حينما ترتدي المرأة غطاء على رأسها او وجهها ، لقناعتها الطوعية بحاجتها للحجاب او النقاب كما في ظروف خاصة كأن تكون مثلا تعاني من مشكلة جمالية او صحية في رأسها او شعرها او وجهها ، فتلك هي حرية شخصية ، لا يحق لأي انسان التدخل أو الاعتراض عليها ، بل ويصبح من الارهاب ، ومن مصادرة ابسط حقوق الانسان اذا ما اعاق أحد هذه المرأة من ابسط حقوقها الانسانية .
وحينما ترتدي المرأة غطاء على رأسها او وجهها ، لقناعتها الطوعية بحاجتها للحجاب او النقاب لظروف خاصة نظرا لانها مثلا تعاني من قساوة البرد في موسم شتاء ، فلا يحق لأي انسان التدخل أو الاعتراض على هذه الحرية الشخصية ، بل ويصبح من الارهاب ، ومن مصادرة ابسط حقوق الانسان اذا ما اعاق أحد هذه المرأة من ابسط حقوقها الانسانية .
وكذا حينما ترتدي المرأة غطاء يخفي شعرها او وجهها وهي تبتغي التخفي لمناسبة او احتفالية خاصة مثلا ، فتلك حرية شخصية لا يحق لأي أحد كان التدخل او الاعتراض عليها ، بل ويصبح من الارهاب ، ومن مصادرة ابسط حقوق الانسان اذا ما اعاق أحد هذه المرأة من ابسط حقوقها الانسانية .
وكذا حينما تقوم المرأة بارتداء حجابها او نقابها فقط في داخل بيتها بعد عودتها الى اليه بعد قضاء حاجاتها سواءا في السوق او المدرسة او العمل نتيجة قناعتها الدينية بضرورة قيامها باداء مناسك الصلاة في البيت بالصورة المثلى لانها تعتقد بانها ستكون بعلاقة وتواصل مباشر مع الاهها ، فتلك حرية شخصية لا يحق لأي أحد كان التدخل او الاعتراض عليها ، بل ويصبح من الارهاب ، ومن مصادرة ابسط حقوق الانسان اذا ما اعاق أحد هذه المرأة من ابسط حقوقها الانسانية .
وكذا مثلا ، حينما ترتدي المرأة غطاء يخفي شعرها أو وجهها خارج بيتها نتيجة اقتناع تلك المرأة بضرورة اخفاء وجهها وشعرها الجميل عن الجنس الآخر لاقتناعها بأحتمال الحصول الاعتداء عليها او التحرش الجنسي بها من قبل أغلبية رجال مجتمعها نظرا لكونهم رجالا مرضى يعانون من امراض وتبعات الكبت الجنسي ، اضافة الى عدم وجود سلطة وقوانين ورجال شرطة وأمن تضمن عدم حصول مثل تلك التحرشات والاعنداءات الجنسية عليها ، فتلك ضرورة وأرادة وحرية شخصية للمرأة لا يحق لأحد الاعتراض عليها ، بل ويصبح من الارهاب ومن مصادرة ابسط حقوق الانسان اذا ما اعاق أحد هذه المرأة من ابسط حقوقها الانسانية .
لكن الأمر يكون مختلفا تماما ، حينما يقوم الآخرون بـ ( اجبار ) تلك المرأة على خلع او لبس الحجاب والنقاب لأسباب دينية ( تحت شعار التقيّد بالشريعة او السنة النبوية ) دون حصول قناعة شخصية للمرأة بذلك ، حيث يكون مثل هذا ( الاجبار ) للمرأة مصادرة او انتقاصا ارهابيا لحقوقها كأنسان .
وبالمناسبة ، تُجْمِع جميع الكتب والمراجع الدينية الاسلامية المعتمدة وبشكل لا لبس فيه كيف ان أحد الخلفاء ( الراشدين ) ضرب أحدى النساء الأماء لأنها كانت ( متقنعة ) ، قائلا لها :
أكشفي رأسك ولا تتشبهي بالحرائر !! .
