لم يتفق الشعب العراقي على تسمية يوم 9 / 4 بالرغم من مرورالذكرى الـ 15 على هذه المناسبة ، إلا أن هذه الذكرى لاتزال عالقة في أذهانهم الذين مازالوا يستذكرونها بآراء متضاربة، بين من يجدها ذكرى الخلاص من نظام دكتاتوري شمولي قمعي، وآخرين يعدونها احتلالا أجنبيا لم يجلب سوى الويلات والفوضى لبلدهم .
فعندما دخلت القوات الأميركية بغداد وأسقطت تمثال صدام حسين الشهير في ساحة الفردوس، توقع كثير من العراقيين أن يصبح العراق الولاية الأميركية الـ51 من حيث الكهرباء والماء وتطور البنى التحتية وقطاعات المال والتجارة، ليصبح العراق منافسا لبعض دول المنطقة، وتحديدا الإمارات، وسرعان ما تلاشت هذه الاحلام والطموحات مع تدهور الوضع الامني والسياسي في العراق والتي لاتزال تداعياته مستمرة حتى الان فقد اصبحت مشاهد الموت والقتل والعنف امرا طبيعيا لدى المواطن وبالكاد اصبح هذا المشهد يولد ردة فعل من المتلقي.
ولا نريد الحديث هنا عن الحكومات المتعاقبة وماذا قدمت الى البلد حيث أثر التنوع العرقي والديني والطائفي على شكلها منذ انهيار النظام السابق واعتمد القائمون على القرار في البلاد نظام المحاصصة الطائفية والقومية في توزيع المناصب الحكومية ليصبح العراق اليوم بلد المحاصصة الطائفية بامتياز في كل شي .
و بعد مرور خمسة عشر عاماً على تغيير النظام السابق غابت الاحتفالات الرسمية في هذه المناسبة باستثناء بعض المبادرات في عدد من المحافظات العراقية التي عطلت الدوام الرسمي في الدوائر الحكومية.
وعادة ما يطرح الشارع العراقي في هذه الذكرى تساؤلات عديدة من اهمها ما الذي تغير وما هو الفرق بين النظام السابق والحكومات التي تعاقبت بعده.
وهل فعلا بغداد تحررت مع ازدياد تعداد الأرامل والأيتام والقتلى ام اصبحت في أسوأ حالات الحياة وهي حاضرة التاريخ والجغرافيا.
وهل كان هدف امريكا فعلا تحرير العراق ام ما حصل كان جزء من خطة (أمريكية – غربية) موضوعة لتغيير خريطة الشرق الأوسط السياسية والتي استكملت لاحقا بأحداث الربيع العربي التى أدت إلى سقوط العديد من القادة العرب الذين استمروا في حكم شعوبهم عشرات السنين.
وهل ما زال العراق بحاجة ماسة الى رجال دولة يفكرون بمستقبل البلاد وليس الى رجال سياسة يفكرون بالفوز بالانتخابات لاقتسام الغنيمة.
وهل يمكن ان ننسى حقوق المواطن العراقي بالحصول على عناية صحية متطورة ومجانية وان لا يبحث عن العلاج في دول الجوار، والحصول على تعليم مجاني متطور يتماشى مع مناهج الدول المتحضرة وكذلك حق المواطن في الحصول على سكن مناسب لا ان تلاحقه شفلات الحكومة لتهدم كوخه بحجة تجاوزه على اراضي الدولة، ثم حقه بالحصول على خدمات اساسية وعمل.
وهل ما زال العراقيون يأملون في أن تتحسن ظروف حياتهم، خصوصا من الجانب الأمني، وكذلك ملف حقوق الإنسان في ظل الاحتقان السياسي الذي يطبع المشهد العراقي.
وهل هناك امل ان تنهض بغداد من جديد وتعود الى سابق عزها فماذا لو تنازل صدام وقتها عن الحكم ألم يكن العراق لينجو من دفع هذه الضريبة الباهظة و تتوقف حالة النزيف والقتل والدمار والخراب المتواصلة حتى الآن.
وهل استمرار السجال بين القوى السياسية حتى الان حول تسمية يوم 9 /4 تحرير أم احتلال سيؤخر ولادة الدولة العراقية.
و بعد مرور خمسة عشر عاماً على تغيير النظام السابق إلى أين يتجه العراق وهل سيعثر العراقيون اليوم في هذه الذكرى على من يجيب عن تساؤلاتهم التي ظلّت تلازمهم لسنوات خلت .