مع بداية فصل الربيع وإنشراح الطبيعة وآلخلق تستغلّ أكثر دول العالم الفرصة لأجراء الأنتخابات لكن لا لصالح الفقراء و المستضعفين كالعادة؛ بل لمنافع رؤساء الأحزاب الفاسدة, لذلك [يا فقراء العالم إتّحدوا]؛ [يا فقراء وأيتام العراق توحّدوا]؛ [يا أيها المظلومون في العالم إتّحدوا ضدّ السّلاطين و الطغاة و الأغنياء]؛ [يا عوائل الشهداء والمحرومين إتّحدوا ضد قادة الأحزاب العميلة بكلّ ألوانها و مسمّياتها لأنهم سبب محنكم و جوعكم و غربتكم؛ ولا تكونوا سبباً لأغنائهم فيستعبدونكم لجهلكم بعد تشكيل حكوماتهم التحاصصية التي تعمل ضمن نهج (المنظمة الأقتصادية العالمية)] لحصولهم على رواتب ومخصصات مليونية و قصور عالية, فآلله تعالى يُحبّكم و يُخاطبكم بقوله: [مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَ مِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَ مَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا] (ألأحزاب23). وأنّ العاقبة الحُسنى لكم بشرط رفض ألطغاة ألذين يمتازون عليكم بكلّ شيئ؛ لا تسمعوا شعاراتهم الكاذبة؛ ألقموهم حجراً حين يَخْطبون لأنهم يُعمّقون الجّهل بينكم لسرقتكم, لا تُصفّقوا لهم كما صفّقتم من قبل لغيرهم لمنفعة أسيادهم في الغرب وآلشرق؛ قاطعوا مجالسهم؛ لقد جَرّبتم جميع الأحزاب القومية والوطنية و الأسلاميّة و التيارات و الكتل التي توافقت على نهبكم .. كما جرّبها آبائكم و أجدادكم من قبل وما رأيتم خيراً, بل كانت تجارب مؤلمة شوّهت الأسلام و الوطن والدِّين والأنسانية]! لذلك كثر بسبب نهج الحكومات الأحزاب الذين وصل عددهم في العراق لـ 205 – وإزدادت ألطبقات والتشكيلات و المنظمات و التيارات و آلأنشقاقات في لأجل الدّنيا ثمّ فرّخت عن إنشقاقات وتيارات وأحلاف أخرى بعد ما فشلوا في الأولى لأجل الحكم و المناصب والمزيد من الأمتيازات على حساب الفقراء والمعذبين؛ لهذا نُعلن أليوم للأنسانيّة جمعاء و لأمّة الأسلام وللشعب العراقيّ بشكلٍ خاص عن تشكيل تيار جديد – هو قديم في أصوله يمتد في أعماق التأريخ من هابيل السّخي المتواضع إلى آخر فقير اليوم – باسم (تيار الفقراء المستضعفين) وإنّ آلأنتماء مفتوحٌ لكلّ مُعذّبٌ في الأرض لأنّ هويتهم إنسانيّة واحدة, خصوصاً في عراق الفساد و الجّهل و الجريمة والظلم والعبودية والنفاق والتحاصص للدّولار و السّلطة و الشّهوة .. كما في كلّ الأرض, بشرط إيمان العضو بآلمبادئ ألأخلاقيّة و الفلسفيّة ألأنسانيّة الكونّية ألتي تُميّز المستضعفين! وألفقير ليس بآلضرورة أن يكون مُعدماً مادّياً فقط, وإن كانت تلك الصّفة مشتركة بينهم؛ بل قد يكون أيضاً فقيراً في آلأخلاق والفكر والعلم والمعرفة وآلآداب الكونيّة وبحقيقة الأيمان بآلله و بأسرار الكون, ويُمكن أن يكون فقيراً في كلّ شيئ حتى الصحة البدنية ففلسفتنا الكونية كفيلة بدرء ذلك, وفي مقدمتها الظلم و الفساد والأستضعاف الذي كرّسه طُلّاب ألدّنيا من قادة الأحزاب