نقول ان الخليفة ( الراشد ) ارتكب جرائم عديدة ضد الانسانية في تصرفه هذا :
الجريمة الاولى تتمثل في ضرْب واجبار أمرأة على خلع نقابها بينما ان ذلك هو من حريتها الشخصية ، والجريمة الثانية تتمثل في قيام هذا الخليفة بالتمييز بين أمرأة وآخرى حسب ما تؤمن به تلك الأمرأتين من امور غيبية ، فالخيفة يحتقر ويرهب المرأة الاولى باجبارها على خلع نقابها اضافة الى قيامه بالاعتداء الجنسي عليها واغتصابها وتشغيلها خادمة له او بيعها لغيره كأي سلعة مادية بعد قتل زوجها او اخيها بسبب كونهم كفرة لا يؤمنون بدين الخليفة ، بينما يعتبر هذا الخليفة ( الراشد ) ان زوجاته هن افضل من تلك المرأة فقط لانهن يؤمنون بدينه الجديد .
اما الجريمة الثالثة لهذا الخليفة ( الراشد جدا !! ) فهي تخص الاعتداء على الحرية الشخصية لزوجاته وبناته وكذا زوجات وبنات بقية المسلمين ، حيث اجبرهم على لبس الحجاب او النقاب حتى وان كنّ غير مقتنعات بلبسه .
وبمناسبة ما تناقلته وسائل الاعلام في هذه الاعوام عن عودة تزايد حالات جريمة ختان الاطفال الاناث في شمال العراق مع استمرار جريمة تنفيذ الختان الاجباري على الاطفال الذكور في المجتمعات الاسلامية :
نقول تأثرَ المجتمع البدوي العربي قبل ما يقارب 1400 جدا بما كان محاطا به من مجتمعات من ذوي الاديان الاخرى في الجزيرة العربية ، مثل المجتمعات اليهودية وغيرها ، حيث اقتبس المسلمون عادة ختان الذكور والاناث ، تلك العادة التي كانت منتشرة في تلك الحقبة الزمنية التي كان فيها ( الذكور) يسطون على حقوق الاناث بشكل سافر .
فالطفل الذكر في المجتمعات الاسلامية ما يزال ليومنا هذا يُعْتدى عليه من قبل ذويه وذلك بقطع جزء من جسمه من خلال الختان الاجباري له دون وعي ذلك الطفل او رغبته ، املا في ان تزداد شهوته ومتعته اثناء الممارسة الجنسية اثناء البلوغ ، بينما لا يحتاج الانسان طبيا او صحيا بشكل عام الى اي عملية ختان الا في حالات مَرَضية محدودة جدا يقررها الاطباء المختصون ، وقد تكون نسبة وخطورة تلك الحالات المرضية في الجهاز التناسلي اقل بكثير من نسبة وخطورة الحالات المَرَضية المتوقعة في ( الزائدة الدودية ) مثلا عند كل انسان والتي تتطلب عمليات جراحية كبرى وربما تؤدي في بعض الحالات الى الوفاة المباشرة عند التأخر عن معالجتها خلال ساعات محدودة جدا ، لكن ذلك لا يعني ابدا صحة ختان او قص الزائدة الدودية لكل طفل تفاديا لاحتمال تعرضه للموت بسبب احتمال ألتهاب وانفجار تلك الزائدة الدودية ( رغم انه كانت هناك قبل عقود من الزمن تجمعات بشرية في مناطق من الهند تمارس جريمة اوعادة استئصال الزائدة الدودية للطفل ) ، كما نشير الى ان قص اللوزتين الدائمتي الالتهاب في حنجرة الانسان مثلا له العديد من الفوائد الصحية والطبية ، لكنه بنفس الوقت فان وجود لوزتين لا تعاني من اعراض مرضية متكررة له فوائد مضاعفة لجسم الانسان .
