20 سبتمبر، 2024 1:12 ص
Search
Close this search box.

لماذا رفع أهل الأنبار علم العراق القديم ؟

لماذا رفع أهل الأنبار علم العراق القديم ؟

لكل فعل رد فعل مساوي له في القوة ومعاكس له في الاتجاه.. وعندما يتحول الغضب إلى يأس مطلق فإنه يعبر عن نفسه بالحنين إلى ماض أجمل بنظر اليائس فيحن إليه ويترحم عليه .. ويبدو إن الطائفية في العراق الجديد لم تسثني أي شئ من نهجها ولا حتى التظاهر والاحتجاج بحيث أصبحنا نرى الناس لا يتظاهرون بسبب سوء الخدمات ولا انقطاع الكهرباء أو أزمات البلد السياسية ولكن يتظاهرون طائفياً عندما يمس رمز من رموزهم السياسية أو يستهدف من قبل الطائفة الأخرى.. ويؤسفنا أن نقول إن معهم الحق في ذلك لأن هذه الطائفية التي تأسست في العراق الجديد بعد 2003 ظنها الجميع وضعاً مؤقتاً أفرزته مظاهر استبداد النظام السابق، ولكنها تتعمق يوماً بعد يوم بتوجيه من الأحزاب الحاكمة التي أصبحت تستفز الطوائف الأخرى عيني عينك فهاهي الكهرباء شبه منقطعة منذ اليوم وحتى نهاية الزيارة الاربعينية توفيراً للطاقة الكهربائية لمحافظة كربلاء التي يتوافد اليها الزوار.. الدوام شبه معطل لأكثر من اسبوعين خلال هذه المناسبة والشوارع في كل منطقة من مناطق بغداد ومنذ أسابيع مليئة بالمظاهر والأعلام والصور الطائفية. أما باقي أيام السنة فحدث ولا حرج عن الزيارات والمناسبات التي حولت بغداد الى مدينة بلون واحد صبغها به المتحزبون الطائفيون المتطرفون الذين لا يريدون الخير لهذه البلاد.. فماذا يفعل السنة بعد كل هذه الاستفزازات التي صبروا عليها طويلاً.. الحكومة الطائفية تدوس عليهم بأقدام الزائرين وتريدهم أن لا يصرخوا بالمقابل.. وبما إنهم نوعان نوع علماني لا يعترف بالرموز الدينية ونوع متدين( يستحرم) تصوير الخلفاء من رموزهم الدينية فمن الطبيعي أن يلجأوا إلى رمز آخر يرفعونه في تظاهراتهم ولم يكن هذا الرمز سوى العلم القديم الذي يعني عندهم عصراً لم تكن فيه الطائفية قد بلغت هذا المستوى من الاستفزاز.
ألا يوجد بين مستشاري المالكي مستشار نفسي يدرس مثل هذه الظواهر بدلاً من أن تخرج دولة القانون على الناس بمؤتمر صحفي تدين فيه رفع العلم العراقي القديم وترديد العبارات الطائفية؟؟ طبعاً العبارات الطائفية مرفوضة جملة وتفصيلاً وهي مما يؤسف له في تظاهرات الأنبار.. أما رفع العلم العراقي القديم فهو رد فعل على فعل أمر وأمكر.. وهو تلك الآلاف المؤلفة من الصور الطائفية التي تغزو شوارع بغداد وطرقها الخارجية وأحياءها التي أصبحت وفق التقسيم الطائفي سنية وشيعية.. وإذا استمر النهج الطائفي للحكومة على هذه الشاكلة فلا نستبعد أن تستجد تظاهرات أخرى ترفع فيها صور أخرى أكثر نكوصاً إلى الماضي .. كصور الملوك والرؤساء الذين تعاقبوا على حكم العراق.. أو ربما يخترع السنة رايات لرموزهم من الخلفاء والصحابة يرفعونها للتعبير عن غضبهم ويأسهم وتهميشهم في بلدهم… فليت هناك من عاقل يوقف الفعل فيمنع رد الفعل.

أحدث المقالات