23 نوفمبر، 2024 10:49 ص
Search
Close this search box.

تماثل الاوضاع والحاجة الى الزمن

تماثل الاوضاع والحاجة الى الزمن

من يشاهد الفيلم الامريكي (Changeling)(2008) الذي يصور احداث  قصة حقيقية وقعت في لوس اانجلس حول الفساد المستشري بين افراد الشرطة هنا ك في العقد الثالث من  القرن العشرين(1928) من يشاهد ذلك الفيلم بالتأكيد  سيتماثل امام الاعين الوضع  الراهن  في  مؤسات الدولة في العراق وتجعله يفكر كم من الوقت تحتاج بلداننا  ابتداءا من هذه اللحظة  كي تستطيع على الاقل التخفيف من وطأته وتجفيف منابع علله. وكم من الوقت احتاجته دول اخرى في ترسيخ انظمتها التي هي في طور التجذر .وتجعله يفكر ايضا بضرورة تغير انماط سلوك المواطنين ومؤسسات المجتمع المختلفة.
ولمن لم يشاهد هذا الفيلم الذي تقوم ببطولته الممثلة المشهورة انجيلينا جولي  ومن اخرج المثل العالمي المعروف كلنت ايستوود فلابد من نبذة  عامة عنه . امراة تعيش مع ابنها البالغ 9 سنوات وتعمل في احد المكاتب  وذات مرة تعود الى المنزل ولم تجد ابنها وتستشيط بحثا  عنه ومن ثم  تبلغ الشرطة عن فقدانه. غير ان  الشرطة لم تبد الاهتمام المناسب في هذه القضايا وتعثر على طفل اخر غير طبيعي  وتسلمه الى تلك السيدة التي باحساس  الام وبمساعدة الاخرين اكتشفت انه ليس ابنها  واعترضت على عمل الشرطة وقائدها واستعانت بالصحافة لكشف الفضيحة مما اثار حفظته.
  وردا على ذلك استدعتها الشرطة متهمة اياها بالجنون لاهمالها اولا  ولانها لاترغب في رعاية” ابنها الجديد” الذي عثرت عليه الشرطة ثانيا.  وبعدها وضعت في مصحة عقلية يعشعش  فيها الفساد و كافحت وعانت هذه السيدة الشجاعة الكثير ورفضت الاستسلام وتعرفت على الكثير من النساء المتهمات تعسفا بالجنون من قبل الشرطة.
  وبعدها يكتشف احد افراد الشرطة الشرفاء صدفة وبمساعدة صبي جريمة مقتل مايزيد عن 20 طفل من ضمنهم ابن هذه السيدة المسكينة بطلها شاب معتوه ومختل عقليا يساعده فيها ذلك الصبي الذي هو  من اقارب الشاب  المختل.  وتكشف الصحافة امر هذه الجريمة مما يضطر الشرطة الى اطلاق سراح الام  .وقد شاركت الكنيسة بشكل فعال في الدفاع عن هذه السيدة وانكشف الفساد وصدرت العقوبات المناسبة بحق المدانين من المسؤولين في الشرطة وصدرحكم باعدام الشاب المعتوه شنقا حتى الموت.
رسالة هذا الفيلم العامة هي اذا اريد  لنظام جديد في مجتمع ما  ان ينمو و يتجذركما هو في الحالة الامريكية اولا لابد من محاربة  مقومات علل المجتمع  وامراضه كالفساد مثلا و التي تؤدي الى خرابه ودماره اذا ما استمرت وتفشت وهذا يتطلب عمل استثائي كالشجاعة الفردية مثلا التي تؤجج نيران ثورة شعبية جارفة كما في الحالة التونسية. وثانيا لابد من تعاضد  وتضافر  كل او معظم مؤسسات المجتمع مع الوضع  الذي تولده الحالة الاستثنائية هذه  مثل الصحافة والقضاء والمؤسسة الدينية والسلطات المحلية وشرفاء يعملون في موضع الخلل.  واذا ما تم تحقيق الامرين اعلاه تكون البداية في تجفيف منابع العلل

أحدث المقالات

أحدث المقالات