5 نوفمبر، 2024 1:50 م
Search
Close this search box.

سبعيني جاد يبحث عن منصب

سبعيني جاد يبحث عن منصب

قبل فترة قليلة، تمت دعوتي انا وبعض اصدقائي الشباب، الى أمسية ثقافية، رغم علمنا ان الغاية منها الترويج لاحد المرشحين الشباب، في احدى الكتل السياسية، لم نكن نعرف الكثير عن هذا المرشح، فكنا نعرف اسمه فقط، كانت الامسية تُدار بشكل جميل ورائع،الى ان وصلت كلمة (المرشح الشاب).
دخل علينا شخص عجيب غريب، كانه مسافر عبر الزمن، جاء من الماضي البعيد، قلنا ربما تكون مسرحية للترفيه، لكن اتضح ان الرجل جاد في القاء الكلمة، كانت هيأت الرجل مضحكة جداً، فكنت ملابسه تذكرني بالشخصيات التي كانت تظهر في المسلسلات العراقية القديمة، كان الجميع مستغرب، فبدأ كلمته ب(هلاو شباب)، نظرت الى يميني واذا بصديقي قد وضع يده على وجهه، وكان يهتز من كثرة الضحك، تكلم هذا المرشح الشاب عن اهمية الشباب في هذا المجتمع، واعطاء الفرصة لهم، والغريب انه كان يشمل نفسه مع الشباب، ويقول( نحن الشباب)، وفي نهاية حديثه، اراد ان يكون قريباً من قلوب الشباب فقال ( كنت احب فتاة تدعى (فخرية) وكان ابوها (دامرجي)، وكان رجل (قنقينة)، كنت اقف في (راس العكَد)، وابيع ال(دوندرمة) ، فكانت تأتي وتشتري مني، كان في وجهها (نونة)، وترتدي وشاحاً مزين ب(النمنم والبُلك)، وكانت هذه (بلتيقة) كي اراها، لان ابي كان (جرخجي) ولم اكن بحاجة الى العمل)، وبعد الانتهاء، كنت اتوقع ان تغلق الستار، فقد كان عرضا مسرحيا رائعا ومضحكاً، كان الجميع يضحك، ولكن الستار لم يُغلق.
الشاب العراقي مسكين جداً، فقد تم حرمانه من كل شيء تقريباً، حتى وصل بهم الحال الى ان يسلبوا منه شبابه، ويكون حجة ودعاية انتخابية لا غير، ولم تقدم هذه القوائم اي نموذج لتمكين الشباب، ولم يتم وضع اي برنامج لتطوير الشباب، بل كانت فقط حجة وذريعة لجمع اصوات الشباب لمرشحهم (السبعيني)، الذي يتحدث بلسان الشباب، وهو بعيد كل البعد عن ذلك، ربما كانت هذه القوائم او الكتل قد استنسخت هذه التجربة من ( تيار الحكمة الوطني)، الذي انفرد بهذه المبادرة الفعالة والناجحة، قولاً وفعلاً، وبعد توافد الكثير من الشباب للانظمام له، بعد ما شاهدوا التمكين الحقيقي للشباب، واعطاء الفرص الحقيقية لهم، وليست وعود كاذبة، نحن لا نحتكر الشباب لنا، ولا نحتكر تمكين الشباب، لكن نريد من يكون صادقاً معهم فقط.

أحدث المقالات

أحدث المقالات