المواطنة كتعريف عام فهي كلمة لها الكثير من التعريفات والمفاهيم حسب طبيعة النظام كان نظاما علماني أو نظام ديني, فهي كلمة ماخوذة من الوطن وهو مكان عيش الانسان وليس بالضرورة يكون مولودا فية كما هو في بلدان الهجرة والتي تعتمد المواطنة المقياس في العدالة الاجتماعية والمساوات بين افراد المجتمع بغض النظر عن العرق والمعتقد والتوجة السياسي .
وبصفتها كمصطلح حديث تعني علاقة الفرد والدولة كما يحددها دستور ذلك البلد وتتضمن العلاقة من واجبات وحقوق. ويحضى الفرد بجميع حقوقة المدنية في كنف تلك الدولة وهذة هي الوضعية القانونية لفرد ضمن الدولة.
ومن منظور معنوي فالمواطنة هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن.
حب الوطن, وخدمتة بأخلاص والتعاون والمشاركة في الامور التي تخدم العام , والتسامح ونبذ العنف وحترام حقوق وحريات وممتلكات الاخرين والتعايش السلمي كأساس في بناء الامن والحفاظ على النسيج الاجتماعي وحرية التعبير عن الرأي والاعتقاد الديني والسياسي والدفاع عن الوطن من كل تهديد كان خارجي ام داخلي ,والايمان المطلق بسلمية العملية السياسية واحترام الدستور الذي يكفل الحقوق ويقر الواجبات ,ودفع الضرائب اذا كان نظاما راسماليا, والمشاركة في الانتخابات وهي واجب مثلما هي حق,هذة مسلمات يجب على الموطن تنفيذها طوعيا دون فرض وانما بدافع الانتماء للوطن .
مثلما كان للمواطن واجبات فلة حقوق في وطنة وللاسف في وطننا العزيز غابت أغلب الحقوق وهذا التغيب لة اسبابة منها من كان النظام السابق مسؤولا عن غيابها , تسبب الحاكم , في قتل روح الوطنية والمواطنة وضياع حقوقها في سياساتة الكارثية في ادارة البلد و المواطن هو الاخر مسؤولا ومشاركا في التغيب وتحديدا ما بعد الخلاص من النظام البائد, فعدم التعرف على حق المواطنة ومحاسبة النظام عن عدم تقديمها , يجب ان يعرف المواطن بأن الدولة مسؤولة وراعية لحقوقة , ففي مجتمع كالمجتمع العراقي يهتم بالواجبات اكثر من الحقوق ولم يتحمس ويتحسس الفرد العراقي لضياع تلك الحقوق, للاسباب كثيره منها عقدة الخوف التي زرعها النظام المقبور في نفسية المواطن العراقي والتي لا تزال موجودة وعدم عمل الدولة على ازالتها ببث روح الشجاعة في نفسية المواطن المحرومة والقلقة , وليعرف بأن زمن السلطة خط احمر قد انتهى وولى الى غير رجعة , و ليعرف الان هو السلطة ومصدرها . حين تقر وتنفذ الواجبات للمواطن تراة يتفانى في الدفاع عن الوطن وينفذ الواجبات, ويتعاظم الولاء للوطن في داخلة , وما نراة في وطننا العزيز لم يرتقي الى مستوى الطموح والتضحيات التي قدمها الشعب ثمنا للخلاص وللحرية , في توزيع الحقوق والعدالة الاجتماعية بين ابناء المجتمع , فالحقوق لم تحصل بسهولة دون الانتماء للحزب الفلاني والتأييد من الحزب الفلاني وهذا كارثة كبرى تخل بمنظومة حقوق المواطنة والمساوات بين اطياف المجتمع الواحد,ففي بلدان التي تعتمد المواطنة وقد اشرنا لها في مقدمة المقال فالحقوق يقرها الدستور وتعطى للجميع دون شروط ,كان منتميا للحزب الفائز بالانتخابات ام لم ينتمي , مثل فرص العمل والتوظيف وغيرها من الحقوق المهمة والاساسية في حياة الفرد, ولم تعرف المواطنة لغة وثقافة الانتماء والاتباع كما هو في الوطن الان.
احياء روح المواطنة في نفسية الانسان العراقي المحطمة تتم عن طريق توفير الحياة الحرة الكريمة والعدالة والمساوات بين ابناء الوطن الواحد دون تمييز وتنمية احساسة بانة سيدهذا البلد وهو الاولى بخيراتة وتوفير فرص العمل لة ليطمئن على أمنة الاجتماعي والمعاشي, عندها تكبر روح الولاء للوطن بدلا ان تكون الولاءات للاحزاب او الطائفة او القومية والتي اعتقد بأنها توفر لة الحماية والامن والحقوق ,هذا الاعتقاد الخاطئ جاء نتيجة غياب العدالة الاجتماعية والمساوات وغياب ثقافة المواطنة وحقوقها و السبب الاكبر في ذلك هو فقدان اغلب الاحزاب العراقية للبرامج التنموية ولجوئها الى سياسة المحاصصة والسيطرة على فرص العمل والتوظيف لكسب الناخب .
فنشر ثقافة المواطنة والتعريف بالحقوق والواجبات مسؤولية المثقفين من كتاب وصحفيين واعلاميين ومنظمات المجتمع المدني وكذلك رجل الدين علية يحث المواطن ليعرف ما لة وما علية من حقوق وواجبات وليثقف بها مثلما يثقف للاخرة ولتكون حديث الجميع, حين تشاع ثقافة المواطنة بين افراد المجتمع وقتها يضع صوتة في محلة ويختار من لدية البرنامج الاكثر نجاحا في ادارة الدولة و تحقيق ما يصبوا الية في حياة حرة كريمة, وأينما توجد الحرية وتحفظ الكرامة وتصان الآدمية هذا هو والوطن.
كندا
[email protected]