خاص : ترجمة – بوسي محمد :
“مارك زوكربيرغ”، مؤسس موقع التواصل الاجتماعي العملاق، (فيس بوك)، أراد أن يبيض وجهه بعد فضيحة شركة “كامبريدغ أناليتيكا” لتحليل البيانات، التي جمعت معلومات خاصة عن أكثر من 50 مليون مستخدم لموقع (فيس بوك)، ما تسببت في زعزعة الثقة بين الموقع وعملاءه، إذ تعتبر واحدة من أكبر عمليات الخرق التي عصفت بالشركة ورئيسها التنفيذي، منذ تأسيسها قبل 14 عامًا، لكن الظروف جاءت ضده، ووضعته أمام فضيحة جديدة أخرى.
دعوى جديدة ضد الـ”فيس بوك”..
في الوقت الذي كان يسعى فيه موقع التواصل الاجتماعي، (فيس بوك)، في الحصول على موافقة صريحة من المستخدمين للإعلانات المستهدفة، لتفعيل خاصية تقنية التعرف على الوجوه، “Face Recognition”، لأول مرة في الاتحاد الأوروبي، حكم قاض اتحادي أميركي، بأنه يتعين على شركة “فيس بوك” أن تواجه دعوى جماعية تزعم أن شبكة التواصل الاجتماعي استخدمت، بشكل غير مشروع، عملية للتعرف على صور المستخدمين دون الحصول على موافقتهم، حسبما أوردت صحيفة (واشنطن بوست) الأميركية.
وكانت “فيس بوك” قد وعدت مستخدميها بتفعيل تقنيات حديثة من أجل حماية خصوصيتهم وبيانات الحساسة، بعد فضيحة “خرق البيانات” التي تسببت في زعزعة الثقة بينها وبين المستخدمين. حيثُ طالبت الشركة بالحصول على أذونات جديدة في الاتحاد الأوروبي، لطرحها لجميع مستخدمي (فيس بوك)، بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، فعندما يسجل مستخدمو (فيس بوك) الدخول خلال الأسابيع المقبلة، سيُطلب منهم الموافقة على بنود الخدمة المحدثة للشركة، وتحديد خيارات محددة في عدد من المناطق المعينة طبقًا للقانون الجديد.
واستنكر القاضي، “جيمس دوناتو”، بالمحكمة الاتحادية في “سان فرانسيسكو”، تصريحات “زوكربيرغ” بأنه حصل على موافقة المستخدمين قبيل تفعيل التقنية الحديثة، مؤكدًا على أن الدعوى الجماعية هي الوسيلة الأكثر فاعلية لحل النزاع بخصوص استخدام خاصية التعرف على الوجه. خاصة أنها ليست المشكلة الأولى التي تواجه الـ”فيس بوك” بشأن حماية الخصوصية.
وبموجبها دافعت شركة “فيس بوك” عن حسن نواياها، وقالت إنها سوف تراجع القرار. وأضافت في بيان رسمي: “ما زلنا نعتقد أنه لا وجه لرفع الدعوى وسندافع عن أنفسنا بقوة”.
“الغارديان”.. تنشر تصريحات سابقة تنصف الـ”فيس بوك”..
في محاولة منها لتهدئة الموقف، نشرت صحيفة (الغارديان) البريطانية، تصريحات المديران التنفيذيون لـ “Facebook Erin Egan” و”Ashlie Beringer”، اللذان أعلنوا عبر مدوناتهم أنهم سيُطلبون من المستخدمين مراجعة المعلومات حول الإعلانات المستهدفة، واختيار ما إذا كانوا يرغبون في استخدام الشبكة الاجتماعية للبيانات من الشركاء لعرض إعلانات لهم، والتأكيد على ما إذا كانوا سعداء بمشاركة “المعلومات السياسية والدينية “، والتي يتم تعريفها على أنها بيانات محمية بشكل خاص بموجب قانون الاتحاد الأوروبي؛ والموافقة على استخدام تقنية “التعرف على الوجه”.
وكان “زوكربيرغ” قد قال أن خاصية “التعرف على الوجه” تساعد على حماية مستخدمي (فيس بوك) من الغرباء الذين يستخدمون صورهم في أعمال جنسية أو أغراض أخرى.
وكانت الـ”فيس بوك” قد أوضحت طريقة تفعيل الخدمة أو رفضها قائلة، أنه سيتم عرض جميع الخيارات مع زر أزرق مدون عليه “قبول ومتابعة”، وزر أبيض يسمى “إدارة إعدادات البيانات”، يأخذهم زر “إدارة إعدادات البيانات” إلى صفحة ثانية؛ حيث يعطي (فيس بوك) مزيدًا من المعلومات لحثهم على التغيير والموافقة، ثم صفحة ثالثة يستطيعون فيها الإنسحاب حال رفضهم الأذونات الجديدة.
يُشار إلى أن خاصية “التعرف على الوجه” ليست جديدة، إذ طرحتها الشركة من قبل وقامت بسحبها في عام 2012، بسبب مخاوف من عدم توافقها مع قوانين حماية البيانات في تلك الولايات القضائية. لكن الآن تعتقد الشركة أنها تستطيع طرح الميزات على مستوى العالم إذا حصلت على موافقة من المستخدمين قبل تطبيق تقنية “التعرف على الوجه”.