هذا من ناحية ، اما من اناحية اخرى فان المسلمون تطبعوا بعادة ختان الاناث وذلك بهدف كبح الشهوة الجنسية عند الاناث مقابل زيادة تلك الشهوة لدى الذكور . وهكذا حول المسلمون العرب هذه العادة السيئة الى سنّة نبوية ما زالوا يتقيدون ويسيوؤن بها على اطفالهم لحد اللحظة ، بينما تمكنت المجتمعات الاخرى بعد فترة وجيزة من التحضّر من تخليص نفسها من هذه العادة او الممارسات اللاصحية واللانسانية .
نعود ثانية الى موضوعنا الاساسي عن الحجاب والنقاب ونقول :
في تاريخنا الحديث ، نلاحظ ان المرأة في المجتمعات الشرقية الاسلامية تترك عادة لبس الحجاب او النقاب حال انحسار تأثير القوى الدينية بوجود الاستقرار النسبي اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا ومع ما يرافق ذلك من ظروف عدم التضييق على الحقوق الخاصة للانسان بما فيها حق التصرف بطاقته الجنسية بحرية وبشكل لا يجبر او يؤذي به الاخرين ، لكن تأثير القوى الدينية في المجتمعات الاسلامية ينشط حال تفشي ظروف الدكتاتوريات والفقر والحروب ، حيث تنشط تلك القوى الدينية الاسلامية مُسْتَغِلة ظروف الفقر والتخلف لتضع نفسها بديلا دكتاتوريا عن الدكتاتوريات السياسية ، وتستند تلك القوى الاسلامية الى استعمال افيون اللجوء الى الغيب في أمل معالجة الظروف السيئة ، ومن معالم ذلك الافيون هو فرض لبْس الحجاب والنقاب على النساء ، بدعوى ارضاء الله بالحفاظ على المرأة من شرور الجنس الآخر المتعطش للاعتداء على الاناث.
ان تركيز القادة الدينيين الاسلاميين على موضوع الجنس نابع من خلفيات كونه الموضوع الاكثر اهمية في حياتهم البدوية سابقا ، حيث كان المسلمون الاوائل يقومون بغزو او ( فتح ) المجتمعات والشعوب المجاورة لهم ، حيث كان المقاتل المسلم يستقتل من اجل قَتْل اكبر كمية من رجال تلك الشعوب من اجل الظفر باكبر كمية اموال واكبر عدد من نساء واطفال ، حيث ان من حق هذا المقاتل المسلم ان يمتلك تلك النساء ومهما بلغ عددهن ، وان يبع ويشتري بهن ، وان يغتصبهن ساعة ما يشاء اثناء عملهن كخادمات لديه ، وكل ذلك وفق ايات قرآنية وسنة نبوية واضحة لا التباس عليها بين كل الطوائف الاسلامية ، وهي صالحة لكل زمان ومكان حسب رأينا كمسلمين ، ومن هنا ترى ان القادة الدينيين الاسلاميين يركزون على اخفاء نساءهم خلف حجاب او قناع تحسبا او خوفا من يوم يتمكن به عدو من غزوهم او الانتصار عليهم ، حيث كان البدو المسلمون يعتقدون ان بقية المجتمعات اللاسلامية سوف تتصرف معهم بنفس الطريقة اذا ما انتصروا على المسلمين .
باختصار شديد ، يمكن لاي انسان الان ان يستدل على مديات التطور العلمي والاقتصادي والفكري الحقيقي وكذا ومديات حرية الفكر وحرية التعبير في اي مجتمع اسلامي من خلال معرفة نسبة فرض الحجاب او النقاب في ذلك المجتمع ، فبأزياد مؤشرات العمل والعلم وحرية التعبير في اي مجتمع اسلامي تنخفض نسبة المحجبات والمنقبات في تلك المجتمعات ، وهذا يعني بالنتيجة البديهية ان نسبة المحجبات والمنقبات تزداد بشكل يتناسب مع ازدياد اوضاع الضغط الناتج عن التخلف في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومع ازدياد اوضاع خنق حرية الفكر وحرية التعبير .
