19 ديسمبر، 2024 12:46 ص

قيل في مثل فرنسي” إن الذي يشتريه الشيطان يبيعه الشيطان”.

قُبيل كل دورة انتخابية, نُشاهد العديد من الأساليب, منها مكشوف أمره واضح السوء, ومنها تَلاعُبٌ بالعواطف, سعياً للحصول الأصوات.

المواطن العراقي وعبر الدورات السابقة, كَشَفَ اللعبة لبعض شياطين السياسة, فتلونهم في الأطروحات, ومحاولة التَمَلص من الفساد, باتهام جميع الأحزاب بالفساد, هي أهم خصائص اولئك الشياطين, ليطالب بالتغيير والإصلاح.

يتخذ شياطين الساسة أساليب عدة, فليست السرقة من قبل بعض الساسة, هي فقط ما يمثل الفساد, بل إنها تُمثلُ جُزءً منه, ومِن الممكن الغالب, أن لا يكون ذلك العمل المُشين مباشراً, فترشيح غير الكفوء جزءٌ من أجزاء الفساد, حيث يتم تمرير المشاريع المشبوهة, عن طريق ذلك المسؤول الضعيف.

قال العالم المؤرخ جمال الدين أبو الفرج, المكنى بابن الجوزي البغدادي” قال بعض السلف رأيت الشيطان فقال لي قد كنت ألقى الناس فأعلمهم فصرت ألقاهم فأتعلم منهم”, وهذا القول شبيه بما يَفعله, الساسة المتلونين الذين ركبوا موجة الطائفية, والتعصب المذهبي والعرقي, مستغلين حالة الخوف ليجعلوا منها, السبيل في الوصول لارتقاء المناصب, دون برنامج واضح لبناء دولة.

هناك أصواتٌ حاول الفاسدون خنقها, تحت ضغوط الازمات, تنادي ببناء دولة مؤسسات, وارتقاء الاكفاء المعروفين بالنزاهة, واستقطاب الشباب من أجل إدامة عملية الإبداع, للرقي بالعراق الجديد, ضمن برنامج مرتكز على التأريخ, الزاخر بالأصالة الفِكرية, مع مزجه بالحداثة والتطور المجتمعي, المُشَبع بالحِكمة الوطنية, من أجل خدمة المواطن وبناء الوطن.

إنَّ التَغلب على الذات, والذوبان بالأفكار الوطنية, ببرنامج واضح المعالم, هو السبيل لإنجاح عملية التغيير, فلا يمكن أن يبقى المواطن العراقي, تحت ضغوط التخندق الطائفي, الذي أعطى الفرصة للإرهاب, بالتغلغل واستباحة كل الحرمات.

تفاعل شياطين السياسة الفاسدين, مع الخطوط العريضة لمشروع الحكماء, بعملية خَطفٍ واضحة, ولكن الفَرقٌ شاسع بين الأصل والتقليد, فلا يمكن للسارق أن يبني بيتاً.