خاص : ترجمة – محمد بناية :
بلدان؛ وقوتان إقليميتان.. لكن بسيناريوهات مختلفة. إذ يقوم حالياً “محمد بن سلمان”، ولي العهد السعودي، بجولة خارجية غربية بشكل كامل شكلت “أميركا وفرنسا وإسبانيا”.
جولة “بن سلمان” المكوكية..
بدأ “بن سلمان” جولته بزيارة الولايات المتحدة الأميركية؛ ولقاء “ترامب”، وسلمه رسالة تهنئة وشكر، كما زار شركة “لاكهيد مارتين” بغرض نقل تكنولوجيا صناعة الأقمار الصناعية إلى المملكة العربية السعودية. ثم غادرها متوجهاً إلى “فرنسا” للقاء، “إيمانويل ماكرون”؛ كما التقى عدد من المسؤولين الفرنسيين بهدف تقوية العلاقات الثنائية بين الرياض وباريس، ومناقشة القضايا المشتركة بين البلدين.
ثم توجه إلى “إسبانيا”؛ كما الجدول المقرر، ووقع اتفاقية شراء خمس سفن حربية بقيمة 2 مليار يورو، فضلاً عن عدد من الاتفاقيات الثنائية.
وبالتالي كانت مسألة جذب الاستثمارات؛ أهم أولويات “بن سلمان” من الجولة في “فرنسا وإسبانيا”، كما تقول صحيفة (الشمس) الإيرانية؛ المحسوبة على التيار الإصلاحي.
يقولون إن السعودية بصدد إبتزاز العالم؛ علها تستطيع بهذه الطريقة جذب حلفاء “إيران” السابقين.
“ظريف”.. في إتجاه معاكس..
في المقابل يقوم، “محمد جواد ظريف”، وزير الخارجية الإيرانية، بجولة مختلفة تماماً.. لم يشارك “ظريف” في اجتماعات “كديفوس”، إذ كان من المقرر أن يتراجع عن اهتمامه السابق بالأوربيين بناء على توصيات جهات عليا خارج وزارة الخارجية.
لم يطرح موضوع الاتفاق النووي، والآن يقوم بجولة شملت عدداً من الدول في إفريقيا وأميركا اللاتينية. وكان قد إستبق هذه الجولة بزيارة إلى “نخغوان وباكو وتركيا”.
في حين افتتح جولته إلى إفريقيا وأميريكا اللاتينية بزيارة “السنغال”، على أن يتوجه بعدها إلى “البرازيل” و”الأروغواي وناميبيا”.
تلك الجولة، (وبخاصة في أميركا اللاتينية)، تعيد إلى الأذهان عهد “أحمدي نجاد”.
من ثم يتسائل البعض عن أسباب زيارات “بن سلمان” و”ظريف” الخارجية.
المال والإصلاح..
يؤكد “داوود هرمیــداس باوند”، أستاذ القانون الدولي، أن المملكة بصدد إجراء تعديلات على علاقاتها الخارجية؛ كما الحال بالنسبة لسياساتها الدخلية، ويقول لصحيفة (الشمس): “لا يجب أن نتجاهل ببساطة الاستثمارات السعودية بقيمة 500 مليار دولار في الولايات المتحدة الأميركية. وتعسى السعودية بالأموال إلى إجتذاب الدول التي لديها احتياجات اقتصادية؛ بالتوازي مع إجراء تعديلات في الداخل السعودي. والبديهي أن رؤيتا الإصلاح الداخلي وتوقيع اتفاقيات سلاح مع الدول الأوروبية وأميركا يدفع هذه الدول بإتجاه السعوديين أكثر من ذي قبل.. كذلك نجحت السعودية في حشد القوة الأميركية لحماية المصالح السعودية، وهي تسعى، (بعد دفع تكلفة بقاء القوات الأميركية في سوريا)، للتقرب إلى فرنسا وبريطانيا؛ اللتان أنشأتا مؤخراً قواعد عسكرية في المنطقة.. وطبيعي أن تسعى الدبلوماسية السعودية نوعاً ما إلى الاستفادة من دعم هذه الدول ضد إيران. ويسعى السعوديون مع الأخذ في الاعتبار للإعلان البريطاني – الفرنسي، قبل فترة، بشأن التماهي مع ترامب، إلى الاستفادة القصوى من الضغوط المفروضة على إيران”.
ما هي أهداف “ظريف” ؟
حول أسباب إتجاه “ظريف” صوب “البرازيل” ودول أميركا اللاتينية؛ وكذلك الدول الإفريقية، يقول “داوود هرمیــداس باوند”: “ظريف يعي التغييرات التي طرأت على الموقف من إيران، ويسعى إلى تبني سياسات جديدة. وهو يعتقد أن استمرار سياسات الاتفاق النووي أو التغييرات التي تشهدها المنطقة، قد يتمخض عن مجالات جديدة في السياسة الخارجية لإيران… وبعض هذه السياسات له سابقة كما حدث في عهد أحمدي نجاد، الذي سعى إلى مد جسور العلاقات مع دول أميركا اللاتينية. لكني أستبعد أن يحقق مسار الدبلوماسية الصعب أي نتائج من خلال الإرتباط مع تلكم الدول.. فإذا دخلت العقوبات الأميركية حيز التنفيذ، فسوف تتضاعف العقوبات الأحادية ومن الطبيعي أن تتخوف شركات الاستثمارات الأجنبية من العمل في إيران بسبب هذه العقوبات”.
ويؤكد أستاذ القانون الدولي على أن “ظريف” يسعى إلى تقوية العلاقات مع الدول الأخرى أكثر من ذي قبل؛ عله يتمكن من تعويض الخسائر المستقبلية المحتملة. لكن هل تنجح هذه العلاقات في تعويض الخسائر المستقبلية المحتملة ؟.. طبيعي أن دول مثل “فنزويلا” تواجه مشاكل داخلية، لكن دولة كـ”البرازيل” جديرة بالاهتمام.
ومن المنظور التجاري؛ يجب الاعتراف أنه من الطبيعي أن الإدارة الأميركية حال تطبيق عقوبات أحادية على إيران، فسوف تكون دول مثل “البرازيل” مجبرة، في بعض الحالات، على رعاية العقوبات الأميركي، وهذا بالتالي لن يصب بالتالي في مصلحة إيران.