الانحدار الذي وصل اليه العراق خلال تعاقب الازمان كان بسبب عوامل كثيرة أهمها ردائة الأداء السياسي والازمات والحروب والفوضى وتدني الحياة المعيشية وانتشار الفقر وفقدان العدالة والمساواة بين فئات الشعب جميعها أدت الى هذا الانحلال والتراجع الاخلاقي في المجتمع حيث كانت القيم والاخلاق والشرف متأصلة في نفوس الناس وكانت الحياة والعلاقات بين سكان الحارات والمحلات السكنية مترابطة وكأن الجميع عائلة واحدة وكان للشباب دور في الحفاظ والدفاع على سمعة عائلات وبنات المنطقة وتاخذهم الحمية والغيرة والاخلاق في سلوكهم الشخصي النابع من التربية والأصالة المغروسة عند العراقين، وكانت عندما تظهر إشاعة او كلمة تمس سمعة بنت او عائلة في محلة من المحلات من الخجل تترك تلك العائلة المنطقة او ربما حتى المحافظة بالرغم من عدم ثبوت صحة ما قيل او عدم حدوث الفعل أصلاً لان الشرف كان كالنقطة السوداء على ثوب العروس الأبيض .. ولكن للأسف ما نشاهده اليوم من انحسار تلك العادات واختفاء العيب ولم يعد للشرف قيمة بعد دخول تقاليد غريبة وفلسفات تبرر للانحلال تحت شعارات الحرية الشخصية وثقافة التقدم وتقليد سلوك وطباع المجتمعات الغريبة التي تختلف أعرافها وتقاليدها عن سلوك مجتمعاتنا المحافظة ودخول أمراض اجتماعية لم تكن مألوفة لدينا وقد وصل الحال بفتح مكاتب لنشر المتعة والرذيلة بحجج دينية واهية كل ذلك من اجل الوصول الى المنافع الشخصية والفئوية التي اصبحت هي الرائد في السلوك العام للمجتمع مما عبدت الطريق لانحلال الاخلاق والمتاجرة بالشرف الذي بات يقايض بالمال والمناصب دون التأسي بمقولة كنوز الارزاق من سعة الاخلاق، وفي نفس الوقت للأسف اصبح الشرف وسيلة واداة رخيصة للتسقيط من خلال تداول أفلام اباحية مهما كانت صحتها من عدمها تبقى الغاية منها هي التشهير على حساب الذوق العام .. هل حقاً هذة تقاليد مجتمعاتنا وسلوك عائلاتنا الى اين يريدون ان يصل بنا الحال ولمصلحة من هذا السقوط الاخلاقي والمجتمعي ..
إذا المرء لم يدنس من اللؤم عرضه .. فكل رداء يرتديه جميل.