ان هذه المعادلة تشير الى حجم الارهاب الذي تتعرض به أناث المجتمعات الاسلامية في شتى مجالات الحياة اليومية وليكون فَرْض الحجاب او النقاب عليهن هو واحد من مؤشرات ذلك الارهاب ، تماما مثلما تدل الحمى احيانا عن مرض يدب في جسم الانسان .
الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين اضطر في آخر سنين ضعفه بعد غزو الكويت عام 1991 الى اللجوء الى استخدام ( أفيون الدين ) لتخدير العراقيين من آلام الحروب وما تخلفه من فساد في شتى مجالات الحياة ، فلجأ الى تكثيف البرامج الدينية في الاعلام والى تدريس القرآن لمنتسبي حزبه ، وكانت النتيجة ازدياد اعداد المحجبات العراقيات الى نسبة عالية جدا بعد ان كانت عادة ( التحجب ) بين اناث العراق شبه منقرضة طيلة أكثر من خمسة او ستة عقود .
قد يتسأل أحد بالقول ، وماذا عن الاناث التي تتحجب بأرادتها وهي تعيش في اوضاع جيدة ، كأن تكون أمرأة اماراتية تعيش في بلدها ، او امرأة سورية تعيش في امريكا ، فنقول ان ذلك هو اختيارها الديني للحجاب ، وذلك هو حريتها الشخصية وليس من حق أحد الاعتراض ، ولكن من حقنا نحن كمثقفين مسلمين ومن خلال تخالطنا مع امثال هؤلاء النساء ، ان نبين كما يلي :
قد تجد محجبة تصلي وتصوم وتحج ، وتتعامل بشكل عام مع بقية افراد المجتمع الذي تعيش فيه بدون تمييز على اساس ديني ، لكن أغلب هؤلاء النساء لا يعرفن الكثير والكثير من نصوص واهداف ومعاني وتفاسير الآيات القرآنية ، وهنّ غير مُطّلعات على الكثير من تفاصيل السنة النبوية وكذا تفاصيل الكثير من كتب المراجع الدينية الاسلامية السنية منها او الشعية ، الا بالقدر الذي سمح به القادة الدينيون الاسلاميون والاعلام الاسلامي ، وهنّ لا يُخضن في نقاشات دينية ، بل انهن يتجنبن تلك النقاشات ، وهؤلاء الاناث ( وكذا الكثير من الرجال المسلمين ) مشبعات بثقاقة عامة من خلال الاسرة او المدرسة او العمل او الاعلام الاسلامي ، خلاصتها بان المسلم هو صاحب افضل دين بالعالم وان الاسلام هو دين مساواة وتسامح وسلام وانتهى الموضوع .
هؤلاء النساء المحجبات وضعهن يجري في اتجاهات معدودة محددة :
ان تبقى تلك المرأة المسلمة المحجة طوال حياتها على هذا الوضع من التحجب والتدين والتنصل عن اي نقاش او ثقافة تكشف سلبيات الشريعة الاسلامية ، فهي تعرف فقط ان الاسلام هو دين سلام وانه طريقها للجنة ، لكن هذه المسكينة ستكون ضحية عندما يراها ويتحذر منها الاخرون من كل سكان الارض الذين قد لا يتوقعون ان هذه الامرأة الملتزمة بالاسلام ليست على دراية بما تحمله خيمة حجابها او نقابها من مباديء القرآن والسنة التي تأمر المسلم بسب وشتم ولعن وتهديد وقتل كل من لا يؤمن بالله ومحمد ، وفق آيات صالحة لكل زمان ومكان !!
الا تبا لـ ( الله ) فاشي ومجرم وذو عقل صغير يأمر الانسان بقتل اخيه انسان آخر بسببه !
