كان ألامام علي يذم أختلاف العلماء في الفتيا كما ذكر ذلك القاضي النعمان في ” دعائم ألاسلام ” ص 93 حيث يقول :-
” ترد على أحدهم القضية في حكم من ألاحكام , فيحكم فيها برأيه ثم ترد تلك القضية بعينها على غيره , فيحكم فيها بخلافه , ثم يجتمع القضاة بذلك عند ألامام الذي أستقضاهم فيصوب أراءهم جميعا , وألههم واحد , ونبيهم واحد , وكتابهم واحد , أفأمرهم الله تعالى بألاختلاف فأطاعوه ؟ أم نهاهم عنه فعصوه ؟ أم أنزل الله دينا ناقصا فأستعان بهم على أتمامه ؟ أم كانوا شركاء الله له ؟ فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى ؟ أم أنزل الله سبحانه دينا تاما فقصر رسول الله صلى الله عليه وأله عن تبليغه وأدائه والله سبحانه يقول ” مافرطنا في الكتاب من شيئ ” – سورة ألانعام -38- وقال ” تبيانا لكل شيئ ” –سورة النحل – 89- وذكر أن الكتاب يصدق بعضه بعضا , وأنه لاأختلاف فيه فقال سبحانه :” ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه أختلافا كثيرا ” –سورة النساء – 82- وأن القرأن ظاهره أنيق , وباطنه عميق , لاتفنى عجائبه , ولا تنقضي غرائبه , ولا تكشف الظلمات ألا به – نهج البلاغة – ج1 ص 54-
تتكاثر الفتيا اليوم في العراق وفي العالم ألاسلامي , وتتكاثر معها مشاكلنا فلماذا ؟
والفتيا وجدت لحل الخلاف وتيسير ألانصاف لتتأخى ألافراد وألاحلاف وتتوحد جهودهم في نهاية المطاف ؟
فهل المشكلة فينا أم في الفتيا ؟
أم في ألاثنين معا ؟
أما الفتيا : فأين هي من مشاهد ذبح الناس بالمنشار الكهربائي كما وزعت صور الفيديو ألاخيرة لرجل يقوم بقطع رؤوس أثنين من الرجال الذين وضعت ألاغلال في أيديهم وقام رجل يحمل منشارا كهربائيا يستعمل لقطع ألاشجار ولكن هذا الرجل الذي ينتمي للجماعات المسلحة في سورية والتي تضع لنفسها كثيرا من ألاسماء ألاسلامية عنوانا للجهاد ” أن هي ألا كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ الى يوم يبعثون ” وكيف يستشهد أحد المفتين وهو يوجه المتظاهرين في ألانبار بأحداث سورية التي تقطع فيها رؤوس الناس بالمناشير الكهربائية بعد أن أصبحت السكاكين غير قادرة على أنجاز هذا العمل البشع لكثرة المطلوبين لقطع الرؤوس , ويبدو أن صاحب الفتيا يحلو له تحميل ألاحداث في سورية على طريقة قنوات الفتنة والتحريض فما أبقى للفتيا من براءة .
وأما مايخص الناس وألافراد , فيكفي أن مجلس نوابهم لايقوى على كلمة سواء , ووزرائهم لايؤثر فيهم للوطن رجاء ولا للحق نداء فهم مختلفون ماعسعس ليل وشق ضياء ؟
أهوائهم متفرقة وأمانيهم متشرنقة ونزاعاتهم متخندقة يكيلون بمكيالين تباينت عندهم ألاوزان وتشرذمت عندهم ألاقران وتخاصمت فيهم الخلان وعلت وجوههم ألاحزان ؟
هؤلاء هم فرحة الشيطان وجمهرة العميان ووحشة المكان وهروب الزمان وعدم معرفة حركة الحدثان ؟
وقوم فيهم المفتي مجامل , والمسؤول متحامل , والرعية لاتعرف ألانصاف والتساهل والغني مقتروبخيل , والفقير غير صبور ولا قنوع , والنساء لاترعوي بالعفة والحياء والزوار والحجاج لايحترمون الزاد والمعاد , فتلك أمة ينتظرها ما أصاب ثمود وعاد والكون الطائع لايكترث بأصحاب العناد , وقد خاب من خرج من صف العباد ؟
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]