18 أكتوبر، 2024 8:21 ص
Search
Close this search box.

التشكيك في ثوابت الدين مدخل للصراع بين المجتمعات

التشكيك في ثوابت الدين مدخل للصراع بين المجتمعات

لا شك ان لكل مجتمع ثوابته التي يعتز بها،ويرقى باحترامها الى حد التقديس,وفي المقدمة من هذه الثوابت بالطبع الدين.ولأهمية الثوابت عقديا في حياة المجتمعات،فإنها عادة ما تسيجها  بخطوط حمراء من الحصانة المطلقة،ولا تسمح لأحد ابدا بالاقتراب منها بتسفيه،او بتشكيك، أو مس بنقد هدام.ولا تستثنى من هذه القاعدة حتى المجتمعات التي توسعت في مساحة حرية التعبير في الدين، والاعتقاد،حيث قيدت هذه الحرية بانتقاء ما تراه من ثوابتها خطا أحمر، لكيلا يمسه احد بسوء.وما محاكمات المفكر الفرنسي جارودي بتهمة التعبير ضد اليهود،وتجريم منكري الهولوكوست،  الا امثلة واضحة للغاية في المجتمع الغربي على هذا التقييد.

واذا كان الامر كذلك فيما يسمى بالمجتمع الدولي المتحضر،فان من باب اولى ان يكون لنا خطوطا حمراء تحيط بثوابتنا الدينية،والاجتماعية،شأننا شان بقية الأمم،بحيث لا نسمح لأحد بالاقتراب منها بالمس،اوالازدراء، اوالتشكيك، بحجة حرية التعبير تحت أي ذريعة.

 وبعيدا عن المقاييس المزدوجة في التعامل مع هذه المعايير،فانه ينبغي علينا أن ندافع عما نراه خطا أحمر، أمام أي تخرصات مغرضة، تشجع تصادم حرية التعبير مع الدين،والمعتقدات في المجتمع العربي المسلم، في الوقت الذي تحرمه إذا ما وجدته يتصادم مع ما تراه خطا أحمر من ثوابت مجتمعاتها.

لذلك فان الهجمة المتنطعة التي تشهدها الكتابات المتفيقهة المنتشرة في مواقع الإنترنت،والفضائيات،والمطبوعات هذه الأيام للتشكيك في الثوابت الاسلامية،ومنا تنطعات التشكيك في قدسية النص القراني،والتطاول على الرموز الدينية،وفي المقدمة منهم الاساءة الى الرسول الكريم محمدا صلى الله عليه وسلم، انما تندرج في اطار ازدواجية المعايير التي ينبغي ان يقف في وجهها كل منصف يتحرى الحياد،والموضوعية.     

وبغض النظر عن عما تتركه الاساءة الى المعتقدات،والمس برموزها،من احتقان في ذوات اصحابها،فلاشك انها من الناحية الأخرى مدعاة لإثارة الفتنة،وتأجيج الصراعات بين الشعوب ،في وقت يسعى فيه الجميع باتجاه تعزيز ثقافة الحوار،ونبذ ثقافة العنصرية،وتأجيج الصراعات،مما يبرر السعي الجاد للمطالبة بتجريم منتهكي حرمة الاديان،والاستهانة بالمعتقدات،والتطاول على الرموز الدينية،والبدء بتشريع قوانين دولية لهذا الغرض،وذلك بعد ما تبين عمليا،ان الطعن في الدين،ونشرالتفرقة، والعنصرية،ما الا هي سلوكيات غير حضارية،قبل ان تكون لوازم اخرى،مما ينبغي معه ان تعتبر خطا أحمر صارخا،لا علاقة بحرية التعبير المزعومة من قريب او بعيد بتاتا.

أحدث المقالات