الكوتا غبن للمرأة وليست ترسيخاً لدورها؛ لأن نفوس العراق 30 مليونا.. النساء أكثر من نصفه؛ إذن ليس 25% فقط إنما ينبغي ان تأخذ أكثر من 50% إذا أريدت كوتا منصفة.
والنساء أجدر؛ لأن عدد المتعلمات اكثر من المتسربين من الدراسة، الفاسدون الذكور أكثر من الفاسدات.. بل لم يثبت فساد على نائبة او وزيرة واحدة منذ 2003 الى الآن، بالتالي لو ترك للمرأة أن تنافس بجدارتها؛ لحققت أكثر من الكوتا التي كتفتها بـ 25% ولا تقل لي لها هامش خارج الكوتا بإمكانها ان تنافس عليه؛ لأن هذا الهامش تستولي عليه ذكورية الكتل أصلا، وذكرية المنظومة الاجتماعية؛ يعني مصادر سلفا لا يمكن ان نبني عليه الا بإعادة بناء مجتمع ننسفه من اساس دكته 1400 سنة من الغيبيات التي تعد المؤمنات بجنة ملؤها الجواري… ولا اريد التورط بأكثر من ذلك.
لكن للانصاف أقول ثمة طارئات على وعي الشعب العراقي، مجرد تمتعهن بالحق الديمقراطي بالترشح أشعر الشعب العراقي بأنه مستباح حتى سامته بنت هوى، إذن كان على الدستور ان يقيد الترشيح بحسن السيرة والسلوك بعد إستيفاء طلب معلومات إستخباري صرف.. لا تواطؤ فيه مع إرادات نافذة على حساب الوطن.
ولو جرى طلب المعلومات الاستخباري المفروض هذا لعلمنا ان هناك مرشحات ومرشحين صوروا بوضعيات مخلة لصالح جهات داعمة، توصلهم الى مقعد تحت قبة مجلس النواب، وأخذت منهم هذه الفيديوات المخلة.. بعلم البعض منهم ورضاه.. نساءً ورجلاً.. كرهنٍ لضمان خضوعهن لشروط تلك الجهات المحلية والخارجية.. المخابراتية والتجارية.. على حد سواء، وهم كفيلون بإصالهن الى المجلس.
قضية الالتفاف على الوطن بهذه الطرق، كثرت لدى النساء عن الرجال؛ لذا فلنطرح جردة حساب: الموجودات في مجلس النواب سابقا، ماذا قدمن؟ وماذا قدم الرجال ايضا؟ فلندون جردة حساب، ولتكن محاور عملية وليست معنوية، متسائلين: أين شرف الخصومة في مارثون التثقفي الانتخابي، عندما نفضح غريمتنا.. نحط من قدر المنافس أكثر مما نطور ذواتنا كي تتفوق، مثل متسابق ينزل الى المضمار كي يشعر الآخرين بقصورهم وليس لاثبات جدارته.
لكن هذا لا يغفر لهن الخطيئة..
فات المرشحون ان يضعوا خطط تفكير مشفوعة بنسق ميداني؛ لرأب تصدع علاقة المواطن بمجلس النواب وروف الحبال المهترئة، بين الناخب والنائب، فهم لم يفكروا بطمأنة الناخب الى ان الدورات السابقة لن تعيد نفسها.
وفي كل هذا.. المرأة هي الأوهى.. بايلوجيا – حيويا، وسايكلوجيا- نفسيا؛ لذا أتمنى على المرشحات والمرشحين إيجاد خطاب مستحدث يشف المستقبل، وعدم إعادة الطروحات المستهلكة وإستجداء المجتمع بالظهور باكيات على الفقراء ويطلبن فرصة ثالثة وسواها من طروحات جعلت المرأة المرشحة أصغر من نظيرها الرجل.
ختاما.. أؤكد: نحن في مجتمع فيه المرأة هي الأوهى برغم تفوقها الموضوعي؛ لذلك عليها أن تبذل جهدا مضاعفا لمحو كونها مرأة من العقل الباطن للناخب.. سواء أكان الناخب رجلا ام إمرأة.. حتى المرأة لاتثق بالمرشحة المرأة والبعض يغرن!