(( لم يعد وطني ذاك الشيخ الجليل الذي يتسور موائده العامرة من كل خير اخوته وأبناء عمومته والضيوف حيث عشعشت في دواوينه اوكار الخفافيش مصاصي دماء شعبه ليقتاتوا على جسده الهامد . لم يعد وطني ( العراق ) النهر الفرات في مياهه وهو يغدق بعطائه على كل اللاجئين والحاطين رحالهم في ساحته والعيش في كنفه سابقا عندما كان قبلة للعالم يرتع في حياضه الراغبين والراهبين به ومنه . لم يبقى منه الا جثة يصلى عليها من قبل الغرباء وثلة من اهله الذين ما زال حبه في قلوبهم يسري ينظرون اليه من طرف خفي الى من سيقرأ سورة الفاتحة على روحه التي سلبها البعض من الذين خانوه وتآمروا عليه وتركوه فريسة لأعدائه ينهبوا داره واهل بيته وهم يتفرجون ويأكلون بلحم مأتمه المدنف بدمائه الزكية الطاهرة . رحم الله من واسا وشاركنا مصيبتنا على هذا المسجى امامنا يحتضر منذ زمن ليس بالقصير ينتظر ان تتوفاه الملائكة ليصعدوا بروحه الى بارئها عز وجل بعدما خذلوه الاصحاب والاقرباء والاهل وتركوه مضرجا بجراحاته وآلامه التي اصابته من اقرب الناس اليه . من يقرأ سورة الفاتحة على وطني ( العراق ) بعد موته ليسدل الستار على حياة وطن متعب ومثقل بالهموم والآهات . المصيبة من سيحضر تشيع جثمانه المقدس سائرا بنعشه بين الطرقات والازقة ليوارى الثرى بيد اعدائه ومن ما تبقى من خاصته ومحبيه الذين بقوا على العهد ولم يشردوا بين البلدان ليشهدوا جنازته واقامة المراسيم الجنائزية على روحه ليدفن في مقبرة قلوب المحبين له )) / ضياء محسن الاسدي