تضارب الأنباء حول “حفتر” .. تعكس وضع ليبيا المحير أمام مستقبلها !

تضارب الأنباء حول “حفتر” .. تعكس وضع ليبيا المحير أمام مستقبلها !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

تضاربت الأنباء الاخبارية حول وفاة رجل ليبيا القوي، المشير “خليفة حفتر”، الذي ساهم بالحفاظ على قوة الجيش الليبي بعد الإطاحة بالرئيس الراحل، “معمر القذافي”، حيث أكدت وكالة أنباء (الأناضول) التركية على أن “حفتر” فارق الحياة بعدما كان يخضع للعلاج في إحدى المستشفيات في العاصمة الفرنسية، “باريس”.

كما قال مصدر ليبي، من طرابلس، لوكالة (نوفوستي)؛ إنه وردت معلومات حول وفاته “حفتر”.

ولكن مصدر في القيادة العامة للجيش الليبي، قال في تصريحات لوكالة (سبوتنيك) الروسية؛ إن كافة الأنباء التي تم تداولها عن خبر وفاة المشير “خليفة حفتر”؛ “غير صحيحة بالمرة”. معتبرًا أن “حفتر” لا يزال يتلقى العلاج في إحدى المستشفيات.

نعي ثم نفي خبر الوفاة..

سارع النائب في البرلمان المصري، “مصطفى بكري”، إلى نعي المشير “حفتر”، في تغريدة له؛ كتب قائلًا: “رحيل المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية خسارة فادحة، لقد كان الرجل قاسمًا مشتركًا بين أبناء ليبيا الشرفاء، استطاع إعادة بناء جيش ليبيا بعد الإنهيار بفعل مؤامرة (الناتو)، كان يأمل في تحرير كافة الأراضي الليبية من الإرهاب، لكنه رحل في وقت الليبيون في أشد الحاجة إليه”، ثم عاد “بكري” مرة أخرى لينفي صحة خبره حول الوفاة.

ونفى المستشار الخاص للمشير “خليفة حفتر”، ما يتم تداوله في بعض وسائل الإعلام من أخبار حول وفاة المشير.

وقال، في تصريحات خاصة لـ (بوابة الأهرام) المصرية، إن القائد العام للجيش الليبي بصحة جيدة، ويمارس عمله.

ليخرج مصدر ليبي آخر مصرحًا لـ (البوابة نيوز) القاهرية، أن فعاليات شعبية وفرق موسيقية، خرجت الجمعة إلى مطار “بنينا” الدولي بمدينة بنغازي، لتكون في استقبال المشير “خليفة حفتر”، القائد العام للقوات المسلحة الليبية، عقب عودته من الأردن.

تاريخ “حفتر”..

يقدم “حفتر”، (75 عامًا)، نفسه بأنه “منقذ” ليبيا. لكن خصومه يتهمونه بتدبير الانقلابات.

وكان “حفتر”، الذي يلقى دعمًا من “الإمارات” و”مصر” بالأخص، قد دعا إلى إجراء انتخابات رئاسية وتشريعية “دون مماطلة ودون غش أو تزوير”، في خلال العام الجاري 2018، محذرًا في المقابل “كل من تسول له نفسه” من “التلاعب بالعملية الانتخابية”.

ويندرج إجراء الانتخابات في 2018، ضمن خطة العمل التي تقدم بها مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى ليبيا، “غسان سلامة”.

وينحدر “حفتر” من الشرق الليبي، وهو من مواليد العام 1943. شارك في الانقلاب الذي قاده الزعيم الليبي السابق، “معمر القذافي”، العام 1969؛ قبل أن ينشق عنه أواخر ثمانينيات القرن الماضي ويغادر إلى الولايات المتحدة للإقامة هناك لينضم إلى قيادات معارضة.

وأبان خدمته في قوات “القذافي”، ترأس “حفتر” في خضم الحرب الليبية التشادية، (1978 – 1987)، وحدة خاصة، لكنه وقع في الأسر مع مئات العسكريين الآخرين، ليتبرأ منه نظام “القذافي” وقتها، قبل أن ينقل إلى الولايات المتحدة في عملية غامضة. وقدمت له واشنطن اللجوء السياسي، فنشط مع المعارضة في الخارج.

بعد عشرين عامًا في المنفى، عاد “حفتر” ليقود قوات برية في الجيش، أبان ثورة 17 شباط/فبراير 2011. وبعدها، أحاله “المؤتمر الوطني العام”، وهو البرلمان الأول بعد الثورة، إلى التقاعد مع عدد من الضباط الكبار. لكن البرلمان الحالي أعاده إلى الخدمة العسكرية مع 129 ضابطًا متقاعدًا آخرين مطلع كانون ثان/يناير 2015، قبل أن يؤدي في التاسع من آذار/مارس من العام نفسه؛ اليمين قائدًا عامًا للقوات الليبية بعد أن منحه البرلمان رتبة إضافية ورقاه إلى فريق أول.