أو أن تَطّلع تلك المسلمة المحجبة بتعقل على كامل آيات وتفاصيل وتفاسير القرآن وكتب السيرة النبوية من عدة مصادر اسلامية ، وحين ذاك ستعرف الكثير مما لم تعرفه الان عن الكثير من آيات القرآن ومضامين التفاسير والفقه ، فمثلا ستجد بان الاسلام يمنع المسلم من التفكير والاختيار ، فهو سيُقتل اذا ما فكر بترك الاسلام مثلا، وهذا ما لا تجده الا في مناهج الدكتاتوريات والفاشية ، كما ان الاسلام يميز بين البشر بسبب الدين ، فمثلا هي نفسها كأمرأة مسلمة ممنوعة من الزواج بصاحب اي دين آخر في العالم ، حتى وان كانت تحبه وهو يحبها ، كما ستعرف بان الله منتقم ماكر ( بل هو خير الماكرين ) ، وان الله مثلا يدعو الى التسامح والى السلم ولكن ذلك يكون فقط عندما يكون فيها المسلم في وضع الضعف ، أما حينما يكون المسلم في وضع القوي فعليه قتل كل من لا يؤمن بالاسلام بلا تردد حيث ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله والرسول ) و ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ) ! وفي افضل الاحوال فان المسلم يجب ان يهين ويستصغر ذوي الديانات الاخرى مع قيامه باستيفاء الفلوس منهم ثمنا لعدم قتلهم !!
نعم ، ستكتشف هذه المرأة المحجبة ، باننا الدين الوحيد في العالم الذين يهدد ويتوعد ويسب ويلعن يوميا وبصلوات علنية كل سكان الارض ، ورغم ذلك نقول ان كل سكان الارض يحاربونا !!
نعم ستكتشف هذه المسلمة المحجبة ان كل الاديان الاخرى في العالم اعترفوا بأغلب النقاط السوداء في فحوى كتب وادبيات وارث وتاريخ دياناتهم ، واعلنوا بجرأة وصراحة ان ما حصل كان وليد ساعته ، وانه ليس من الصحيح تبني تلك النقاط السوداء ، بينما ما زلنا نحن المسلمون نرى كل النقاط السوداء سواءا اكانت في القرآن او في السنة النبوية وكأنها هي دليل عملنا وحياتنا للحاضر والمستقبل ، بل اننا نقتل كل مسلم او غير مسلم يعبر عن رأيه المناهض لهذه النقاط السوداء .
هذه المحجبة ستجد بان التاريخ الذي نتفاخر به ما هو الا كتلة كبيرة سوداء من مصادرة حقوق الانسان ومن فرض الافكار بقوة السيف الى درجة ان هذا السيف ما زال لحد اللحظة يقطع رأس كل مسلم او غير مسلم يعبر عن آرائه او فكره عن انعدام الحرية وحقوق الانسان في كثير من ايات القران والسنة النبوية ، حيث ما زال سيف القادة الاسلاميين يقطع رأس كل مسلم يدعو الى الغاء او ايقاف العمل بالايات القرآنية والسنة التي تهدد بقية سكان الارض بالقتل اذا لم يؤمنوا بمحمد .
ما زال سيف القادة الاسلاميين يقطع رأس كل مسلم او غير مسلم يدعو الى الغاء او ايقاف العمل بالايات التي تدعو الى قتل المسلم الذي قد يفكر ويختار دينا آخر .
كل القادة الدينين المسلمين يتحدثون بالاعلام عن ان الاسلام دين حرية وسلام وعدل ومساواة ، وان المنظمات الاسلامية الارهابية كالقاعدة وداعش وبوكو حرام مثلا لا تمثل الاسلام ، لكن هؤلاء القادة الاسلاميين يرفضون الغاء او ايقاف العمل بالايات القرانية الواضحة التي تسب وتلعن وتهدد يوميا كل سكان الارض بما فيهم المسلم اذا تجرأ وانتقد دينه ، نعم مازال هؤلاء القادة الاسلاميين يرفضون الغاء او ايقاف العمل بالايات التي تستند عليها جميع المنظمات الاسلامية الارهابية في اعمالها الارهابية ضد كل بشر الارض ورغم كل ذلك يناقض القادة الدينيون الاسلاميون انفسهم بالقول ان هذه المنظمات الاسلامية لا تمثل الاسلام !!
