23 ديسمبر، 2024 10:09 م

رجعت حليمة .. لعادتها القديمة

رجعت حليمة .. لعادتها القديمة

يبدو ان القدر كتب على العراق ان يعيش على هامش الحكام الذين يجيرون كل شئ لاجل الكرسي ، فما زالت الذاكرة تحتفظ بيوم الزحف الكبير وجيش القدس وثورة 17 تموز والميلاد الميمون وغيرها ، ففي هذه المناسبات الكثيرة كانت سيارات ودوائر الدولة ليس لها شغل شاغل الا احياء هذه الايام الميمونة والخالدة في سفر البعث العربي الصدامي المقبور ..
أما اليوم فإن السيد رئيس الوزراء قد اوعز بالخفاء الى اذرعته المتغلغلة بان يقف الجميع على رجل واحدة وأن يخرجوا في مظاهرات شعبية عارمة !!  تأييدا لموقف الزعيم الاوحد اللي ما ينطيها ولو على قطع الرقاب فليس هناك شئ اسمى من الكرسي لان الله اختاره لهذا الكرسي والناس اختاروه والقدر والتاريخ والدعوة الاسلامية بكل تنظيماتها قد اختاروه ؟ هكذا يقول الزعيم ويروج ويزمر ويطبل فهو باق هنا و يطمح بالولاية الثالثة والرابعة والخامسة ويطمح ان يكون الولي الفقيه الديمقراطي .
بعد ان جعل السيد رئيس الوزراء كل من هو بمنصب مدير عام ينتمي او يدين بالولاء لحزبه الاسلامي المختار من السماء والذي اوصت به شرائع العدل والنقاء جعلهم مرتبطين به وبحزبه في مختلف دوائر الدولة التي وصلت يده المباركة اليها هاهو اليوم يدعوهم ان يجهزوا سيارات الدوائر التعليمية والخدمية وحتى الامنية لحمل المئات .. لا .. بل الالاف المــــــؤلفة من الناس ” الموظفين والطلبة ” ليتظاهروا تاييدا لموقفه الرشيد ورأيه السديد وبعض هؤلاء المتظاهرين  لا يعرف انه اصبح جزء من لعبة شد الحبال بين رئيس الوزراء وخصومه واقول جازما أن اكثر من ذهب الى هذه التظاهرات لا يهمه كثيرا ان يتحقق هذا المطلب لهذه الجهة او تلك بل لا يعرف الكثير من الشعارات التي سترفع في هذه التظاهرات التي ذهب اليها وليكون جزءا منها ولو تُرِك هؤلاء لاختيارهم لما ذهبوا الى مظاهرة ولا الى غيرها فهم لم يأتوا لهذه المظاهرات عن وعي وادراك ومساندة حقيقية لرأي السيد المالكي في الازمة الاخيرة ولكن بعضهم يخاف ان يجعلوا على اسمه دائرة حمراء او يتهموه بانه غير مؤيد لحزب السلطة الذي مد اذرعته في كل الوزارات ودوائر الدولة او حتى يتهموه بانه من الموالين للقائمة العراقية وربما يصل الامر ان يتهموه بانه مناهض لمجمل العلمية السياسية او انه يميل للارهاب وهذه التهم الجاهزة موجودة ولا يحجزهم عنها حاجز فهم ولله الحمد قد امسكوا بزمام السلطة ؛ وهنا اذكرهم بأن عليهم ان يعوا ان السلطة لا تدوم لاحد وهذه المسالة كثيرا ما يرددها الخطباء على المنابر ويكتبها الكتاب الاسلاميين وحتى المؤرخين وانها من السنن التاريخية التي تحدث عنها السيد محمد باقر الصدر والمعلوم أن حزب المالكي يدعي انه حزب اسلامي ينتمي في فكره وسلوكه ” الذي وأدوه ” الى محمد باقرالصدر ، فهم غير باقون في السلطة ولا غيرهم سواء عن طريق الانتخابات التي تخضع لمزاجات الناخبين وتوجهاتهم التي لا تثبت على شئ او عن طريق آخر وهاهي الدنيا تموج شرقا وغربا ، وعليهم الا ينسوا ان صدام حسين كان قد حوَل كل الدوائر الى منظمات حزبية فالمعامل والمدارس والجامعات وحتى الاسواق كلها تنادي : ” اذا قال صدام قال العراق ” وكان عنده فقط في جيش القدس اكثر من سبع ملايين مجند ولكنهم يا رئيس الوزراء قد اجتمعوا على البوق وتفرقوا في السوق قبل ان تسوقهم العصا الغليظة لانهم لم يبقوا في قبالها وانما ذابوا كما يذوب الملح .. فهل تسمع او ترى .. لقد رجعت حليمة لعادتها القديمة .