الوطن شجرة تعرش على أغصانها أطيار الحرية , بأفكارها ولغاتها ومعتقداتها , وكل ما فيها من التطلعات والأمنيات , وتأنس بأطيارها وهي ترفرف وتزقزق , وتصنع مهرجان الحياة الصاخب المصدح بالفضاء , فتستشعر بطعمها وتتحسس وجودها وقيمتها ودورها , وقدرتها على العطاء والتفاعل الأصدق مع الوجود الإنساني الحي من حولها.
الوطن شجرة ذات أوراق وأغصان وأثمار وجذور وساق يزداد متانة وقوة , بتناميها وإزدياد عدد الأطيار المغردة المعطاء , الحالمة بالسعادة والمحبة والأخوة والألفة.
وكلما إزداد عدد الأطيار المتنعمة بظلال الأغصان وأوراقها ونضارتها وعطائها , كلما إمتدت جذورالشجرة في تراب الصيرورات الإنسانية , الأصيلة الخلاقة المتنامية القدرات على الإبتكار والولادات الصادقة المحققة لتطلعات الأطيار السعيدة.
الوطن شجرة تُسقى من مياه المحبة وأنهار الصفاء والنقاء والمودة والرحمة , والإيمان بالمصلحة العامة والأفكار الجامعة والأهداف الراسخة , المؤسسة لسبيكة إجتماعية ذات قيمة وطنية وأخلاقية , تحافظ على سلامة وأمان الأجيال.
الوطن شجرة تمنحنا الأثمار , التي نساهم في إنضاجها وإروائها ورعايتها , والعناية بها والحفاظ على تواصلها وتكاثرها , لكي تزدهي ربوع حياتنا وتزدان أيامنا بالخيرات والأمنيات الدفاقة المباركة , المتقدمة إلى الغد الأفضل السامي النبيل.
الوطن شجرة , نتفيأ في ظلالها , ونتنعم بألوانها وتستجم أرواحنا ونفوسنا وقلوبنا على ألحان معزوفاتها , المترقرقة المنبعثة من أوتار المحبة , التي تداعب أنسام الأشواق والود الصافية النزيهة المباركة بالأمن والسلام.
فلنصغي لأنغام شجرة الوطن , ولنتغنى بألحان أغصانها وكلمات أوراقها وأثمار خيراتها الناضحة.
فهل رأيتم طيرا يخرّب عشه , ويقطع غصنه , ويعادي الشجرة التي آوته وحفظته , وآمنته من خوف ومن جوع.
وما علينا إلا أن نعبّر عن إنتمائنا لشجرة وجودنا وأيكة مصيرنا , وخلاصة أصلنا ومنبع إنطلاقنا , وموئل إنبثاقنا وحصن رعايتنا , وصدر محبتنا وألفتنا وعزتنا وكرامتنا وأخوّتنا ووحدتنا وإنسانيتنا.
إنها شجرة العراق!
ذلك الوطن العريق الغني الوفي الكريم , الرحيم المنير المتوهج بسنى التطلعات الفواحة , بأفكار التقدم والإرتقاء الدافق الفياض.
فتعال يا أخي لنتمتع سوية بأيكة حبيبنا , وعنوان وجودنا وجوهر صيرورتنا , الوطن الغالي العراق.
ولتصدح حناجرنا بأناشيد محبتنا للعراق.