18 ديسمبر، 2024 11:41 م

عراقي حائر ما بين رجل الدين والسياسي

عراقي حائر ما بين رجل الدين والسياسي

عشر سنوات وانا جائع رغم هول الأموال الطائلة، والموازنات الانفجارية، عشر سنوات أبحث عن عمل لأضع في جيبي المملوء بالتراب دراهم زاهدة ولم أجد، عشر سنوات مهدد بالقتل انا واهلي وحبيبتي وشعبي، عشر سنوات نتباكى يوما بعد يوم على مشاهد المفخخات، والدماء الزكية، عشر سنوات

اعيش في حالة خوف على كل شيء، عشر سنوات والإرهاب متنفذ في أرضي، عشر سنوات عاد فيها أزلام البعث يجرأون ويأمرون ابناء بلدي مرة اخرى، وفي نهاية هذه السنين العشر العجاف سيطرت “داعش” على نصف أرضي.

تاريخ لا ينسى؛ وأحداث كتبت بدم الطفل الشهيد، ونحتت على خد اخت الشباب الشهداء، وغيرهم الكثير والشعب العراقي على علم كاف بها.

أعلم أن ما سأطرحه لا يقبل به البعض، رغم تأييدهم لي بداخلهم، ومساندتهم بعواطفهم، لكن هذه حقوق، وآراء لمواطن عراقي مراقب لأحداث بلده، قد ظلم مع شعبه، وينظر إلى الحاضر بين ذاكرة الماضي ورؤية المستقبل.

إن العلاقة التي ظهرت معالمها في تشييع لعالم

شيعي اسمه ( السيد الاردبيلي )، بعدما كانت منقطعة، ما بين المرجع الديني الشيخ الفياض والسيد المالكي علاقة ودية، تنم عن تفاعل ديني سياسي بين الطرفين، وتبادل الابتسامات امام الإعلام بشكل ملفت.

هنا نتساءل؛ هل هذا تأييد صريح للسيد المالكي؟، وإعادة مكانته الجماهيرية في الوسط الشيعي بعدما اصبح مفلسا انتخابيا؟!، ام هذه سياسة معينة من قبل سماحته في احتضانه وتصحيح مساره في الساحة السياسة بأعتباره صاحب اكبر كتلة برلمانية؟!، وهل هذه تعتبر مخالفة لتصرفات المرجعية العليا في النجف بخلافها الشديد مع المالكي؟!، ام هو تكتيك معين يتبعه الشيخ الفياض للسيطرة على الوضع السياسي المرتبك؟!.

تساؤلات كثيرة لا نفهمها، وآراء مختلفة طرحت من المتابعين والناشطين في هذا الصدد، عسى ان نجد لها ما يثلج قلوبنا.

لذا نعتقد أن الوضع الحالي في العراق بحاجة لتوضيح صريح من المؤسسة الدينية بجميع مرجعياتها، بأعتبارها مرجعية المكون الشيعي صاحب الاغلبية والقيادة السياسية في البلد، لجميع الشخصيات السياسية التي كان لها دور سلبي في سياسة البلد، وتوضيح رؤية معينة أو طرح مشروع سياسي لكي لا يكون مكان للوجوه التي لم تجلب الخير للبلد.

إن مفهوم “المجرب لا يجرب” اذا لم يوجد توضيح دقيق من قبل تلك المؤسسة الدينية، كيف نثق ان هذا الكلام صواب، وسيقودنا الى الخلاص والنعيم؟!.