18 ديسمبر، 2024 9:11 م

المرشحون والفوتوشوب الصارخ

المرشحون والفوتوشوب الصارخ

مع إعلان مفوضية الإنتخابات بدء إنطلاق الحملة الإنتخابية ؛ سارع المرشحون للتسابق على حجز الأرصفة والأعمدة والجزرات الوسطية لتعليق صورهم عليها ؛ المثير في الأمر أن غالبية هذه الصور عملت داخل إستوديوهات لاتجيد إستخدام برنامج الفوتوشوب بطريقة جيدة حتى بدت صور المرشحين غارقة بألوان بعيدة كل البعد عن ملامح المرشح الأصلية ! أعرف مرشحا معروفا بسمار بشرته لكني تفاجأت بصوره التي أظهرته شديد البياض وكأنه عروسة في صالون تنتظر ساعة زفافها !

لم يعترض سيادة المرشح على التبييض الصارخ لأنه يعرف جيدا ان الطريق الى البرلمان يتطلب تزييفا واضحا لكل المعالم التي يتحلى بها فهو يريد أن يخرج الى الشارع المؤيد له أكثر بياضا من غيره ! لذا يعمل سيادته على غشنا حتى في ملامح وجهه ولون بشرته !

إننا نعيش في زمن الفوتوشوب الذي يساهم في تلميع الصور لكنه لايستطيع ان يغير شيئا من الحقيقة فمهما عمل المرشحون الفاسدون على خداعنا لكنهم لايستطيعون إخفاء حقيقة فسادهم وغشهم لان الفوتوشوب سيبقى داخل جهاز الكومبيوتر ولايستطيع الخروج معهم لتظليل وجوههم بألوانه الزاهية وسيخرجون بوجوههم الكالحة وسيلاحقهم الشعب في كل مكان مثلما حصل مع الكثير من الفاسدين وهم في أوروبا لم يستطع الفوتوشوب إنقاذهم من نقمة الشارع العراقي الواعي

يعتقد المرشحون إن زيادة عدد الصور وزيادة ألوانها ستساهم في زيادة ناخبيهم لذلك ساهموا مساهمة كبيرة من خلال يومين فقط على تسميم ذائقتنا بإخفائهم لجميع معالم الشوارع التي كانت تتميز بألوانها الطبيعية رغم ماأصابها من خراب ودمار وعدم إهتمام واضح لكن تلك المعالم تبقى أجمل بكثير من ألوان هذه الصور البائسة التي تتزاحم بطريقة فجة لأجل الخداع والغش

لايريد المرشح معرفة إن المواطن بدأ يتشكل وعيه شيئا فشيئا وأصبح يميز اللون الأصلي من اللون الكاذب ؛ بدأ يعرف ان الاساليب الفوتوشوبية السابقة والمراد تكرارها الآن لم تنطل عليه مجددا لانه ذاق مرارة زيفها ؛ اصبح المراطن العراقي لايبحث عن صورة قرآن تتخفى خلفها مرشحة كل همها تحقيق مآربها الشخصية ولايريد ” بوشاية ” تتخفى خلفها ليال حمراء ولايريد عمامة تتخفى خلفها مالذ وطاب من الموبقات !

ياأيهاالمواطن قل لكل مرشح ” إعطني إنجازاتك قبل ان تطالبني بإنتخابك ماذا عملت ماذا قدمت اعطني مشروعا متكاملا وماهي مؤهلاتك لتحقيق هذا المشروع ؛ لاتقل لي طائفية ولامذهبية ولا مناطقية لانها باتت من الخداع الماضي ؛ لقد فشلت ياسيادة المرشح في المرة الاولى فماهو المبرر لانتخابك مرة اخرى ؛ آسف دعني أبحث عن جديد لايريد خداعي “