عندما ننظر الى المشهد السياسي العراقي في الوقت الراهن , نجد عام يمضي تلو الاخر دون تغيير في الواقع , وسنوات الازمات العراقية اكثر تدهوراً فهي مازالت تمتاز بالخداع والنفاق السياسي , والتجاوز على حقوق الموطنين والتلاعب في الرأي العام العراقي وتشتيت وحدة الصف القائمة بين اطياف الشعب من خلال خلق الخلافات الناتجة من تكرار هذه الازمات المتتالية وتفخيمها , وعلى الرغم من ذلك مازال الساسة بارعين في اكتشافاتهم الجديدة والمتطورة وهي صناعة الازمات العقيمة التي كسرت ظهر المواطن , و ما أن نخرج من ازمة كارثية نجد أنفسنا نتجه الى دوامة ازمة جديدة تجر البلاد الى المزيد من التعقيد السياسي بين الاطراف المختلفة فيما بينها المتصالحة مع مصالحها الشخصية التي تخدم الحزب او الكتلة التي ينتمي أليها هذا السياسي على حساب وحدة الصف العراقي متناسياً خدمة هذا الشعب الذي اعطى له الصلاحية من خلال منح صوته من خلال صناديق الاقتراع لرفع المظلومية عن كاهلهُ ليس لزيادة نسبة الخلافات الغير مجدية التي تخلق وضع طائفي لايخدم مصلحة البلاد , وعودته الى المربع الاول , وأن نتيجة هذه الخلافات لاتصب الى منفعة تخدم بها العملية السياسية القائمة حالياً , وإنما تخلق فتنة وانشقاقات تذهب بالواقع الدامي الذي يعيش فيه الشارع العراقي الى مطبات تزيد من اضطراب الوضع الذي نعيش فيه , وبهذا تقوم بزرع بلبلة تعرقل او تشغل الشعب والمترقبين وتبعدهم عن صلب الحقيقة وأشغالهم في ازمة محمصة وجاهزة لطرحها كقضية للنقاش لفترة زمنية معينة تشغل المواطن عن حل الازمة السابقة , وعلى اصحاب الازمات كفاكم حل قضاياكم بمعضلة تكسر ظهر الفقراء والمستضعفين ولا تزيدوا الامر تعقيدا فالشعب كان ينتظر منكم ان تجدون حل لمشاكله ولخدماته التي يعاني منها ليس لكي يكون مشاهد جيدا على المشاكل التي تصنعوها وتتصارعون من خلالها على المسرح السياسي لخدمة اجندات خارجية , وكفاكم من الازدواجية في مشروعكم السياسي وما تقومون فيه من صراعات تزعزع أمن واستقرار الوطن وتضعه في وادي مظلم مليء بالإخفاقات والمتاهات العصيبة , أما أن تكونوا على قدر المسؤولية او تعلنون اخفاقكم في ادارتكم للبلاد لان الكيل قد طفح من ماأفرزتهُ نتائج حلبات الصراع السياسي الحاصلة في مابينكم .