والكتل والأئتلافات والتيارات والمنظمات العلنيّة والسّرية التي توافقت وتفنّنت في إستعباد الأنسان بشتى الطرق وآلأساليب أللاإنسانية وبإشراف ورعاية (المنظمة الأقتصادية العالمية) التي تُدير و تسيطر على حكومات وأحزاب العالم التي إستسلمت لها و عَرَضَتْ بدورها خدماتها مقابل بقائهم في الحكم لبناء بيوتهم مقابل هدم أوطانهم و كما حصل في العراق الدّامي وكل البلاد العربية والآسيوية والأفريقية وحتي الأوربية والأمريكية والأسترالية! ولذلك يتأسس تيار الفقراء ليمثل أكثريّة الشعب العراقي وأكثرية سكان العالم مقابل مجموعة الأثرياء الكبار الذين لا يتجاوز عددهم 500 عضو في (المنظمة الأقتصادية العالميّة) و خلفهم الحكام و الأغنياء الصغار من الرؤوساء والوزراء والنواب والمستشارين والمدراء كذيول منفذة لخططهم الستراتيجية التي تهدف إلى إخضاع مصادر الطاقة والزراعة في العالم عن طريقهم لشركاتهم ولمنافعهم لاذلال الفقراء وقهرهم.
إن قيامنا لله تعالى الذي أمرنا؛(قوموا لله مثنى و فُرادى) عن طريق نشر المحبّة والأمل والعشق وتوزيع الثروات بآلتساوي بين الناس من دون التفريق بين الرّئيس و المرؤوس؛ بين الجندي و القائد؛ بين الوزير و الموظف؛ بين الخادم و السيد بعكس ما كان عليه الحال عبر التأريخ من الفوارق الطبقية والحقوقية والأجتماعية والسياسية بإستثناء فترة حكم الأمام عليّ(ع) .. لأنّ آلجميع كانوا يتمتعون في ظل حكومته بحياة كريمة أنسانيّة متعادلة ملئها المحبة و الأخاء و الأمان و المساواة والعدالة! و نعتقد بأنّ إمتداد هذا التيار الذي يُمثل المستضعفين بحسب وصف الله تعالى لنا في القرآن الكريم من شأنه أن يُحَكِّم الحقّ ليحكم آلعدل بين الناس و يكنس بآلمقابل جميع التيارات و الكتل والأحزاب التي ثبتت فسادها وكذبها ونهبها لأموال الناس وفرحتها بدنياها .. و تعاليها على الفقراء مع إمتداد الزمن حيث سرقت قوت الفقراء من خلال قوانين إستكبارية راعت بآلدرجة الأولى رواتب و حقوق و مصالح الرؤوساء و الحاكمين العملاء بعد مصالحهم, وذلك بشراء كل مخازن و منابع و ذخائر الطاقة تحت وفوق الأرض و التي هي ملك الأجيال القادمة التي لم تلد بعد! مراكزنا و مقرّاتنا هي لله و ساحاته و كلّ بيوت الفقراء و مدارسهم و مراكزهم مفتوحة, ولا يوجد فيها خدم و حشم و حمايات و سيارات مصفحة و مدرعات و أسلحة دفاعية و هجومية ضد الناس, بل حماية الفقراء هم الفقراء, الذين ظاهرهم كباطنهم و قلوبهم كوجهوهم لا تبديل لخلق الله, بل الخادم الذي يخدم فيهم أكثر .. هو مَنْ يتقدّم الجمع و يكون أعلى علماً و فضيلةً و شهادة و تواضعاً, كما الشجرة المثمرة كلّما كانت ثمارها أكثر كان إنحنائها للأرض أكثر, و كما يقول المثل (سيّد القوم خادمهم) بعكس المسؤوليين و الوزراء و النواب الفاسدين الحاليين و الأثرياء الذين تكبّروا على الناس, نستثني منهم البدريين في الحشد الشعبي و كل فصائل المقاومة العالمية و من مثلهم خارج