يلاحظ المراقبون للمشهد الاعلامي في العراق بأن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قد استخدم موارد مهمة في ترتيب شبكة إعلامية واسعة تروج وتدعو له وقد نشر موقع كتابات قبل سنة تقريبا تقريرا يتحدث عن تخصيص مبالغ كبيرة لمستشار المالكي الإعلامي لتأسيس هذه الشبكة. وقد استخدم المالكي إعلانات الدولة والتي تشكل موردا أساسيا للكثير من الجرائد في شراء ألولاء واستطاع بتأثير الاعلان والمال من تغيير خطاب الكثير من الجرائد والأقلام مما يعد تجاوزا خطيرا على الحرية الإعلامية التي تفترض في دولة ديمقراطية ناشئة، فعلى سبيل المثال تم تأسيس موقع إلكتروني اسمه المسلة وتم تخصيص مبالغ طائلة له من مكتب رئيس الوزراء بالتعاون مع رجال اعمال من حاشية المالكي ورجاله الداعمين له مادياً، حيث استأجر سيرفر خاص به وهذا لا يتوفر لكل المواقع الالكترونية العراقية بسبب التكلفة العالية لسيرفر خاص بالموقع فيما يتم تزويد هذا الموقع بأخبار حصرية من قبل مستشار المالكي الإعلامي مما يتعارض مع قانون حرية الوصول للمعلومة وتوفيرها وقد أسهم هذا الموقع بشن حملات إعلامية مضللة ضد خصوم المالكي بصورة واضحة فيما يلمع وجوها من حزب الدعوة.
الى جانب ذلك فان هناك خلية تابعة لمكتب المالكي يديرها نجله أحمد لمهاجمة وتدمير المواقع الالكترونية التي تنشر أخبارا معارضة للمالكي فعلى سبيل المثال تمت مهاجمة كل المواقع التي نشرت تفاصيل المحادثات الغرامية بين المالكي وعشيقته بتول الموسوي اضافة الى أخبار عديدة يمكن قرائة عناوينها على مواقع البحث ولا يتسنى الدخول عليها لأنها تعرضت لهجوم من قبل هذه الخلية فيما تعرض موقع أور نيوز وشط العرب وموقع كتابات وصحيفة المدى لمهاجمة من هذه الخلية عدة مرات في السنة السابقة.
فيما يلاحظ المراقبون بأن المالكي سعى منذ اليوم الاول للسيطرة على شبكة الاعلام العراقي وهيئة الاعلام والاتصالات فقد أزاح مدير تلفزيون العراقية حبيب الصدر الذي كان يوازن في علاقاته بين الشركاء السياسيين وتمكن المالكي من السيطرة على المفاصل الاساسية في التلفزيون وفي جريدة الصباح ولم يقدم اسماء أمناء الشبكة او رئيسها للمصادقة عليهم من قبل مجلس النواب حسب ما هو منصوص بالدستور العراقي من أجل ان يبتز ولائهم ويستطيع اللعب بهم كأشجار شطرنج يغيرهم متى يشاء ودون سبب حيث توالى ثلاثة من المدراء لحد الان على تلفزيون العراقية وهناك اعتراضات مهمة على علاقة الشبكة بالمالكي وحزبه، حيث تفجرت الازمة من خلال منع العراقية من تغطية جلسة تشاورية تمثل حدثاً ذو قيمة اعلامية مهمة لكن تعليمات مشددة من قبل حزب المالكي لمدير الشبكة محمد الشبوط أجبرته على الانصياع للامر بطريقة فجة وغي مبررة، بينما تمت السيطرة الكاملة على هيئة الاعلام والاتصالات بأشخاص من حزب الدعوة حرصوا على ملئها بموظفين من الدعوة كجزء من السيطرة الكاملة على مفاصل الدولة.
وهناك شواهد كثيرة عن انحياز قنوات تلفزيونية للمالكي نتيجة استفادتهم من عقود تجارية في قطاع الكهرباء مثل محطة تبث من لبنان يمتلكها لبناني تربطه علاقات تجارية مع مستشار قريب من المالكي بينما تم شراء محطة تلفزيونية من قبل رجل اعمال يحظى بتغطية كاملة من قبل المالكي ويُعتقد بأنه ممول أساسي للمالكي ومكتبه حيث يطلق عليه أحمد عز في إشارة لرجل الأعمال الذي كان يحظى بغطاء الحزب الوطني التابع لحسني مبارك في مصر.