لو وضعنا جواهر الأخلاق المحمدية الأصيلة على طاولة النقاش للتعريف بها، فإننا نجد أن تلك الدرر النفيسة غنية عن التعريف، فهي أسمى من أن نعرف بها لأنها هي مَنْ تكشف عن حقيقة جواهر مضامينها، و كما يُقال الكتاب يُعرفُ من عنوانه، فحقيقة أن هذه الموسوعة التي ضربت جميع الأرقام القياسية في جوهرها، و رونق إبداعها، وفي جميع مجالات الحياة، فلا نعرف من أين نبدأ؟ فحقاً تلك مدرسة عالية المضامين في عمقها، و سمو شأنها؛ لأنها أصلاً كانت من صنع مَنْ هو ( سبحانه و تعالى ) أولى بها، ومن الإبداعات الربانية الجليلة، فأخرجت لنا الأنموذج الأسمى، و القدوة الحسنى لتكون لنا، ومعنا في كل حلٍ و ترحال، ففي قيم المحبة و إصلاح ذات البين نجدها قد حازت على أعلى الدرجات و أرفع المنازل السامية، و أما مبادئ الوسطية، و الاعتدال، فنبينا أهلٌ لها، وفي مقدمة العناوين التي تتصدرها في كل عصر، و زمان، و أما الجود الكرم، فهو مَنْ نزلت بشخصه، و أهل بيته سورة كاملة تعطي حقائق نورانية أصبحت مدرسة لكل مَنْ يريد الاستزادة منها، و أما التعامل الحسن، و العفو عن المسيء، و البشاشة بوجه الإنسان و مساعدة الإخوة، و المحتاجين، و الشجاعة، و الإقدام، و شدة العزيمة، و شكامة البأس فحدث بلا حرج بل أنها أعطت أروع صوراً للمجتمع الإسلامي، و لا زالت المعين الذي ينهل منه عامة المسلمين، و غيرهم، حقيقة تعجز الكلمات عن رسم الصورة الناصعة لإطلالة شمس الأخلاق المحمدية التي تعلم الأجيال حياة الكريمة، و تضمن لها السير في بناء التكامل الأخلاقي، و حصد النتائج الطيبة في حالة تطبيقها قولاً، و فعلاً، فحري بنا يا معاشر المسلمين أن نفتخر بتلك الأخلاق، و نتمعن في حقيقتها، و نستلهم منها الدروس، و العبر، و نكون القدوة العليا لباقي الأمم الأخرى بما نحمله من أخلاق، و كرامات و مناهج أخلاقية رصينة كي نعطي تلك الأمم الصورة الصحيحة لخلق نبينا الكريم ( صلى الله عليه و آله ) و تطلع على حقيقة أخلاق، و مناهج المدرسة المحمدية، و نكشف زيف الافتراءات، و التهم الصادرة من أبناء إبليس من الغرب، و الشرق التي تطاولت على شخص الرسول، فيعرف العالم أجمع زيف تلك الافتراءات، و تدليس المروجين لها، و أن نبينا أسمى، و أنبل، و من هذه التهم التي ألصقت بشخصه الكريم، و لكي نحقق النجاح في مشروعنا النبيل هذا، فعلينا أن نترجم دعوة المهندس الأستاذ الصرخي الحسني إلى واقعٍ ملموس، حيث نسعى إلى أن يتطرق كل محفل يُقام للحديث عن الأخلاق المحمدية جوهرة الوجود، و عنوانه الأبرز، وكما قال ( صلى الله عليه و آله و سلم ) :(إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) فهذه دعوة صادقة يوجهها المعلم الأستاذ قائلاً : (( لا يجوز شرعاً و أخلاقاً إقامة مسيرة، أو تظاهرة، أو موكب، أو مجلس، و تأسيسه، أو للتصدي للخطابة في مجلس، أو الحضور في مجلس لا يُذكر فيه جانب من جوانب شخصية النبي المصطفى ( صلى الله عليه و آله و سلم ) و كراماته، و أخلاقه، و جهاده، و مجاهداته، و منازله الحقيقية الواقعية الباطنية، و الظاهرية التكوينية، و التشريعية )) .