17 نوفمبر، 2024 3:23 م
Search
Close this search box.

سائرون … أكثرُ القوائم توتراً وامتلاكاً للقنابل الموقوتة

سائرون … أكثرُ القوائم توتراً وامتلاكاً للقنابل الموقوتة

يمكن لأي محلل أن يرى بسهولة طبيعة قائمة ( سائرون ) التي يدعمها السيد مقتدى الصدر ، ويمكن أن يخرج بنتيجة مفادها أن هذه القائمة الطوباوية أكثر القوائم الانتخابية توتراً وامتلاكاً لقنابل موقوتة يمكن أن تنفجر في أي وقت مستقبلا . ولتسليط الضوء عليها بشكل واقعي حيادي نجد أنها تشكلت من مرشحين مختلفين فكرياً وعقائديا ولا وجود لقواسم مشتركة بينهم سوى اسم القائمة نفسها . ونجد أن حصة الأسد من أعضائها هم من حزب الاستقامة المنبثق من التيار الصدري اضافة الى ستين عضوا من الحزب الشيوعي العراقي وبعض الأسماء المتفرقة . وهذا الائتلاف الشكلي لا يمكن لهُ أن يستمرَ بعد الانتخابات فيما لو حصلت القائمة على عدد كبير من المقاعد لأسباب كثيرة منها : أن شخصية السيد مقتدى الصدر وكما هو معروف للجميع شخصية مضطربة لا تعرف الاستقرار في اتجاه واحد ، وانما تبحث دائما في حركتها على المفاجئات غير المتوقعة من أجل جذب الانتباه وفق مبدأ ( الأنا ) كما أن هذه الشخصية بطبيعتها لا تريد ابقاء دورانها على محور واحد ثابت ، وتسعى دائما لتغيير محاور دورانها حسب الأجواء المناسبة لها . وهذا الأمر بحدّ ذاته يتطلبُ قرارات فردية سريعة التكوين ربّما لا يقبلها المتآلفون ضمن القائمة كالحزب الشيوعي العراقي . كما أن المعروف على مدى سنوات كثيرة أن السيد مقتدى الصدر يميلُ الى اسلوب السيطرة المطلقة والتحكم بأية قائمة يدعمها ، وليس من السهولة أن يفلت زمام الأمور من قبضته اطلاقا ، وهذا أيضا سيكون بمثابة قنابل موقوتة ستنفجر حتما خلال الدورة البرلمانية القادمة ، وربّما ستدفع بشركاء القائمة من أمثال الشيوعيين وبعض المستقلين لتغيير اتجاهاتهم . ومن المعلوم أيضا أن التيار الصدري ما يزالُ يضمرُ العداء الأكبر والأشد لدولة القانون ولزعيمها الأستاذ نوري المالكي منذ ( صولة الفرسان ) واستعادة هيبة الدولة في البصرة ولغاية يومنا هذا . وأستطيع الجزم أن السيد مقتدى الصدر وتياره الخاضع له الخضوع المطلق يرون في دولة القانون وفي شخص المالكي العدو الأول . وهذا أيضا سيكون بمثابة قنابل موقوتة يمكن أن تنفجر مستقبلا في حالة حصول قائمة دولة القانون على عدد كبير من المقاعد البرلمانية . كما يمكن التكهن بوجود قنابل موقوتة أخرى من خلال وجود بعض الأسماء المعروفة بإرهاصاتها السياسية ضمن هذه القائمة من أمثال الشيخ صباح الساعدي . فالمعروف أن الساعدي ( الذي غاب عن الدورة الحالية ) كان أكثر أعضاء البرلمان العراقي تهجماً على الآخرين ( بحق أو بدون حق ) وكان لا يهدأ من أجل تسقيط الآخرين عبرَ سلسلة الاتهامات التي غالبا ما كانت مفبركة ولا قيمة لها على أرض الواقع . وهذا يعني أنه سيكون ضمن قائمة ( سائرون ) قنبلة اضافية من القنابل الموقوتة الكثيرة التي بانفجارها ستهددُ الاستقرار السياسي والاجتماعي . ولكون أغلب جماهير هذه القائمة من الطبقة التي تمنحُ ولاءها المطلق ولا تملك أيّ فرصةٍ للتفكير والتحليل والنقاش ، فسيكون للقنابل الموقوتة مجالٌ واسعٌ للانفجار وتحطيم كل شيء .

أحدث المقالات