ان الحاجة الى فهم الاخر في اجواء العمل، تدعوننا احيانا الى قراءة بعض الكتب في علم النفس، في كل عمل يحتاج الناس فيه الى تدريب فني متواصل حتى يؤهلهُ معرفة النفوس من حولهِ، والجميع يرمون الى فهم سلوك الاخر وتفسير بواطنه والتنبؤ عنه، وبالتالي السيطرة على معرفة مفاهيمه المتلونة، فمن يا ترى يستطيع أن يقرأ ويفهم ويدّعي بعد الانتهاء من القراءة يستطيع حل مشاكل الاخرين وقراءة افكارهم وما يضمرون من مؤامرات مستقبلية للحفاظ على مستقبل ما ملكهُ من منصب كان هو اداة للظلم لمن حولهُ، ظاهريا هو عادل ،با طنيا هو ظالم. وهي مؤشرات لمرض نفسي بحاجة الى مساعدة، لان بعض المتبوئين للمناصب يمرضون بمرض العظمة او مرض معرفة كل شيء بلا منازع، فهو يستطيع ان يكون قائدا لكل منصب في آن واحد ،وان من حولهِ كلهم ذوو مفهوم ضيق اذا لم يكونوا بمفهومهِ (اغبياء) وهو العالم الفاهم الوحيد. وهذا الاعتقاد لا يقره الواقع، بل يعتقد به فقط المتشبث بوهم المنصب.ونعيشه الان بشكل واضح وعلني بين المسؤول والموظف البسيط، واذا لم تتداركه الجهات الحصيفة والواعية، يتهاوى مستقبل بنائها الرصين ويتحول الى خربة ممتلئة بالاشخاص المصابين بالشيزوفرينيا.ظاهرا عمل جاد باطنا خراب كدودة الارضة تأكل كل صالح أمامها وتنخره حتى السقوط.
فنجاح أي مؤسسة او شركة او دائرة (حكومية او مدنية) مرهون بمعرفة السلوك النفسي لموظفيها اولا، وقابلياتهم وقدراتهم في مختلف الاختصاصات ثانيا، من خلال معايير موضوعية واختبارات ذهنية، لوضع موظفيها في الوظائف التي يخدمون بها بوجه صحيح خال من العقد والامراض النفسية. اول تطبيق عملي للنجاح هو ابعاد وتصفية المتخلفين ومن لا يصلحون ان يكونوا في مقدمة الاصحاء. او على اقل تقدير اخضاعه للمساءلة..فالمهندس لايمكن ان يترأسهُ عامل بسيط فقط لأنه قديم وله خبرة في الاشخاص لا بجوهر العمل، والحقيقة ان الخبرة ناجمة عن اغراض شخصية يستفيد منها المسؤول الاعلى ايضا للمحافظة على المنصب. وبعبارة اخرى هناك عمليات اسناد وتصعيد بين طرفين مختلفين ومتخلفين يجمعهما تسلط مشترك لغايات ربحية فقط بعيدة عن التطور والحرص والغيرة على العمل..
· يتساءل البعض عن السبب او الاسباب التي تدعو الاجسام لتتساقط متجهة نحو الارض اذا ما افلتت عما يمسكها ..والشاعر يقول:
ما طار طير وارتفع إلا كما طار وقع.