ستكتشف هذه المسلمة المحجبة ، بان كل الدول التي احتلها الغزاة المسلمون بطمع سرقة الاراضي والاموال واغتصاب النساء تحت شعار نشر الاسلام ، ماتت الحضارة بها من يوم دخول الاسلام لتلك الدول ولحد يومنا هذا ، فحضارة الرافدين ماتت ، وحضارة فارس ماتت ، وحضارة الفراعنة ماتت.
نعم ستجد هذه المرأة المحجبة ، بانها لو نظرت الى نفسها من الجانب الآخر ، اي من جانب رأي الاخرين بها ، فانها ربما سترى نفسها بانها صاحبة اسوء ديانة تضر نفسها وتضر بقية سكان العالم .
نعم ، ستجد هذه المحجبة من الجانب الاخر ، بان الغالبية العظمى من بشر الارض لا يهمها ابدا الان ان تكون هذه الامرأة محجبة ام غير محجبة ، فذلك هو حرية شخصية ، كما ان الغالبية العظمى من بشر الارض لا يهمها ابدا الان ان تؤمن تلك المحجبة بهذا الدين او ذاك ، ولكن المهم عند اغلب بشر الارض هو ان لا تكون تلك المرأة تحمل في تفاصيل دينها استصغارا للاخرين وتهديدا ووعيدا بقتلهم حال التمكن من ذلك .
ستكتشف هذه المحجبة بان اغلب بشر الارض سيضطرون الى عدم اعتبار حجاب او نقاب المرأة المسلمة تحديدا حرية شخصية ، لان حجاب او نقاب المسلمة هو دلالة او شعار او راية تُشخص وتؤكد ان ذلك الحجاب او النقاب الذي ترتديه هذه المرأة المسلمة هو خيمة تأوي وتؤيد وتتبنى افكارا ارهابية بدوية صنعت قبل ما يقارب 1400 عاما ، افكارا تعادي وترهب اغلبية سكان الارض غير المؤمنين بالله وبمحمد حال التمكن من ذلك .
نعم ان الحجاب او النقاب الاسلامي هو هوية لأمرأة تقوم في صلواتها ولعدة مرات في اليوم الواحد بِسَبْ ولَعن وتهديد واحتقار كل اللادينيين وذوي الديانات الاخرى ، وكذا تهديد او قتل كل مسلم يترك او ينتقد الاسلام ، وذلك ما هو ليس بحرية شخصية ابدا ، وانما هو شروع بارهاب الاخرين ، وعدوان على كل سكان الارض وبضمنهم المسلمين انفسهم .
وازاء هذه الاوضاع فان هذه المرأة المحجة ذات القدر الادنى من التعقل ستجد نفسها امام طريق رفض الحجاب او النقاب والتوجه اما لديانة اخرى او عدم اتباع اي ديانة اخرى ، او على الاقل تبقى تسمي نفسها مسلمة ولكنها تنشط مع كل المثقفين المسلمين امثالنا من الداعين الى الغاء او ايقاف العمل بالايات القرانية التي تسب وتلعن وتهدد بقية اديان وسكان العالم ، وكذا الغاء او ايقاف العمل بكل تشريع اسلامي يحاسب المسلم اذا ما ترك او انتقد اي تشريع او اية قرانية او سنة نبوية .
فنحن كمثقفون مسلمون نرى ان الارهاب له دين فعلا ، ودين الارهاب هو الدين الذي يعتقد بانه الدين الصحيح الوحيد الذي ينفذ أوامر وشريعة الله وان كل من يخالفه هو كافر يستحق الاذلال او القتل حتى لو كان مسلما .
