ،،اما صلة الارحام فجذورها ممتدة بين السماء والارض لايستطيع قطعها الا من لايعرف قيمة هذا الشهر المبارك ،،،
وليكن شعار الجميع هذه السنة وفي هذا الشهر الفضيل التسامح بيننا ونبذ الخلافات وصلة الارحام وعدم الرجوع الى الخلف ،حتى نستطيع التقدم الى الامام ونبني مجتمع نظيف خالي من الشوائب ،،يسوده الامن والامان والالفة والمحبة،،،