العراق! لأنّ ديدنهم – ديدن الفقراء – الموالاة لله و للرسول و لولي الأمر .. والتواصي بآلصبر و الحق .. لا نفاق ولا كذب ولا غيبة بينهم وكما هو عادة وثقافة ودين الأحزاب الحاكمة اليوم في جلساتهم الحزبية حيث إن زادنا الوحيد هو التقوى والمحبة وحديث العرفان و العشق و الأنس و الأدب و الفكر وأسرار الوجود! موائدنا مشتركة و بسيطة و مجالسنا مجالس أنس و هيام في حُبّ ومعرفة الله و الأنسان و الطبيعة و حبّ الجّمال! لا مكان للخائنين بيننا, ديدننا الحلم و السّماحة, نُحبّ العلم و العمل و الصبر و التحمل وآلمُداراة و الأدب و الحياء و التسامح مع الجميع إلا مع المنافقين الذين لهم عدّة وجوه و طلعات كآلحرباء و الذين يقولون أمامك ما لا يقولونه خلفك! لا ينطقون – أيّ الفقراء – بغير الحقّ, وفي محلّه؛ صادقون مع ذواتهم؛ بعيدون عن الثرثرة واللغوة التي ميّزت الأحزاب الأسلاميّة والوطنيّة والقوميّة خصوصاً العراقيّة! يُسارعون في الخيرات و مجالس الخير و المنتديات الفكرية والثقافية .. سبّاقون في دعم اهل الفكر و الخير وفي تكثير مجالس الأمر بآلمعروف, لا يتكبرون على الناس و على أهل الدّين و المعرفة والتواضع! وجودهم في كلّ محفل ومجلس و مسجد مبعث للأمان و آلراحة و نشر المعارف و الخير و المحبة والحكمة والنور بعكس أعضاء الأحزاب الأخرى الذين محضرهم محضر سوء ومغثة وغيبة ونميمة وكذب ومبعث للفرقة والنبز والنفاق وآلجدل وآلفوضى يبحثون – أيّ الفقراء العارفين عن العلل والأسباب في خلق الله وآياته وظواهره في هذا الوجود ومنها أسباب(الغنى), حيث يعتقدون بأن المال لا يُجمع إلّا بآلبخل أو الحرام, و كلاهما أسوء من الآخر .. لأنّ (كافر سخي خير من مؤمن بخيل) ولأنّه و كما جاء في نهج البلاغة؛ [ما جاع فقير إلّا بما مُـتّعَ به غني]؟ فكيف الحال مع الذين رواتبهم الشهرية تعادل رواتب أكثر من 200 عائلة في الشهر؟ سُؤآل و هَمَّ أصحاب القلوب الدائم والوحيد هو: [كيف ينام أهل آلدِّين والعلم وآلمُدَّعين لله بهدوء مُرتاحين وكروشهم تكبر و وجناتهم تَتَورّد وفي أوطانهم الملايين من الجوعى والمعذبين وفي الأرض أضعاف أضعافهم من الذين يعيشون تحت خط الفقر بلا دواء ولا ماء ولا كهرباء ولا غذاء كاف و لا أبسط مقومات الحياة الطبيعية الأنسانية]؟ هؤلاء الفقراء و كلّ مَنْ معهم لولا الأغنياء ما كانوا يفتقرون وسيدخلون الجّنة بإذن الله بلا حساب؛ لأنّهم أحباب الله و أوليائهُ ولم يتعدّوا على حقوق الآخرين ولم يسرقوا رغم كدحهم الدائم, و ليس عليهم شيئ, لأنهم لم يمتلكوا شيئاً ليُحاسبوا عليه .. بل عاشوا نضيفي آلأيدي والأحضان لذلك فالعاقبة الحسنى حليفهم بحسب وعد الله القائل: [ونُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ](ألقصص/5). والمؤمنون اليوم مستضعفون حقّاَ من قبل الأثرياء وأصحاب المال و الشركات و السلطة لذلك هم وحدهم أهل الله و حزبه, فلا تنتخبوا غير حزب الله لأنهم وحدهم المفلحون