22 نوفمبر، 2024 2:11 م
Search
Close this search box.

خلف الفقيه أم مع المفكر

خلف الفقيه أم مع المفكر

في كتابه خارج الطائفة يطرح الدكتور احمد علي الديري سؤال حول علاقة الانسان بين الفقيه والمفكر. متسائلا ما الفرق بين تقليد الفقيه وصداقة المفكر ؟وهل يمكن للفقيه أن يكون صديقاً؟.موضحاً طبيعه العلاقة بين الطرفين من خلال مجموعة افكار في مقدمتها . أن العلاقة مع الفقية علاقة ثابته وأبدية حيث يريد الفقيه أن تكون نسخة منه من فعله وأمره ،اي تكون ذاتك محددة بأوامره ونواهيه من الحلال والحرام والمكروه والمستحب محددا ذاتك خلال الفقيه .أما العلاقة مع المفكر تكون علاقة صداقة حوار وجدل لا علاقة تسليم وخضوع، مع محافظة الذات على الاستقلال والحرية.عالم الفقيه مغلق نهائي غير قابل للتغيرأو التحديث، مع الفقيه مجموعه اقفال.أما عالم المفكر مجموعة مفاتيح تخرجك من كهف منغلق الى فضاء رحب ،لا يؤمن بالحقائق المطلقة عالم نسبي بكل شي . أنت مع الفقيه تكون تحت عباءته المحكمة لن يسمح لك أن ترى إلا بمقدار ما تسمح به خيوط عباءته . أما المفكر يضلك بعرائه وهوامله، ليتيح لك ان تكتشف العالم بقدر خيوط الشمس واضعاً لك مسارات غير محددة في هذا العالم ،لتكون هذه المسارات شمسك الخاصة أو قنديلك الذي تبحث به عن حقيقة وجودك وافكارك كما فعل الفيلسوف ديوجين بقنديله باحثاعن انسانه .يبطل عمل المفكر حين تكون له عباءة تغلف اصدقائه ،يتعززعمل الفقيه حين تكون له عباءة تنص عليه وتنص على مقلديه وأتباعه .مع الفقيه العقل في مسار النص، مع المفكر العقل في مسار الشمس . بعدهذه الخصائص للعلاقة الشائكة بين الفقيه والمفكر ننتقل الى الدور الاكبر الذي يدعيه الفقيه، مع الفقيه أنت مع الله لأنه وراث الله عن الامام وخليفته هو ولي الله وبأسم الله ولايته يرث من ذلك القيادة والاتباع والتسليم ،حيث علاقته مع الناس انهم مجموعه من الموالين يوالون الله ورسوله بولاية الفقية واتباعه .حيث ينصاع الموالي لأمر مولاه كي يحقق انقياده التام لخالقه وبذلك يضمن له الجنه ،الفقيه لا يمنحك الجنة إلا بالولاء المطلق فقط . الفقيه يؤسس لمجتمع الموالين المؤمنين الذين تجمعهم رابطة الولاء العقدي. مجتمع الفقيه هم جماعته لذلك أمر الفقيه لا يمكن ان يتجاوز حدود جماعته، مع عدم القدرة على التعامل مع الجماعات الاخرى المتعددة والمتنوعه في المجتمع الواحد على قدر المساواة .الولاية جامع الجماعه لا المجتمع .مع المفكر انت مع الانسان في تعدده واختلافه وتنوعه ليس هنالك علاقة ولاء ولا قرابه تربطك او تشرع لك أو تمنحك شرعية القول .مع المفكر نحن في مجتمع الاصدقاء لا الاخوة ،اي الاصدقاء المختلفين بكل شي ،لا الاخوة المتماهين بكل شي .في مجتمع الفقهاء الاختلاف يعني القتل .في مجتمع المفكرين الاختلاف يعني الحياة ،لذلك ما قتل مفكر إلا بفتوى فقيه .وما قتل فقيه إلا بفتوى فقية اخر وما أحرقت مكتبة إلا بفتوى فقية .لكن لم يقتل فقيه أو تحرق كتبه برأي مفكر ,الفقيه باب على الموت وما بعد الموت .المفكر باب على الحياة بجمالها وسحرها .العلاقة الشائكة بين الفقيه ودوره والمفكر ِووعيه تحتم علينا أن نتسائل هل يمكن أن تكون علاقتنا بالفقيه علاقة صداقة كما هي علاقتنا بالمفكر علاقة صديق .علينا أن نختار بين ان نمشي خلف الفقيه عبيداً ، أو احرار مع المفكر .
ومضة:

ما يدير العالم ليس الفكر , أو الخيال , ما يديره هو الرأي.

إليزابيث درو

أحدث المقالات