وجاءت ترقية “حفتر” إلى رتبة “مشير” غداة سيطرة القوات، التي يقودها على “منطقة الهلال النفطي”، في شرق ليبيا وطرد القوات الموالية لـ”حكومة الوفاق الوطني”، المعترف بها دوليًا من هذه المنطقة.

غياب “حفتر” عن المشهد العسكري، سواء بتدهور حالته الصحية أو حتى الموت، أثار عدة تساؤلات وتكهنات حول مصير قواته، والتي يوجد مناوئون كثر لها الآن، وهل سيشهد الشرق الليبي معارك طاحنة وانشقاقات بين قيادات قواته التي ظهر تنافسها عبر عدة وقائع ؟.. أم سيعود الرجل إلى سابق عهده وتكون مجرد وعكة صحية ؟.

إنهياره سيؤدي إلى كارثة مروعة..

الباحث السياسي الليبي، “عزالدين عقيل”، قال: إنه “كان يجب ألا تتمحور القوات التي شكلها، “حفتر”، حول شخصه، حتى نضطر الآن للبحث عن إجابة؛ ماذا لو غاب عن المشهد العسكري والسياسي ؟”.

مؤكدًا على أن “حفتر تحول في الشرق الليبي إلى نظام بكامله، وإنهياره سيؤدي إلى كارثة مروعة، وسترجع كل الأطراف التي قاتلها إلى قوتها، وستقع الاغتيالات لكل القيادات التي ساندت، “حفتر”، بل ستحدث انشقاقات عسكرية واسعة بسبب من سيخلف، “حفتر”، وفق تقديراته”.

وأضاف: أنه “ستنعكس هذه الأزمة على مصر، التي يبدو أنها ستتضرر كثيرًا من غياب “حفتر” بموته – لا قدر الله – لكن يظل الرهان على دور مصر في الحفاظ على المؤسسة العسكرية، بل ربما تستغل فاجعة، “موت”، حفتر لتحقق الاستقرار والوحدة أكثر”.

فوضى عارمة وقتال..

في حين قال أمين عام “حزب الجبهة الوطنية” الليبي، “عبدالله الرفادي”، إن “غياب حفتر ستكون له تأثيرات كبيرة، خاصة أن مشروعه كان مشروع فرد وليس جماعة، إضافة إلى هشاشة قواته والتي أغلبها ميليشيات قبلية وتكتل ديني متطرف (المداخلية)، وخريجو سجون”.

مشيرًا إلى أنه “في ظل غياب قيادات عسكرية مؤهلة وتغول أبناء “حفتر”، غير العسكريين، على قواته، لذا هناك مساران: إما فوضى عارمة وقتال بين أبنائه وبعض أنصاره من جهة وبين الميليشيات القبلية من جهة، أو بين الميليشيات الدينية (المداخلية) وبين العسكريين”.

وأضاف: أن “الأمر الآخر أن يستغل الوطنيون في مجلس النواب غياب حفتر وإنهيار معسكره في إحداث إصلاحات جذرية على بنية البرلمان وتوجهاته ويمدوا اليد إلى مجلس الدولة لإنهاء الخلاف السياسي وحل الأزمة برمتها”.

ستؤدي إلى سيناريوهات جديدة ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية..

الخبير الليبي في التنمية، “صلاح بوغرارة”، رأى من جهته، أن “قوة شخصية ومواقف “المشير” حفتر تجعل من غيابه أزمة وفراغًا عسكريًا لعدم وجود شخص يستطيع أن يملأ هذا الفراغ ولو لفترة مؤقتة، وأبناؤه يتكتمون على صحته خوفًا من التأثير على الجيش”.

موضحًا أن “هذا الغياب أيضًا ستكون له تبعات وردود أفعال ستكون مؤثرة في استقرار المنطقة، بل وتؤدي إلى سيناريوهات جديدة ذات أبعاد محلية وإقليمية ودولية”.

بعد سوريا ستتوجه الأنظار إلى ليبيا..

رأى أستاذ القانون الدولي والأكاديمي المصري، “السيد أبوالخير”، أن “إختفاء حفتر، سواء بالمرض أو الوفاة، كما صرح البعض، يأتي في سياق الترتيبات الجديدة بشأن الوضع في ليبيا؛ خاصة أن الأزمة السورية أوشكت على الإنتهاء بضربة غربية بقيادة أميركية”.

لافتًا إلى أنه “بعد سوريا ستتوجه الأنظار إلى ليبيا، وبغياب “حفتر” سيحاول أبناؤه السيطرة على قواته، لكن ترتيبات القوى الكبرى سترفض ذلك، لذا أرى أن “حفتر” بات من الماضي، وأن دوره إنتهى بزرع الشقاق وتمهيد الانفصال والتقسيم لليبيا، وهذه كانت مهمته”.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة