الإمام موسى بن جعفر سابع أئمة المسلمين بعد رسول الله (صلى الله عليه و آله) وأحد أعلام الهداية الربّانية في دنيا الإسلام وشمس من شموس المعرفة في دنيا البشرية التي لا زالت تشع نوراً وبهاءً في هذا الوجود. إنه من العترة الطاهرة الذين قرنهم الرسول الأعظم (صلى الله عليه و آله) بمحكم التنزيل وجعلهم قدوة لأولي الألباب وسفناً للنجاة وأمناً للعباد وأركاناً للبلاد. إنه من شجرة النبوة الباسقة والدوحة العلوية اليانعة ومحطّ علم الرسول وباب من أبواب الوحي والإيمان ومعدن من معادن علم الله.
لقد عُرِفَ “عليهِ السلام”بالكاظم الغيظ لشدّة حلمه وبالعابد والتقي وباب الحوائج إلى الله، ولم يستسلم لضغوط الحكّام العباسيين ولألوان تعسفهم من أجل تحجيم نشاطه الربّاني الذي كانت تفرضه عليه ظروف المرحلة صيانة للرسالة والدولة الإسلامية من الانهيار وتحقيقاً لهويّة الأمة ومحافظة على الجماعة الصالحة من التحديات المستمرّة والمتزايدة يوماً بعد يوم كانت هذهِ بعض من صفاته ولم يكن يمتلك المليشيات كما هو اليوم ممن يدعي الأصلاح والسير على نهجهِ” عليهِ السلام” وكل هذا وغيره بينه المرجع الديني السيد الصرخي الحسني قائلاً <<لم يكن سياسياً… بالسياسة الدنيوية ولم يكن قائداً عسكرياً كقادة الجهاز الحاكم الظالم ولم يكن مسؤولاً أو زعيماً لجناح مسلح… كعصابات السلب والنهب وسفك الدماء والإرهاب ولم يكن منتهزاً وصولياً عابداً للمناصب والواجهات… كالمنتفعين الوصوليين العملاء الاذلاء في كل زمان .>>
وختاماً بقي هذا الإمام العظيم ثابتاً مقاوماً على خط الرسالة والعقيدة لا تأخذه في الله لومة لائم حتى قضى نحبه مسموماً شهيداً محتسباً حياته مضحّياً بكل ما يملك في سبيل الله وإعلاءً لكلمة الله ودين جدّه المصطفى محمد (صلى الله عليه و آله)في الخامس والعشرين من رجب.