هناك من يتصورون بأن التحذير المستمر من التدخلات الايرانية في الانتخابات العراقيـ المنتظرة في أواسط أيار القادم، فيه شئ من المبالغة و التهويل، ولکن هذا البعض لايعلم بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية المتورط بتدخلاته في المنطقة و الذي يعاني أزمة خانقة بسبب نهجه التوسعي العدواني الشرير، هو بأمس الحاجة للعراقمن کل النواحي، لأنه وبقفدانه العراق کمنطقة نفوذ فإنه يصبح في مهب الريح، وهذا هو السر الاکبر وراء تمسکه بالعراق.
لايمکن لخطيب جمعة طهران المؤقت أحمد خاتمي المقرب و المحسوب على المرشد الاعلى للنظام أن يکذب عندما يعلن بأن نظامه الذي يعاني نصف شعبه من الفقر و المجاعة، قد منح احزاب التحالف الشيعي 100 مليون دولار لدعمها في الانتخابات القادمة! والانکى من ذلك إن خاتمي يعود ليؤکد على ماکان قد أعلنه سئ الصيت ولايتي عند زيارته المشبوهة للعراق عندما إستطرد قائلا في خطبته:” ايران لن تسمح بصعود دعاة الدولة المدنية والعلمانية وعودة البعث باسماء اخرى الى الحكم في العراق”، وکأن العراق لايملك رجالا و مسؤولين لإدارته و بحاجة لوصاية النظام الايراني الذي هو أساسا غارق في الفساد المالي!
لکن المثير للسخرية هو إن هذا الملا الذي يتخطى حدود الادب و اللياقة و يتجاهل السيادة الووطنية و الاستقلال للعراق عندما يضيف بمنتهى العنجهية الفارغة و الغطرسة:” العراق بالنسبة لايران خط احمر والخارطة السياسية فيه لاتتغيير حتى زعماء السنة المشاركين في العملية السياسية هم ايضا تحت امرتنا وأن ايران لن تترك العراق وسوريا لاصدقاء الدول العربية في مقدمتهم العربية السعودية.”، فهل هناك من بإمکانه بعد کل هذه التخرصات أن يدعي بأن النظام الايراني لايتربص سوءا بالانتخابات العراقية؟ وهل هناك من لايصدق ماکانت زعيمة المعارضة الايرانية، مريم رجوي، قد أکدته في عام 2004، من إن”نفوذ نظام الملالي في العراق أخطر مائة مرة من القنبلة الذرية”، فهاهو يکشف عن نواياه الشريرة و الخبيثة و من کونه يعتبر نفسه مسؤولا عن کل شاردة و واردة في العراق.
التحذير من الدور المشبوه لطهران و إمکانية ليس تدخلها بل وحتى تلاعبها غير العادي بنتائج الانتخابات و جعلها لصالح أهدافه و أجندته في العراق و المنطقة، أمر صار متوقعا الى حد بعيد خصوصا مع عدم وجود دور مضاد له و عدم ردعه من جانب دول المنطقة و العالم و تحذيره من مغبة ذلك، لکن ومع ذلك يبقى الدور الاهم على القوى الوطنية العراقية التي لابد لها من الانتباه الى هذا المخطط الخبيث و ضرورة إفشاله.