ان تتبحر هذه الامرأة المحجبة بالثقافة التي يبثها القادة الدينيون الاسلاميون ، تلك الثقافة التى تمنع الانسان من التفكير ، وانما تحسر تفكيره فقط بالايمان الاعمى بكل فكرة قديمة جاهزة ذات محتوى فاشي ، ومختصرها ان الشريعة والسنة النبوية هي اوامر من الله ويجب تنفيذها حرفيا في كل زمان ومكان ، وان المسلمين هم الوحيدون الذين اختارهم الله لدخول الجنة بمغرياتها المعروفة من المسك والذهب والفضة والجنس والخمور والخدم وانهار المياه الصالحة للشرب ، وان كل انسان لا يؤمن بهذه الشريعة فهو يستحق القتل بأمر من الله ، وان المسلم الذين ينفذ عملية القتل هذه بحق الكفار فانه سيذهب الى الجنة بصورة مباشرة .
وهكذا توؤل نتيجة هذا التبحر في الشريعة الاسلامية بهذه الطريقة الاحادية الاتجاه ان تنتظم هذه الامرأة ( ومثلها في ذلك مثل اي رجل مماثل لها في اوضاع الدين ) بتنظيم ارهابي يطبق هذه الايات القرآنية والسنة النبوية على ارض الواقع ، وهذا ما حصل مثلا امام اعيننا في كل من العراق وسوريا خلال السنوات القليلة الماضية ، فالعديد من محافظات المنطقة الوسطى والشمالية من العراق سقطت بيد ( عصابات داعش الارهاربية المطبقة لاصول القرآن والسنة النبوية ) بسهولة ودون اي مقاومة تذكر من سكان تلك المناطق ، واستطاعت هذه العصابات الارهابية من حكم وادارة هذه المحافظات ذات المساحة الكبيرة والتي تقرب من نصف مساحة العراق ربما بفضل مساعدة وترحيب نسبة لا يستهان بها من اهالي هذه المناطق ، في حين كان سكان هذه المناطق وهي ذات اغلبية اسلامية تقاوم يوميا بشدة رهيبة وجود الجيش الامريكي ذو التقنيات والامكانيات العسكرية العالية ايام وجود الجيش الامريكي في العراق في الفترة ما بعد عام 2003 .
كما حصل فعلا ان اجانب من اصول اسلامية ومن الجيل الثالث انظموا لعصابات داعش الارهاب الاسلامية بعد ان ظن اولئك المسلمون الاجانب بان الوقت صار مناسبا لتطبيق الايات القرآنية والسنة النبوية الخاصة بلعن واستصغار واهانة واغتصاب و قتل كل من لا يؤمن برسول الله محمد طالما ان تلك الايات والسنة النبوية صالحة لكل زمان ومكان .
قادة مسلموا العالم بحاجة الى وقفة جدية ازاء تعاملهم مع المسلمين ومع سكان الارض ، فمسلموا العالم احرار في الايمان بكل ما يريدون ولكن دون ان يعتدوا أو يلعنوا أو يستصغروا أو يهددوا أو يقتلوا كل من لا يؤمن بما يؤمنون ، وتلك هي مسوؤلية القادة الدينيين المسلمين في سن وتبني قرآن جديد او في اضعف الايمان الاقرار الجماعي الواضح والصريح منهم بان آيات ارهاب المسلمين المعارضين وكذا ايات ارهاب بقية سكان الارض انما انزلت من الله لوقتها ولظرفها الخاص وانها لا تصلح ان تطبق من الان فصاعدا ..
فهل يا ترى هل سيتمكن القادة الاسلاميون من ارساء حجر التعايش السلمي المتكافيء مع كل سكان العالم وفي مقدمتهم عامة المسلمين انفسهم !
هل سيتمكن القادة المسلمون من جعل حجاب المرأة المسلمة هوية وراية وشعار يدل على الامان والتعايش مع الآخرين بدلا من ان يبقى مُعَرّفا لدى كل سكان الارض وكأنه خيمة تخفي بين طياتها قنابل موقوتة تحركها مباديء واهداف قتل وتهديد ووعيد وسب وشتم واذلال كل سكان الارض ممن لا يؤمنون بالله او ينتقدون محمد ، مثلما تخفي هذه الخيمة سيوف قتل او تهديد كل مسلم يفكر في معارضة كل اوامر لا انسانية في الشريعة الاسلامية والسنة النبوية ..
نأمل هذا ..