كثيرا مايتهم نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية ، بأنه شخص ذو نزعة طائفية ، ويأتي هذا من خلال قوانين الاجتثاث والممارسات القمعية المتكررة التي تنتهجها الاجهزة الحكومية المرتبطة به بصورة مباشرة ، وكذلك سياسات الاقصاء والتهميش لمكون رئيسي من مكونات المجتمع العراقي . وكذلك ماأعلنه المالكي لاحدى الصحف الامريكية عندما قدم أنتمائه الطائفي كشيعي .
لكن واقع الحال أن في هذا الاتهام أنصاف كبير للمالكي . فالمالكي لم يكن الا مجرد عميل لايران ، منفذ لاجنداتها الطائفية التي من خلالها تسعى للتمدد على الدول المجاورة .بالاضافة الى أنه مريض بعقد نفسية مثل الشعور بالنقص لعمله طيلة الفترة الماضية منفذا لاوامر ضباط وعناصرأجهزة الامن التي أرتبط بها ، مما ولد عنده عقدة الحقد على الاخرين لشعوره بالدونية ، كذلك فأنه يعيش بهاجس مايسمى نظرية المؤامرة ، كونه يدرك جيدا أنه تسنم منصبه الحالي نتيجة توافقات دولية وأقليمية وليس أستحقاق طبيعي له ، وهذا المنصب أكبر بكثير من قدراته وأمكاناته بل وحتى تفكيره ، ولايحمل رؤية رجل دولة مسؤول ، وأن السياسات التي مر على ذكرها في بداية المقال هي حلقات ضمن سيناريو كبير أعد لتدمير العراق وشعبه ، وأن الطائفية لديه لم تكن الا واجهه يخفي خلفها مصالح شخصية وللحصول على أصوات أنتخابية كون الوضع السياسي في العراق قائم على المحاصصة الطائفية والعرقية ، والا مالذي قدمه المالكي لطائفته , هل عمل على تطوير الخدمات في كافة أتجاهاتها في مناطق طائفته وهل رفع المستوى المعاشي لابنائها وهل وضع الخطط الصحيحة السليمة لبناء الانسان فيها .
أن ماتشهده محافظات ومدن الجنوب العراقي من تردي كبير في الخدمات والبنى التحتية والفساد في مؤسسات الدولة والتشرذم والتناحر السياسي وتسليم زمام الامور وادارة الامور لانصاف المتعلمين والمزورين يفوق عن ماموجود في محافظات العراق الاخرى ، كما أن معدلات البطالة بين الشباب والفقر والامية والمتسربين من المدارس والمتسولين والاحياء العشوائية و الذين يعتاشون على مكبات النفايات والذين يقيمون في المقابر ، هي أعلى بكثير من ذات المعدلات في مناطق العراق الاخرى .
أن التدخلات الايرانية في العراق تجاوزت أطار علاقات المصالح المتبادله بل هي في واقعها أحتلال واضح حيث الاسواق العراقية مفتوحة على البضائع الايرانية السيئة الرديئة ، وأستغلال البنوك والمصارف العراقية لتبييض الاموال الايرانية والصفقات المشبوهه في عملية أستيراد المشتقات النفطية والكهرباء ، وأستخدام العراق كنقطة أنطلاق لتنفيذ أجندات ولاية الفقية الامنية والعسكرية على الدول الاخرى من خلال تجنيد أبنائه كميليشيات تابعة لفيلق القدس الايراني تقاتل بالنيابة عن الايرانيين ، وعملية التجهيل الممنهج المتعمد لابناء محافظات الجنوب لتمرير الاباطيل والفتاوى المزيفة والطقوس الدخيلة على الدين الاسلامي الحنيف ومنهج ال بيت النبوة الشريف التي يراد منها تغييب العقل والوعي ومحو ثقافة المجتمع العربية الاسلامية وقتل الانتماء للعراق العربي .
من خلال هذا العرض المبسط والادلة المتواضعة وهي قليل من كثير وملموسة لدى الجميع لما يقوم به المالكي أزاء الطائفة التي يدعي الانتساب اليها بصورة خاصة والعراق بشكل عام ، يتضح الدور الخطير الذي ينفذه لصالح أيران .لجعل العراق ضيعة تابعة لفارس .
أن التركيز على وصف المالكي بالطائفية هو تقديم خدمة كبيرة له وتحويل انتباه الجماهير عن دوره المشبوه في تدمير العراق ، وهي عملية تظليل للرأي العام ودعاية سياسية مجانية تقدم له لان هنالك من سيصدق بأن المالكي يعمل لاجل الطائفة ، الامر الذي يتطلب التركيز عن دوره الحقيقي وكشف مايقوم به خلف ستار الطائفة التي لم تحصل طيلة سنوات توليه رئاسة الحكومة الا على الازمات والكوارث .
[email protected]